س- قابلت اليوم وزير خارجية فرنسا ما هي النتائج التي تنتظرونها من هذا اللقاء؟
ج- أولا أنا اعتبر هذا اللقاء هو تتويج للعلاقات الفلسطينية الفرنسية التي بدأت بيني وبين الرئيس شارل ديغول في منتصف عام سبعين أثناء وجودي في عمان وهذه العلاقات إنما هي علاقات ترجع في أصولها إلى العلاقات الثقافية والحضارية بين الشعب الفرنسي والأمة العربية وفي نفس الوقت هي علاقة ترتبط بالعلاقات المستقبلية بين امتنا وبين الشعب الفرنسي . شيء آخر وبلا شك إننا نقيم ونثمن تثمينا عاليا الموقف الذي اتخذته الحكومة الفرنسية أثناء عرض القضية الفلسطينية على الأمم المتحدة وتصويت فرنسا إلى جانب الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير إنما هو عمل يدل دلالة واضحة على المشاعر الطيبة والوقفة الإنسانية الحضارية المتفهمة لجذور مشكلة الشرق الأوسط .
إن هذه المشكلة هي مشكلة الشعب الفلسطيني وليست مشكلة حدود وليست مشكلة بعض كيلومترات متنازع عليها.
س- هل ستذهب إلى نيويورك للمشاركة في مناقشات الأمم المتحدة؟
ج- هذا قرار لا أتخذه أنا وإنما تتخذه القيادة الفلسطينية وحتى الآن لم نبت به.
س- ماذا تنتظرون من الأمم المتحدة؟
ج- أنا أقول نحن ننتظر من الأمم المتحدة أن تقوم بعملية تصحيح للصراع في الشرق الأوسط الصراع في الشرق الأوسط ليس مشكلة مصرية إسرائيلية وليس مشكلة أردنية إسرائيلية وليس مشكلة سورية وإسرائيلية إنما هو مشكلة الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية وان يعاد مرة أخرى إدراج القضية الفلسطينية وتبحث القضية الفلسطينية معنا هو عملية تصحيح لحقيقة القضية وحقيقة الصراع في الشرق الأوسط .
نحن نعرف أننا لن نـخذ إلا قرارا ولكن هو قرار يصحح المفاهيم العالمية والمفاهيم الدولية للقضية الفلسطينية وهي خطوة على الطريق في هذا النضال الطويل الذي يخوضه الشعب الفلسطيني.
س- هل مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في مناقشات الأمم المتحدة ستجبركم على وقف العمليات الفدائية؟
ج- يجب أن نعرف ما هي الثورة. الثورة هي عمل متكامل عمل عسكري عمل سياسي عمل دبلوماسي عمل شعبي وكل هذه تشكل الثورة. لان البندقية منفردة لا تشكل شيئا ولكن البندقية المجتمعة مع هذه الأشياء التي ذكرت تشكل الثورة بمجموعها .
ومن هنا يجب أن نفهم أن العمل الدبلوماسي الذي نقوم به داخل الأمم المتحدة إنما هو فرع وجهد من الجهد الذي نقوم به في عملنا السياسي والدبلوماسي والعسكري الذي يشكل في مجموعه الثورة الفلسطينية ومعنى هذا أننا لا يمكن أن نوقف عملياتنا العسكرية إنما يجب أن نصعد عملنا الدبلوماسي والسياسي يجب إن نصعد عملنا العسكري إلى أن نأخذ حقوقنا ونحن لسنا عنصريين لسنا فاشيست نحن عبارة عن ثورة حضارية تدعو إلى هدف حضاري وهو إنشاء الدولة الديمقراطية الفلسطينية التي يتعايش فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون بمساواة وحرية وإخاء وهذه احد الثلاثة أشياء التي قالت بها الثورة الفرنسية المثلثة الألوان.
س- هل ترون أن مشاركتكم في الأمم المتحدة ستضع وحدة المقاومة الفلسطينية موضع سؤال؟
ج- بالعكس هذه تقوي الوحدة الفلسطينية لأن أي انتصار نأخذه في أي مكان إنما يرتد على الساحة الفلسطينية بمزيد من الانتصارات ومزيد من الوحدة.
إذا كان المقصود بهذا الموقف إخواننا في الجبهة الشعبية فإخواننا في الجبهة الشعبية انسحبوا فقط من اللجنة التنفيذية. ليست كل الأحزاب الفرنسية مشتركة في الحكومة الفرنسية ولكنها بمجموعها تشكل المجتمع الفرنسي كذلك الجبهة الشعبية انسحبت من اللجنة التنفيذية ولكنها على الساحة الفلسطينية وفي منظمة التحرير الفلسطينية التي تعبر عن كل الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارج الأرض المحتلة وتعبر عن كل فصائل حركة المقاومة الفلسطينية.
س- هل تتوقعون نشوب حرب في القريب العاجل أو هل يمكن التوصل لحل عن طريق المفاوضات؟
ج- تقديري أن العصبة العسكرية الإسرائيلية تحضر للحرب الخامسة وتحضر لما يقولون عليه هدف الإستراتيجية العسكرية وهي الضربة المجهضة المفرغة للقوة مسبقا وان الدعم الأميركي المتواصل لها يساعدها على هذا الشيء.
إن حرب تشرين الأول أكتوبر 1973 أحدثت تغييرات سياسية في المنطقة وفي العالم اجمع وتريد الآن القيادة العسكرية من خلال التفكير في الحرب الخامسة أن تغير هذه المعطيات السياسية التي حدثت لصالحها مرة أخرى.
أنا للأسف لست متفائلا كثيرا في إمكانية أن يحدث الحل السلمي العادل الحقيقي في المنطقة خاصة وان إسرائيل وأميركا وكثيرا من الدول الغربية لا زالت تتجاهل الشعب الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني أساس المشكلة انه لن يكون سلام بدون الفلسطينيين قد تكون تسوية جزئية ولكن لن يكون سلام.
السلام الحقيقي هو الذي يأخذ بالاعتبار المصالح والحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني وبغير هذا لن يكون هناك سلام.
أنا آسف أن أقول هذا الكلام ولكن هذه هي الحقيقة التي يجب إن يفهمها العالم اجمع ويفهمها الشعب الفرنسي صاحب الحضارة وصاحب الثقافة التي لها تأثيرات ليست فقط في بلادنا وإنما في العالم اجمع يجب أن يفهمها وأرجو أن أكون واضحا في هذه الأشياء.
س- بعد مشاركتكم في الأمم المتحدة والزيارات التي قمتم بها واليوم قابلتم وزير خارجية فرنسا ودخولكم في عالم الدبلوماسية هل ستبقون دائما واضعين الكوفية أو هذا الرمز؟
ج- أولا هذا الرمز هو عبارة عن لباس شعبي يلبسه فلاحونا ويلبسه عمالنا وعندما ألبسه إنما هو تعبير عن أن هذه الثورة ثورة شعبية وأنا أشارك شعبي في آلامه وفي أفراحه وفي ملابسه وهذا هو التعبير لهذه الحطة وهذا العقال.
هذا هو التعبير لا أكثر ولا اقل لا تعبير عن شيء آخر إنما هو تعبير عن أصالة هذه الثورة المرتبطة ارتباطا مباشرا وقويا بأرضها وبشعبها وبعاداتها وبتقاليدها.
أرجو أن يفهم بهذا الشكل الحطة والعقال ولا يهمني شيء آخر.
بيروت، 21/10/1974
(وفا، بيروت، 22/10/1974، ص10)