إن زيارتنا هذه إلى الاتحاد السوفياتي والمباحثات التي تناولت عددا من القضايا الهامة كانت مثمرة وناجحة.
لقد ترك في نفسي انطباعا خاصا اللقاء مع السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ليونيد بريجنيف .
وكان هذا اللقاء شاهدا على الاهتمام الكبير والدائم من قبل السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي بالحل العادل للقضية الفلسطينية وهو حافز جبار لنا بنضالنا التحرري.
لقد أكد ليونيد بريجنيف أثناء اللقاء على الموقف المبدئي والثابت للاتحاد السوفياتي الذي يؤيد التسوية الشاملة لازمة الشرق الأوسط وضمان الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني بما فيها إقامة دولته المستقلة.
وقد طرحت هذه المبادئ بوضوح ودقة من قبل ليونيد بريجنيف في خطابه الهام الذي ألقاه مؤخرا في المؤتمر السادس عشر للنقابات السوفياتية.
إن هذا اللقاء اتسم بطابع تاريخي وستؤثر نتائجه ايجابيا في المستقبل دون شك أن العرب والفلسطينيين خاصة يثمنون عاليا ولن ينسوا أبدا المساعدات والدعم من الاتحاد السوفياتي لهم في هذا المجال الاقتصادي والعسكري وفي مجالات أخرى ونحن نعتز بالصداقة مع الاتحاد السوفياتي ذات الجذور العميقة ونبذل كافة الجهود في سبيل تعزيزها وتطويرها.
ونشطت خلال الأيام الأخيرة في الشرق الأوسط الأعمال التخريبية والدسائس من قبل القوى الامبريالية والرجعية والصهيونية والتي تزرع الخلافات بين العرب وتنهب ثرواتهم الوطنية وبالدرجة الأولى النفط.
ومع الأسف أتيح للأوساط في الولايات المتحدة الأميركية التوصل إلى تحقيق بعض النجاحات في المنطقة غير أن حركة المقاومة الفلسطينية مفعمة بالعزم على مواصلة النضال والمضي في طليعة حركة التحرر الوطني العربية وفي الخط الأمامي لجبهة معاداة الامبريالية ولهذا بالذات لا تكف القوى المعادية عن محاولات تصفية الثورة الفلسطينية وهكذا أصبحت مجددا فصائل المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان هدفا لزخم الهجوم الشرس من القوى الرجعية المدعومة من قبل إسرائيل.
وفي هذه الظروف الصعبة عقدت في القاهرة الدورة الثالثة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني التي بينت الوحدة الراسخة للفصائل الفلسطينية ومن أهم قراراتها:
توحيد القوى العسكرية للثورة الفلسطينية تحت قيادة موحدة وتأكيد النهج والتعاون مع البلدان الاشتراكية وحق الفلسطينيين في تقرير المصير والنضال من اجل إنشاء دولة مستقلة على أساس قرارات الأمم المتحدة ومن ضمنها القرار 3236 وقد أكد المشتركون الحق الثابت لمنظمة التحرير الفلسطينية في الإسهام في كافة الندوات التي تناقش فيها المسائل المتعلقة بالقضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي.
إن أي حل للمشكلة الفلسطينية يتخذ من وراء ظهر الفلسطينيين وبدون إسهامهم لا مفعول له .
إن نتائج عمل الدورة سيكون لها تأثير هام على نضال الشعب العربي الفلسطيني وسوف تعزز وحدة الصفوف في إطار النضال التحرري العربي.
إن زيارتنا للاتحاد السوفياتي جرت في العام الستين لثورة أكتوبر تشرين الأول وأود في هذه المناسبة أن أؤكد النجاحات الباهرة العظيمة التي أحرزها الاتحاد السوفياتي خلال ستين عاما وهي دليل على عظمة ثورة أكتوبر تشرين الأول والشعب الذي قام بها وبودي كذلك أن أتمنى للشعب السوفياتي وقادته النجاحات في كافة الأعمال والتقدم والازدهار.
موسكو، 7/4/1977
(وفا، بيروت، 8/4/1977، ص8)