س- ما هو رأيكم بالنسبة للازمة اللبنانية وتصعيدها وعلاقتها بأزمة الشرق الأوسط ككل؟
ج- إن الأزمة اللبنانية جزء من المخططات الامبريالية في الشرق الأوسط لقد كان ولا يزال الهدف الأساسي للامبريالية الأميركية والصهيونية هو ضرب حركة التحرر العربية وطليعتها المقاتلة الثورة الفلسطينية وذلك لتمرير مخططاتها المعادلة لطموحات امتنا العربية وآمالها في التحرر والعودة.
كان ولا يزال هدف الامبريالية هو استخدام سياسة تعريب الحرب وقد حاولت ذلك في فيتنام عندما عملت على فتنمة الحرب وهي تحاول ذلك الآن في لبنان وذلك بتحريك عملائها لضرب القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية ولعزلها عن الثورة الفلسطينية.
إن تصعيد الأزمة اللبنانية في هذه المرحلة بالذات هو تغطية لمعاهدة سيناء ولتحويل الأنظار عن هذه المعاهدة الغير متكافئة بين مصر وإسرائيل .
لقد نبهنا لذلك منذ البداية ونستطيع أن نقول بكل ثقة أن المؤامرة الامبريالية الصهيونية التي حاولت تصعيد الأزمة للوصول إلى مخططات التقسيم والمخططات الامبريالية المشبوهة الأخرى قد باءت بالفشل .
بل على العكس من ذلك ظهر التلاحم بين القوى اللبنانية الوطنية والتقدمية وظهر التعاون الوثيق بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة هذه المخططات.
س- ما هو الموقف الفلسطيني من اتفاقية سيناء؟ ما هو أثرها على التضامن العربي وأثرها على حركة التحرير الفلسطيني والعربي؟
ج- إن الموقف الفلسطيني من الاتفاقية المصرية الإسرائيلية معروف وقد أعلناه في تصريحاتنا وبياناتنا مرارا.
إن الثورة الفلسطينية لا تعارض استرجاع أي جزء من الأراضي العربية المحتلة ولكنها ترفض أن يكون ذلك على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
إن هذه الاتفاقية الثنائية قد عزلت مصر عن دائرة الصراع بين الشعوب العربية ودولة العدوان الصهيوني ولو لفترة معينة ولهذا فهي تأتي لتدعيم الموقف الأميركي والإسرائيلي في منطقتنا العربية وكل ذلك على حساب حركة التحرير الفلسطينية والعربية.
لقد عملت هذه الاتفاقية على تقسيم الصف العربي والتضامن العربي الذي حققه العرب أثناء حرب أكتوبر تشرين الأول المجيدة وأوجدت لأول مرة وجودا أميركيا في أرضنا العربية وتجاهلت في بنودها السرية الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني في وطنه وأرضه.
بل أن هذه البنود هي تعهدات أميركية لدولة العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
ونحن هنا نتساءل : إذا كانت سياسة الخطوة خطوة التي قام بها كيسنجر وبعد سنتين من 6.5% من مجموع أراضي سيناء فكم من الوقت تحتاجها هذه السياسة التي ولدت هذه الاتفاقية المصرية الإسرائيلية في سيناء لإجبار الإسرائيليين على الانسحاب من بقية سيناء ومن بقية الجولان ومن بقية فلسطين المحتلة بما فيها القدس؟
س- كيف تقيّمون دور القوى الوطنية في الوضع الراهن في الشرق الأوسط وعلى الأخص على غرار مؤتمر الجبهة العربية المشاركة في الثورة الذي عقد في دمشق؟
ج- لقد قلت في السؤال السابق انه بالرغم من افتعال الأزمة اللبنانية من قبل الامبريالية والصهيونية وعملائهما لإشغالنا وإشغال الجماهير العربية عن هذه الاتفاقية الثنائية فإننا لم نغفل عمل جبهة جماهيرية ولعل الاجتماع الذي عقدته الجبهة العربية المشاركة والتي تضم 57 حزبا وجبهة واتحاد ونقابة من البلدان العربية من المحيط إلى الخليج يقدم المثال الحي على ذلك لمساندة ولتأييد الشعب الفلسطيني والنضال الفلسطيني العادل.
أما في لبنان فقد وقفت القوى والأحزاب الوطنية والتقدمية صفا واحدا لإفشال المخططات الامبريالية في الساحة اللبنانية معربة عن تأييدها الصريح للنضال الفلسطيني والحق الفلسطيني.
ونحن جادون لتعزيز جبهة من الدول العربية على الصعيد الرسمي لمواجهة جميع هذه المخططات الامبريالية والصهيونية في منطقتنا العربية ولتصليب الموقف العربي تجاه التحديات الامبريالية والإسرائيلية والأميركية والتي تتجلى بهذا الدعم الغير محدود عسكريا وماديا واقتصاديا وسياسيا من أميركا لدولة العدوان الصهيوني.
(وفا، بيروت، 12/11/1975، ص2)