ضمن فعاليات إحياء الذكرى السنوية السابعة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات نظمت مؤسسة ياسر عرفات حفلا ثقافيًا مساء الخميس 10/11/2011، في قصر الثقافة برام الله، وأعلنت في الحفل فوز فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية بجائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2011.
وقبل بدء الاحتفال شاهد الحضور إعلان وثيقة استقلال دولة فلسطين التاريخي، بصوت الرئيس الشهيد، واستهل الحفل بآيات من القرآن الكريم.
القدوة: مصرون على استعادة الوحدة الوطنية.. نهج عرفات
ورحب الدكتور ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة المؤسسة بالحضور وقال في كلمته: "سبع سنوات كاملة مرت على رحيل القائد المؤسس. سبع سنوات بحلوها ومرها، ولم نصل بعد للاستقلال الوطني في دولة فلسطين وقدسها. تكبر التحديات ونشعر أن ياسر عرفات، ومع مرور السنوات، يقترب منا بدلاً من أن يبتعد عنا. نشعر أنه يسدينا النصح ونذهب للتمسك بثوابته والاسترشاد بنهجه."
وأضاف" ونحن نحيي هذه الذكرى لابد لنا من استذكار الشهداء من القادة العظام أبو جهاد وأبو إياد ورفاقهم وكل شهداء فلسطين الأبرار. ونتذكر أسرانا البواسل. نرحب بحرارة بالمحررين منهم ومن تواجد معنا اليوم ونكرر عهدنا للقابعين في زنازين الاحتلال أن فجر الحرية آت آت."
وتحدث القدوة عن نشاطات المؤسسة في جمع وإحياء تراث الراحل عرفات فقال: "وفي مقدمة أعمال المؤسسة هذه الفترة كما تعلمون بناء متحف ياسر عرفات، متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية الحديثة. والذي يقام حالياً في محيط ضريح ياسر عرفات. نحن نريد ونعمل على إنشاء متحفٍ حقيقيٍ، يكون صرحاً ثقافياً يؤدي رسالته الوطنية والاجتماعية ويتفاعل مع أبناء شعبنا وغيرهم."
وأكد القدوة الإصرار على اندمال جرح الانقسام النازف، وعلى استعادة وحدة الوطن ووحدة الأرض ووحدة النظام السياسي، موضحا :"هكذا علمنا عرفات وهكذا تكون استعادة أهم عنصر من عناصر القوة الفلسطينية.
شدد القدوة في كلمته على قناعته بمسؤولية إسرائيل عن تسميم ياسر عرفات، وقال:إننا وإذ نجدد قناعتنا بمسؤولية إسرائيل عن تسميم ياسر عرفات، نقر بالتقصير في الحصول على ذلك الجواب القاطع ولكننا نعد بالاستمرار في العمل من أجل ذلك.
فياض: حكاية عرفات نضال لانتزاع الحرية
وأكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض في كلمته في الحفل أن حكاية الرئيس الشهيد ياسر عرفات، تتجسد اليوم في إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة الكفاح والبناء، لإكمال فصول حكاية نضاله بانتزاع الحرية والاستقلال، وتكريس السيادة الوطنية على أرض دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود العام 1967 .
وقال: انطلق ياسر عرفات بثورتنا المعاصرة من حطام النكبة وخيام التشرد، وقاد مسيرة الكفاح الوطني لصون الهوية وإعادة إحياء الوطنية الفلسطينية، ليضع اللبنة الأولى والمدماك الرئيس في بنيان دولة فلسطين المستقلة بإنشاء أول سلطة وطنية فلسطينية، ليس كمنّة من أحد وإنما كثمرة أولى لتضحيات آلاف الشهداء ومعاناة مئات آلاف الأسرى وملايين المشردين، وكأبرز إنجاز لنضالات شعبنا على مدى عقود، توجتها الانتفاضة المجيدة عام 1987، والتي أبرزت الصراع على حقيقته، والمتمثل في سعي شعبنا لممارسة حقه الطبيعي في الحياة والخلاص من الاحتلال، والعيش حراً كريماً في وطن له كسائر شعوب الأرض . وشدد فياض على أن "مواصلة طريق البناء والمراكمة على ما أنجز في استنهاض عناصر القوة والمنعة، وتوفير مقومات الصمود لشعبنا، تظل، رغم كل الصعاب والتحديات التي تعترضنا وستعترضنا، الطريق الأقصر لتحقيق أهدافنا الوطنية، وتحويل الإجماع الدولي إزاء جدارتنا وجاهزيتنا إلى إجماع شامل لتجسيد دولة فلسطين كاملة السيادة على الأرض"، مؤكداً حسم شعبنا معركة الجدارة، وعلينا أن نواصل الجهد لتحويل هذا الإقرار الدولي بجاهزيتنا لإقامة الدولة، إلى إقرار بحقنا في ممارسة السيادة على أرضنا، وما يتطلبه ذلك من تدخل فاعل وملموس من قبل المجتمع الدولي لوضع حد عاجل للعقبة الرئيسة والوحيدة أمام قيام دولتنا، ألا وهي المتمثلة في استمرار الاحتلال الإسرائيلي .
وفي ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء أن السلطة الوطنية، ستواصل العمل لتوفير كل مقومات الصمود لشعبنا، وهي مصممة على مقاومة محاولات فرض سياسة الأمر الواقع.
وقال: "سيظل شعبنا متمسكاً بحقوقه، وبنهج المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب مستوطنيه، ومصمماً على استكمال بناء ركائز ومؤسسات دولة فلسطين على أرضنا المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشريف، العاصمة الأبدية لهذه الدولة".
قسيس: ترشيحات مهمة للجائزة
وأعلن د.نبيل قسيس رئيس لجنة جائزة ياسر عرفات للإنجاز أن اللجنة تلقت عددا وافرًا من الترشيحات الممتازة ومن مؤسسات وشخصيات مهمة وتستحق بكل جدارة الفوز بالجائزة، ودعاها إلى التقدم للترشح للجائزة للسنوات المقبلة مشيرًا إلى أن عددا من الترشيحات المهمة لم يتأهل بسبب نقص في تقديم الوثائق والبيانات المعززة .
وأعلن قسيس إن الفائز بالجائزة هذا العام، "فرقة الفنون الشعبة الفلسطينية"، وقال إنها "استحقت الجائزة من بين عدد لا بأس به من المؤسسات التي تقدمت للحصول عليها لأنها نجحت في الحفاظ على المورث الشعبي الفلسطيني في مجال الدبكة والرقص الشعبي ومختلف أنواع الفنون الشعبية الفلسطينية".
وقال إن أبرز المرشحين الثلاثة للحصول على جائزة الإنجاز كانوا، إضافة إلى فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، معهد إدوارد سعيد للموسيقى في القدس المحتلة، وجمعية الحق في الحياة العاملة بقطاع غزة.
وقام الدكتور سلام فياض والدكتور ناصر القدوة والدكتور نبيل قسيس بتسليم براءة الجائزة ومجسمها والمبلغ المالي المخصص للجائزة إلى ممثل فرقة الفنون الشعبية رئيس مجلس إدارة الفرقة السيد جمال حداد.
من جانبه، أكد جمال حداد، في كلمة له، أن الجائزة ستدفع الفرقة إلى المزيد من العمل والإبداع ومزيد من الإنجازات التي يمكن أن تتحقق في مجال الفنون والدبكة الشعبية في مختلف أنحاء العالم، وقال إن الفرقة تعتز بأن تحمل هذه الجائزة الوطنية الهامة جائزة ياسر عرفات للانجاز .
وسبق الحفل افتتاح معرض للصور لأربعة مصورين: إيمان محمد، عادل هنا، نعمان عمر شتيوي ومجدي فتحي من قطاع غزة بعنوان "حنين"، واشتمل على صور من الحياة اليومية في غزة و للرئيس الراحل في مطار وأمام البحر وفي مؤسسات غزة.
واختتم الحفل بأغنية تؤكد أن عرفات سيبقى الرمز الخالد فينا، حتى ولو كان جسده "تحت التراب ".
وقدمت فرقة الفنون الشعبية لوحات تراثية جميلة في نهاية الحفل