في الوقت الذي يجري فيه التأكيد في كل مناسبة بأن أساس وجوهر قضية الشرق الأوسط هي القضية الفلسطينية وأن مشكلة الجولان وسيناء لا تشكل الأساس في القضية وفي هذا الوقت بالذات وعلى ضوء الإجراءات التي ما زالت تتم يوميا في المنطقة أين تقف القيادة الفلسطينية وما هو المدى الذي وصل إليه تحرك هذه القيادة وما هو المدي الذي يمكن أن يصل إليه هذا التحرك وفي الأساس ما هي فعالية وآثار هذا التحرك ....... وهل يتم هذا التحرك ضمن ما يحلو للبعض أن يسميه بالمأزق الفلسطيني؟!
في لقائنا مع الأخ أبو عمار رئيس اللجنة التنفيذية والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية خلال جولته الأخيرة لعدد من الدول العربية حيث اجري اتصالات هامة تهدف إلى منع أي عملية للالتفاف على الشعب الفلسطيني وتدعيم الموقف المؤيد لشعبنا وثورتنا قال الأخ أبو عمار :
بعد حرب رمضان بدأ انهيار " الإمبراطورية" الصهيونية وبدأ شعبنا الفلسطيني ثورته المسلحة يحقق مكاسب وانتصارات جديدة لقد خرجنا من المأزق ووقع أعداؤنا في المأزق تصاعد عملياتنا العسكرية داخل الأرض المحتلة والانتفاضات الجماهيرية والاعتراف العربي والدولي بمنظمة التحرير كممثلة وحيدة للشعب الفلسطيني تشكل انتصارا لنا وانطلاقة من هذا نحن نتحرك ونعرف ماذا نريد وقضيتنا الأساسية هي قضية الثورة واستمرارها حتى نصل إلى تحقيق هدفنا بإقامة الدولة الديمقراطية الفلسطينية.
ونحن في تحركنا السياسي والعسكري نعي تماما مصلحة شعبنا ولا بد من المحافظة على مكتسبات وانتصارات شعبنا الفلسطيني ونحن كذلك لا نعتبر الفلسطينيين شيء والعرب شيء آخر فنحن والأمة العربية والمعسكر الاشتراكي ودول عدم الانحياز وأحرار هذا العالم . في نفس الوقت نحن ننسق مع الدول العربية من يمشي معنا ربع الطريق نمشي معه ومن يمشي معنا نصف الطريق نمشي معه ومن يمشي معنا كل الطريق نتحالف معه .
ومضى الأخ أبو عمار قائلاً:
إننا نثق بشعبنا وقدرته على مواصلة العطاء وهذا الشعب الذي قدم عشرات الألوف من الشهداء عبر تاريخه الحديث لا زال قادرا على تقديم المزيد من اجل حقه في الحياة حرا كريما فوق ارض وطنه وشعبنا اليوم شب عن الطوق ويعرف مصالحه ويستطيع أن يترجم انتصاراته إلى مكاسب سياسية كما أن شعبنا يعرف كل المؤامرات التي يحكيها العملاء والغرباء ضده وهو قادر على التصدي لها وقادر على تصليب وحدته والثورة قادرة كذلك على إفشال كل مؤامرات الأعداء لضرب وحدتها لقد حاول الأعداء ضرب وحدة الثورة في الماضي وأفشلنا مؤامراتهم ونحن قادرون على إفشالها اليوم وغدا فالمسؤولية كبيرة وثقتنا بأنفسنا كبيرة أيضا.
هذا وعملت "فلسطين الثورة" أن تحرك الثورة الأخير قد جاء لاستكشاف الجوانب الجديدة في الموقف العربي والدولي بعد المرحلة الأولى من مؤتمر جنيف وما تبعها بعد ذلك من اتفاق حول فصل القوات على جبهة السويس وما تردد من أنباء تقول أن الملك حسين والعدو الصهيوني قد يستغلان "هذا الفصل" للتوصل إلى حل منفرد بينهما.
انطلاقا من هذا الاعتبارات كلها بدأ التحرك السياسي الجديد الذي اضطلع به الأخ ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية وكانت دمشق هي المحطة الأولى أما الثانية فكانت القاهرة والثالثة جدة....
في دمشق جرى حوار صريح و واضح بين الأخ أبو عمار وحافظ الأسد لقد بحثت كل قضايا المرحلة الراهنة بالتفصيل ومجددا أكد الرئيس الأسد إن موقف سوريا ثابت لأنه موقف مبدئي أن سوريا خاضت حرب أكتوبر أولا وأخيرا لانتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومسألة عودة الجولان هي مسألة ثانوية إن المسألة المركزية هي " حقوق شعب فلسطين التي يجب أن تصان وان تعاد لأصحابها" لقد أكدت محادثات دمشق إن سوريا الشقيقة تقف بلا تردد مع الثورة الفلسطينية .
أما في القاهرة فقد تخللت زيارة الأخ أبو عمار إليها جولة كيس نغر الجديدة إلى المنطقة ورحلاته المتكررة إلى أسوان ثم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات أكدت المصادر المصرية انه مجرد اتفاق عسكري ولم يتطرق إلى الجوانب السياسية لمسألة الشرق الأوسط في أسوان وفي القاهرة جرت لقاءات طويلة بين الأخ أبو عمار والرئيس السادات والمسؤولين المصريين.
وكان مجرد هذه اللقاءات الطويلة هو الوقوف على حقيقة "إجراء فصل القوات" وعلى انعكاسات هذا الإجراء على الموقف العربي العام. وللتعرف بدقة على انعكاساته على مستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة لإزالة الالتباس الذي يحيط بالموقف بفعل الغموض الذي رافق جولة كيسنجر.
وحسب المعلومات التي وصلتنا عن هذه المحادثات فإن التنسيق الذي أكدته حرب أكتوبر ما زال قائما بين مصر وسوريا والثورة الفلسطينية ومحوره في المرحلة الراهنة ربط هدف تحرير الأراضي العربية المحتلة بهدف ضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني فقد صرح الرئيس السادات إن التنسيق كامل ومستمر بين المقاومة ومصر وسوريا .
و بعد لقائه مع الرئيس السادات صرح الأخ أبو عمار انه تم تشكيل لجنة مشتركة ــ فلسطينية مصريةـــ هدفها متابعة تنسيق المواقف بين الثورة ومصر.
وفي جدة تركزت محادثات الأخ أبو عمار مع الملك فيصل والمسؤولين السعوديين على ضرورة استمرار فرض الحظر على شحنات النفط إلى الولايات المتحدة.
لقاء صحفي مع فلسطين الثورة بتاريخ 29 كانون الثاني 1974 العدد 77 السنة الثانية