بلا شك نحن نمر الآن في ظروف بالغة الخطورة والأهمية نتيجة رحلة السادات والنتائج المترتبة عليها ونستطيع القول انه تجري في منطقتنا العربية أحداث ذات أهمية بالغة تمس مستقبلها ومستقبل الصراع العربي الصهيوني وتخدم مخططات العدو العسكرية ونظرياته السياسية والإيديولوجية القائمة على التوسع المستمر والقائلة " أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات"
من هنا في تقديري أن ما يحدث الآن سوف يترك بصماته قوية على امتنا العربية وآثارا خطيرة على شعبنا الفلسطيني بالذات.
وبعد زيارة الرئيس المصري جاءت دعوته لمؤتمر القاهرة في محاولة لاستباق الأحداث وفرض الأمر الواقع على الأمة العربية.
في المقابل تحركت الثورة الفلسطينية حركة سريعة إلى العراق وليبيا إلى الجزائر إلى سورية واليمن الديمقراطية حيث أجمعت الآراء على ضرورة انعقاد مؤتمر قمة طرابلس الذي انعقد في ظل هذه الظروف وليعطي من خلال انعقاده تيارا هاما تيارا عربيا قوميا لمواجهة التردي في منطقتنا العربية تيار للتصدي والصمود وليعطي رديفا وقوة ليس للثورة الفلسطينية فحسب ولكن لامتنا العربية كلها.
فهو يشكل الخط الصحيح وتيار المواجهة في امتنا العربية ومن أهم الأشياء التي حدثت على هامش هذا المؤتمر هو إعلان وحدة فصائل حركة المقاومة الفلسطينية التي شكلت قوة دافعة لتشكيل الجبهة القومية للتصدي والصمود من سورية واليمن الديمقراطية الجزائر ليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية .
وقد تركنا الباب مفتوحا أمام بقية الدول العربية الراغبة في الانضمام إلى هذه الجبهة والتي تتبنى وتؤمن بنفس الأهداف التي وضعناها في قمة طرابلس.
ويأتي على رأس هذه الدول العراق باعتباره الدولة الخامسة التي اشتركت في هذا المؤتمر ونأمل أن تكلل الجهود المبذولة الآن ليعلن العراق انضمامه إلى هذه الجبهة.
في المقابل هناك تحرك أميركي الرئيس كارتر أعلن تأييد مؤتمر القاهرة الذي دعا إليه الرئيس السادات ثم بعث بوزير خارجيته إلى المنطقة في محاولة للتأثير والضغط وبكل الوسائل من اجل دعم مؤتمر القاهرة.
نعتقد أن مؤتمر القاهرة لن يأتي بنتيجة لصالح امتنا العربية وهناك تحركات عربية أخرى على كافة المستويات.
زيارة السادات مؤتمر القاهرة التحرك الأميركي هي خطوات الهدف منها في الأساس أبعاد الاتحاد السوفياتي عن أية مشاركة فعلية وحاسمة في أزمة الشرق الأوسط وبالتالي عدم مساعدة الشعب الفلسطيني بشكل خاص والأمة العربية بوجه عام في مواجهة المخططات الأميركية الامبريالية الإسرائيلية للسيطرة على منطقتنا العربية.
بلا شك منطقتنا تعيش الآن الأحداث الجسام وكما نقول نحن في اللغة العربية المنطقة حبلى بأحداث خطيرة ولا داعي أن نخوض في التفاصيل الكثيرة والكثيرة جدا.
لا بد أن نقول وبشكل واضح وصريح انه لا يمكن حل مشكلة الشرق الأوسط بدون الرقم الفلسطيني الرقم الذي لا يمكن القفز عنه أو تجاوزه تلك حقيقة ثابتة.
وتذكرني الأحداث التي تجري في المنطقة العربية والمحاولات الصبيانية للقفز عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والقفز عن الثوار الفلسطينيين والثورة الفلسطينية هذه المحاولات تذكرني بما حاولته الحكومة الفرنسية في بداية المحادثات الأولى في افيان الأولى مع الثوار الجزائريين كان رد الثوار الجزائريين إذا كنتم تستطيعون إيقاف الحرب من خلال هؤلاء فلتفعلوا.
ونحن في الثورة الفلسطينية نقول من كان يستطيع أن يحل المشكلة بدون الفلسطينيين فليتفضل لا حل للمشكلة بدون ثوار فلسطين وبدون منظمة التحرير الفلسطينية.
نحن ننظر إلى هذا البيان السوفياتي الأميركي نظرة ايجابية وخطوة متقدمة فلأول مرة يتفق الأميركيون في بيان مشترك مع أصدقائنا السوفيات على وضع وتثبيت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وذكر ممثلي الشعب الفلسطيني.
الخطوة التي قام بها الرئيس السادات قلبت الطاولة وجعلت الأزمة تراوح مكانها مرة أخرى.
هناك من يعتقد انه من خلال بعض الأطروحات يمكن حل المشكلة ولكن هذه عبارة عن بالونات تنفجر هنا وهناك في محاولة لتضليل امتنا العربية وتضليل الرأي العام العالمي.
بدون الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وهي التي أقرتها الأمم المتحدة في قراراتها وفي أكثر من مكان كذلك أقرتها دول عدم الانحياز حيث تلعب يوغسلافيا دورا قياديا في هذه المجموعة وأقرتها المجموعة الإسلامية وأقرتها الدول الاشتراكية وغيرها من الدول الصديقة.
ومن هنا فمحاولات القفز عن الرقم الفلسطيني مصيرها في النهاية الفشل لان الشعب الفلسطيني وثوار فلسطين ليسوا رقما عاديا نحن بفعل بنادقنا ومن خلال إرادة ثوارنا ومن خلال تصميم شعبنا نصنع الحقيقة الثابتة والأكيدة في منطقة الشرق الأوسط.
برنامج النقاط الست مشابه لنفس برنامج النقاط العشر التي اتفقنا عليها في الدورة الـ 12 للمجلس الوطني (1974) ومشابه لنقاط الإعلان السياسي الـ 15 التي اتفقنا عليها في الدورة الـ13 للمجلس الوطني (1977) وهي عبارة عن حصيلة أو مضمون النقاط الـ 10 والنقاط الـ 15 كل ما هنالك بعض التفصيلات واهم ما فيها أن جميع فصائل المقاومة اتفقت عليها وهي تشكل دفعة كبيرة إلى الأمام في الطريق الوحدوي الفلسطيني خاصة في هذه الظروف التي تجري فيها المحاولات لتصفية الثورة الفلسطينية وضرب منجزات الشعب الفلسطيني وسحق آمال وتطلعات شعبنا داخل الوطن المحتل وخارجه.
أهمية هذا الحدث انه وحد صفوفنا وجمع شملنا واظهر الموقف الفلسطيني على حقيقته أمام الأخطار التي تتعرض لها الثورة الفلسطينية ويتعرض لها شعبنا الفلسطيني ونحن سنعرض هذا البرنامج في أول اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني للنظر فيه وإقراره لأنه من المفروض أن المجلس يقر ذلك طالما أن فصائل المقاومة اتفقت عليه.
14/12/1977
(وفا، بيروت، 15/12/1977، ص2)