س- استنادا إلى ما تقدم ما هي إذن أهم الخطوات التي تمت أخيرا من اجل وحدة فعلية للمقاتلين داخل الثورة الفلسطينية ؟
ج- إننا الآن نحاول أن نستخلص كل الدروس الممكنة من الأحداث الأخيرة في الأردن فنحن نقوم بعملية تقييم وتطوير شاملين للثورة الفلسطينية ونحن جادون في وضع الأمور في موضعها الصحيح واتخاذ كافة الاحتياطات الفعلية لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه.
ولهل أهم هذه الإجراءات هو توحيد المقاتلين قيادة وعتادا وتموينا والذي تم بعد هذه الأحداث فهناك الآن قيادات ثورية فلسطينية تمارس كل صلاحياتها داخل الأردن على جميع قطاعات الثورة وقد اختيرت هذه القيادات من بين الثوار الذين قاتلوا وصمدوا أثناء هذه الأحداث الرهيبة .
س- رجوعا إلى تجارب واتفاقات سابقة بينكم وبين الحكومة الأردنية هل تعتقدون أن الاتفاق الذي تم أخيرا في عمان سيؤدي فعلا إلى انتهاء الاستفزازات والتصفيات ضد الثورة الفلسطينية ؟
ج بالرغم من انه ليس من السهل أن تمحي بجرة قلم ضحايا الأحداث الأخيرة في الأردن فإننا نؤمن وهذا بديهي أن الاتفاقيات في حد ذاتها ليست مهمة ولكن المهم هو أن تتوفر حسن النية في الذين يوقعونها واني أظن انه على الرغم من أن بعض العناصر المغرضة لا تريد أن تلتزم بالاتفاقية التي وقعت أخيرا في عمان وبغيرها من الاتفاقيات الأخرى والدليل على ذلك الحوادث والاستفزازات التي ما زالت تجري بين الحين والآخر في الأردن فان حركة المقاومة الفلسطينية ملتزمة نصا وروحا بكل الاتفاقيات التي وقعت عليها وانه لم ولن يكون من أهداف المقاومة الفلسطينية التي تعمل أولا وأخيرا لتحرير فلسطين ودفع شعبنا العربي في الأردن إلى هذه الآلام والويلات أو تحويل طاقاته إلى غير هدفها الأساسي وهو العدو الإسرائيلي المشترك الذي يجب ألا يشغلنا شاغل عن قتاله.
س- ما هو تقييمكم لموقف الدول العربية من الأزمة؟
ج- اعتقد أن أحداث الأردن الأخيرة كشفت بما فيه الكفاية للأمة العربية من جديد حقيقة المؤامرات والمزايدات والتحديات التي تتعرض لها الثورة الفلسطينية وان الدول العربية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمزيد من الوعي والمسؤولية حتى يلتزم الحكم في الأردن بما اقره مؤتمر الرؤساء العرب وسيحكم التاريخ على أي دولة عربية تتخذ بعد الآن موقفا غير واضح من شأنه أن يضعف الثورة أو يربكها .
س- ما هي الوضعية الحالية للعلاقات بين الثورة الفلسطينية ولبنان؟
ج- إن العلاقات بيننا وبين لبنان جيدة حاليا ونحن نقدر ظروف لبنان وقد لمسنا في الفترة الأخيرة تفهما من الجانب اللبناني لظروف الثورة الفلسطينية وسنظل نعمل من اجل الحفاظ على العلاقات الطيبة بيننا اخذين بعين الاعتبار مصلحة لبنان والثورة الفلسطينية .
أما الإجراءات التي تمت أخيرا في لبنان والخاصة بغلق مكاتب المقاومة فقد كان ذلك بقرار من الثورة الفلسطينية بهدف توحيد العمل الثوري الفلسطيني
[مقتطفات]
الجزائر، 13/11/1970
(الشعب، الجزائر، 14/11/1970)