أحيت مؤسسة ياسر عرفات، يوم الإثنين الموافق 2024/11/11، الذكرى السنوية العشرين لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات في ساحة ضريحه بمدينة رام الله، بحضور أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وعدد من الوزراء، والقيادات الدينية والأمنية، وإدارة المؤسسة، ومشاركة حشد جماهيري غفير.
وأتت الذكرى العشرين لاستشهاد ياسر عرفات في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على شعبنا وخصوصاً في قطاع غزة.
ونيابة عن الرئيس محمود عباس، ألقى نائب رئيس حركة فتح محمود العالول كلمة، وقال: "نحيي اليوم ذكرى استشهاد الرئيس المؤسس ياسر عرفات وهي ذكرى راسخة في عقولنا، لنؤكد بها على أنه قائد استثنائي من زمن العمالقة ومن قاد ثورة الحرية للشعب الفلسطيني ولكل حركات التحرر في العالم ضد الاحتلال من أجل حريتنا وحرية كل الشعوب".
وأضاف العالول نحيي ذكرى ياسر عرفات والوطن والشعب يمر بظروف صعبة يتعرض بها لعدوان همجي يمارس الاحتلال به كافة أشكال الإبادة ويتنكر لكل الاتفاقيات ويتمرد على القانون والشرعية الدولية، وجرائمه في غزة ليست مسبوقة أبداً.
وأكد العالول على أهمية استعادة سمات ياسر عرفات وسمات الشهداء وقيم الشهداء لنتلزم بها من أجل تجاوز الصعاب، وأهمها الإيمان بحتمية النصر، ولا بد أن تترسخ في نفوسنا، وعلينا أن نتحلى بقيم الوفاء لكل من وقف إلى جانب شعبنا إضافة إلى قيم الوحدة الوطنية التي كان يحرص عليها عرفات.
في ذكرى ياسر عرفات نعاهده أننا سنبقى كما كان مع بصيص الضوء والامل ونسعى من أجل الوصول إليه دائما، ونعاهده أننا سنحافظ على ثوابتنا وسنبقى ننقل الراية من جيل إلى آخر.
ومن جهته رحب د. أحمد صبح رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات بالحضور، وأشار: "بالقرب من ضريح ياسر عرفات حيث كان خندقه الأخير ونحن في ساحة معركته الأخيرة، قدّم حياته ولم يتردد بتقديم استشهاده من أجل فلسطين شعباً وقضية".
وأضاف صبح، نترحم اليوم على روح أبو عمار وأرواح جميع شهداء فلسطين بعد 402 يوم من عدوان احتلالي شامل يهدف إلى شطب القضية الفلسطينية من خلال ارتكاب المجازر والتدمير والتجويع والحصار.
وأشار صبح ما يقارب الـــ 44 ألف شهيد و الــــ 103 آلف جريح وأكثر من 10 آلاف مفقود لم تكن كافية حتى الآن لإقناع الإدارة الأمريكية الشريكة بإعادة النظر بإرسال أسلحتها الفتاكة لقتل شعبنا.
وأكد صبح على أننا شعب واحد في كل أماكن تواجدنا ولنا وطن واحد ومصير واحد، وذلك هو تجسيد للاستقلال الوطني في دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد صبح على أنه رغم حرب الإبادة الجماعية والتجويع في غزة، والتدمير والقتل في شمال الضفة وحصار القدس وتقطيع أوصال الضفة والتنكيل بالأسرى والحصار السياسي والمالي للسلطة وزيادة تسليح وعدوان المستوطنين وتوسيع النشاطات الاستيطانية، نواجه ذلك بصمود سياسي يرفض الخنوع للاحتلال وأعوانه.
وقال: "إن ذكرى ياسر عرفات تُمثل فرصة للمراجعة الوطنية والتأكيد على أن سيرة ومسيرة ياسر عرفات تُمثل نموذجاً للصمود والثبات".
وأضاف، نستلهم الدروس والعبر الكثيرة، من حياة ياسر عرفات، ومنها، أولاً:التمسك بالثوابت الوطنية في إنهاء الاحتلال والاستيطان وتجسيد الاستقلال الوطني، ثانياً: الوحدة الوطنية شرط للصمود والثبات والانتصار وعلينا جميعاً أن نبذل كل جهد ممكن لتغليب المصلحة العامة، ثالثاً: الهدف المركزي الآني هو وقف العدوان وإبقاء حقوقنا ودولتنا المستقلة على طاولة العالم ولا يوجد حل انساني أو اقتصادي بل حل سياسي ينهي الاحتلال ويجسد دولتنا، وإذا أرادت الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية إصلاح في السلطة الوطنية عليهم فرض نفوذهم على الحكومة الإسرائيلية في وقف الحرب.
رابعاً: منظمة التحرير الفلسطينية هي الإنجاز الأكبر لشعبنا فلا حقوق دون تمثيل ولا يجوز لأحد التشكيك بوحدانية تمثيل المنظمة لشعبنا في الوطن والشتات،من الأولويات العمل الوطني والدولي يجب أن تكون للأسرى لأنهم الوجه الآخر للأرض بعد الشهداء أفضل ما فينا.
ووجه صبح التحية للشعوب التي خرجت ولا تزال تأييداً لفلسطين واتصاراً للإنسانية والعدالة.
من جهته، قال محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل: "إن أبو عمار ليس بحاجة إلى أن نحيي ذكراه من بحاجة إلى ذلك هو نحن الشعب الفلسطيني لنؤكد على الوفاء لهذا الرجل مُفجر الثورة الفلسطينية وباني الهوية الفلسطينية بعد النكبة، ومعيد الإعتبار لذلك الجزء الذي كان منسيا للداخل المحتل.
وتابع قائلاً: "عشرون عاماً من الغياب ويقولون إن مرور الوقت يساعد على النسيان، في ذكرى ياسر عرفات مرور الوقت يكبر الفقدان، وعلينا في يوم الوفاء أن نستعيد مفرداتنا وأن لا تكسر حرب الإبادة حُلمنا وإصرارنا نحو الحرية والاستقلال."
وأكد بركة على أننا مطالبون بالوحدة الوطنية، لأن الحركة الصهيونية اليوم لا تستهدف المشروع الوطني بل تستهدف وجودنا ونقول، هنا واقفون هنا قاعدون هنا خالدون ولنا هدف واحد أن نكون أحرار.
وتابع إن شعبنا لا يمكن أن يكون إلا حراً أبياً لأنه يعرف الطريق التي رسمها أبو عمار ورفاقه، مشيراً إلى أن الحركة الصهيونية تريد أن تحسم الصراع بالإبادة والدمار والقتل، والتنكيل بالأسرى وملاحقة أهالي القدس في محاولة لشطب قضية اللاجئين.
من جانبه، قال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، منسق القوى الوطنية: "عشرون عاماً على غياب قائد ثورتنا المعاصرة وقائد منظمة التحرير، الذي كان دائما متمسكا بوحدة شعبنا وبثوابت شعبنا المتمثلة بحق عودة اللاجئين وإقامة الدولة كاملة السيادة.
وتابع اليوم الذكرى وشعبنا يتعرض لحرب الإبادة الجماعية في سياسة قتل وتجريف وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين، وكل هذا الأمر يجري نتاج الشراكة الأميركية والدعم الكامل للاحتلال والصمت والعجز الدولي حيال ما يجري من عداون.
وأشار أبو يوسف إلى أننا اليوم أحوج إلى الوحدة الوطنية بين كل مكونات شعبنا للمضي قدما في معركتنا مع المحتل وصولا للحرية والاستقلال.
وتابع في هذه الذكرى لاستشهاد الراحل أبو عمار نجدد مع كل المتضامنين أنه لن تكسر إرادة شعنبا وسيبقى يناضل في الوصول إلى دولته المستقلة ولذلك هذه التضحيات الجسام منذ سنوات طويلة واليوم تتعاظم كل المخاطر والتضحيات من أجل الوصول إلى الحرية والاستقلال.
وتم وضع أكاليل زهور على ضريح الرئيس المؤسس بمناسبة الذكرى العشرين لاستشهاده وقراءة الفاتحة على روحه وأرواح شهداء فلسطين في بداية فعالية الإحياء.
ونيابة عن الرئيس محمود عباس، وضع نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، إكليلا من الزهور على ضريح الشهيد "أبو عمار.
كما وضع رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، وأعضاء من اللجنتين، التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة "فتح"، والوزراء، والمجلس الثوري، وقادة الأجهزة الأمنية، وقيادات من الحركة النسوية، أكاليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.
كما قام مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات وإدارة وموظفو المؤسسة بوضع إكليل من الزهور على ضريحه.
واقتصرت فعاليات إحياء الذكرى هذا العام، بوقفة والترحم على روح الشهيد أبو عمار الطاهرة وأرواح شهداء فلسطين، ووضع أكاليل من الزهور على ضريحه، بسبب استمرار العدوان الغاشم المتواصل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية.
ويذكر أن المؤسسة قد أعلنت عن الحائز على جائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2024، بتاريخ 2024/10/29 في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات، وكانت للطاقم الصحي العامل في الميدان في قطاع غزة: المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) أنموذجاً تقديراً لعطائه وجهده الإنساني المستمر في خدمة المواطن، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا في غزة منذ أكثر من عام.