رام الله في 2004/8/18
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا)
صدق الله العظيم
الأخ رئيس المجلس التشريعي،
أخي رئيس الوزراء
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس التشريعي
السادة السفراء والقناصل المحترمين
الأخوات والإخوة الضيوف المحترمين الكرام
في بداية اجتماعاتنا اليوم، أودّ أن أتقدم بكل تحية الإكبار والإجلال والمحبة إلى أسرانا ومعتقلينا الأبطال في السجون والمعتقلات الإسرائيلية كوادر وقيادات ومناضلين فلسطينيين وعرب، وأقول لفرسان شعبنا الشجعان الذين نعتز بهم وبصبرهم وصمودهم وهم حالياً يخوضون نضالهم ومعركتهم داخل هذه السجون الكئيبة نعم الكئيبة وأبو غريب خير مثال على ذلك، فقد انتقل من هنا إلى هناك نعم هم حالياً يخوضون نضالهم ومعركتهم بالإضراب عن الطعام: إن شعبكم وأمتكم العربية معكم، إن كل الأحرار والشرفاء في العالم وإن تحريركم هو على رأس اهتماماتنا جميعاً وواجباتنا كلها، ولقد اتفق عبر القيادة الفلسطينية وكل الفصائل والقوى الوطنية بمشاركتكم اليوم بالصيام والتحرك الجماهيري في الوطن والشتات والتحرك عربياً ودولياً وقد بدأ هذا التحرك العربي والدولي من أجلكم لمواجهة ومعالجة ما تعانونه في سجونكم ومعتقلاتكم ولإطلاق سراحكم بإذنه وعونه تعالى وشكلت لجنة قيادية لذلك وإن شاء الله معاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى القدس الشريف بعونه تعالى وهنا أرجو الموافقة الجماعية لخصم يوم عمل من جميع العاملين لهؤلاء الأحبة في معتقلاتهم وسجونهم.
وهنا أقول نقطة أخرى هامة، في الوقت الذي يقول فيه وزير الأمن الداخلي هانغبي "فليمت هؤلاء" فنحن جميعاً مشاريع شهادة ولا نخاف الموت وعندما يقوك خليهم يضربوا حتى الموت فهذا الكلام ضد كل القوانين الإنسانية والحضارية والعالمية وفي نفس الوقت من حقي أن أقول إنهم أعلنوا أنهم بدأوا يوزعون حبوب بعد التنفس الذي حدث بديش أقول أكثر من أنو تنفس في ديمونة طب في ثلاثة سجون عندنا هناك حرام لا يوزع عليهم حبوب كمان ولا هم مش محسوبين بشر، طب يوزعوا حبوب هناك لماذا أبطالنا وأسرانا لأ، ضد كل القواعد والقوانين الإنسانية، ولكن إنا لها.
أيتها الأخوات والإخوة
يحمل اجتماعنا اليوم عدة إشارات ومعانٍ. فاجتماعُنا هو إشارةٌ واضحةٌ للجميع تؤكد إصرارَنا جميعاً شعباً وقيادةً ومؤسساتٍ على مواصلة العمل والنهوض رغم استمرار الحصار والاحتلال والاعتداءات، واجتماعُنا اليوم هو دليلٌ على حيوية مؤسساتنا التي تتعرض منذ سنوات لحملات عدوانية لا تتوقف لحظة واحدة هذه التي لا تتوقف لحظة واحدة في محاولة إضعافَها وضربَها وصولاً إلى تصفية سلطتنا وكياننا الوطني. ولكن عبثاً يفعلون وإنا لها.
وأخاطبكم في اجتماعنا اليوم وقد مضى أربع سنوات على انتفاضة الأقصى بعد أن أذن له بالذهاب إلى الحرم الشريف ضد كل القواعد والقرارات إذا كان هم يحترموا القرارات طب موسى ديان بطلهم جاء بعد احتلال القدس الشريف ونزع العلم الإسرائيلي الذي وضعه المتطرفون وأصدر في 17-6 قراراً بعدم الزيارة لهذه الأماكن المقدسة زي ما أنا قلت لبراك وكنت معي يا أبو علاء وصائب وأبو مازن وأبو ردينة ورحت لبيته وقلت له لا تفعل هذه الغلطة، وعمل هذه الغلطة وحصلت المذابح 19 شهيد وثمانين جريح يوم الخميس ويوم الجمعة ولكن إنا لها.
نرجع نقول على انتفاضة الأقصى التي انطلقت بعد هذه المذبحة وقد مرت 10 سنوات على قيام سلطتنا الوطنية، وهي مناسبة تستدعي منا وقفةً لكي نتأمل مسيرةَ هذه السنوات العشر، وقفة لكي نقيّم ونقوّم، وقفة لكي نتبين أين أصبنا، وأين أخطأنا، وما فيش حدا ما عنده خطأ وإلي ما عنده خطأ يرمينا بحجر ولا أذكر أحد بهذا الكلام، وما هو السبيل لمعالجة الخطأ، وقفة موضوعية مع النفس لا نمارس فيها تعذيباً للذات يطمس ما أنجزناه، ولا تحاول تجاهل أو تغطية النقص والخلل والتقصير أينما كان، وما في حدا إلا عنده خطأ (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ولا تنسوا أنكم أنتم في الأرض المقدسة، وقفة تتبصر في جميع الظروف الذاتية والموضوعية التي كوّنت ورافقت مسيرتنا وتضعها في سياقها التاريخي بكل معطياته الوطنية والإقليمية والدولية والعربية. وقفة تتطلب تأكيد شجاعتنا في الاعتراف بالخطأ نعم ما حدا لا يخطئ أمال الإنس والجن عشان إيش "الذي يوسوس في صدور الناس" أديش منكم بيوشوشو لكن الجن بيوسوس أكثر منكم. سيدنا المسيح قابل وين الشيطان في أريحا، سيدنا المسيح طلع للسماء وترك لنا الشيطان، وإرادتنا المصمّمة على التصويب له وتعديله. هذه الوقفة تتطلب منا أن نستخلص الدروسَ المستفادة لنطبقها بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا. وفي حيوية شعبنا الفلسطيني العظيم وفي تراث مسيرته الوطنية الطويلة، معين هائل من التجربة والإصرار والانتصارات التي سجلناها عبر التاريخ على مواصلة دربِه بقوة وصلابة وبعزيمة وإيمان في كل مرحلة وأمام كل تحدٍ. إنه شعبٌ محاصرٌ وقيادته محاصرة معه، ولكنه متمسكٌ بحقوقه وأهدافه الوطنية متمسك بأرضه أرض الرباط "وهم في رباطٍ إلى يوم الدين" و"شهيدهم بعض الروايات تقول 40 وبعضها تقول 70 إحنا راضيين شهيد بشهيد، إنه شعبٌ جريحٌ، ولكنه مفعمٌ بالثقة والأمل والإيمان بقضيته.
إنه شعبٌ تحت هذا العدوان العنصري المستمر والشرس، لكنه يواصل اجتراح معجزة البقاء والصمود والبطولة والإبداع "لأن فيها قوماً جبارين وهم في رباط إلى يوم الدين".
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
منذ اليوم الأول لإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية أكدنا وطرحنا خلال حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية أن أمامنا مهمّة تحقيق برنامج عمل وطني يقوم لانجاز مهمتين وطنيتين؛ هذه المهمة التاريخية الأولى: لإنهاء هذا الاحتلال الغاشم لأرضنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والثانية: بناء السلطة الوطنية، قاعدة وحجر الأساس لبناء دولتنا المستقلة الفلسطينية إن شاء الله.وبالنسبة للمهمّة الأولى فقد كنا نؤكد طوال الوقت على نقاطٍ أساسيةٍ هامة: أولاً: أن أهداف الشعب الفلسطيني كما حددتها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية تتحدد في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على جميع الأراضي التي احتلت العام 67 ارتضينا بهذا في مجلسنا الوطني الفلسطيني في 88 وفي المجلس الوطني الفلسطيني في 73 واحد في القاهرة وواحد في الجزائر. وحماية مقدساتنا المسيحية والإسلامية في هذه الأرض المقدسة والمباركة وخاصة مواجهة ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهديدات المتطرفين الصهاينة، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة وهذا ما توصلنا في كامب ديفيد طلبوه منا وقلنا نبدأ في إخواني وأحبائي الموجودين في لبنان وأما النازحين فأنتم كما تعرفون في لجنة رباعية مصرية- أردنية - إسرائيلية - فلسطينية اللي في 67 وبدأ حضور منهم أعداد وأعداد كبيرة.
ثانياً: أن طريق السلام يمثل لشعبنا خياراً استراتيجياً كما ذكرت لكم في مجالسنا الوطنية في قممنا العربية بدأنا في المؤتمر في مدريد ومشينا فيها عربياً ودولياً منذ اعتماد البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر وقبلها في القاهرة عام 1988. وأننا ملتزمون بخيار التفاوض لحل الصراع كما حددت اتفاقات السلام التي بدأت في مدريد وواشنطن وأسلو وقعّناها مع الحكومة الإسرائيلية منذ 93 في البيت الأبيض برعاية الرئيس كلينتون ومع شريكنا الراحل يتسحاق رابين الذي قتلته هذه القوى المتطرفة في إسرائيل التي لا تريد السلام وتابعناها في القاهرة وفي الوطن وفي أماكن كثيرة في العالم.
ثالثاً: عندما طرحنا خيار المصالحة التاريخية بشجاعة، ومن أجل السلام مؤكدين أننا نناضل لإقامة دولة فلسطين المستقلة إلى جانب إسرائيل، فقد كنا نُحذر، ومنذ اليوم الأول من عواقب أية ممارسات إسرائيلية، وخاصة في مجال الاستيطان لضرب إمكانيات قيام دولتنا وأنا أذكركم أن أحد الاتفاقات بين شريكي الراحل يتسحاق رابين قال لا مستوطنات جديدة لا إضافة لأي بيت جديد في أي مستوطنة سياج المستوطنة الأخير لا يزيد عن خمسين متراً عن آخر منزل والمفروض أن هذه المستوطنات تزال بين حوالي عام 1998 وهي لسه مبارح بيزداد ويقولون 1115 وحدة سكنية. نرجع نقول يا إخواني إلى جانب إسرائيل فقد نحذر منذ اليوم الأول من عواقب أي ممارسات إسرائيلية وخاصة في مجال الاستيطان.
وقد دخلنا وعلى مدى سنوات في ماراثون المفاوضات التي لا تنتهي مع الطرف الإسرائيلي وخاصة قوى السلام فيه، وكان علينا أن نتحمل تبعات تغيير الحكومات والأيديولوجيات في إسرائيل. ولكن وعلى مدار السنوات، ونحن نتمسك بقوة بكل حقوقنا، كنا حريصين على دعم خيار التفاوض، وسلام الشجعان، ونرفع شعار المطالبة بتنفيذ الاتفاقات الموقّعة والاستحقاقات المتوجبة على كلا الطرفين، والأطراف الراعية لعملية السلام للقيام بدورها مؤكدين أن السلام ليس مصلحة إسرائيلية وفلسطينية بل للمنطقة كلها بل وهو مصلحة لجميع دول العالم حتى في أحلك الظروف وأصعبها، مشددين، وعلى الدوام، على دور المجتمع الدولي والأطراف الراعية لعملية السلام للقيام بدورها، مؤكدين أن السلام ليس مصلحة فلسطينية وإسرائيلية فقط بل للمنطقة كلها وهو مصلحةٌ لجميع دول العالم.
وطوال تلك السنوات، لم نترك باباً إلا وطرقناه، ولا بارقة أمل إلا وتلمسناها، ولم نترك أي اقتراح أو مبادرة أو مشروع أو خطة إلا ودرسناها ودققنا فيها وتعاملنا معها بعقل مفتوح ومنفتح مسترشدين بالمصلحة الوطنية والقومية العليا لشعبنا ولأمتنا.
وها هي الشهادات تنطلق خلال السنوات الأخيرة من مسئولين دوليين وأميركيين وإسرائيليين سابقين وحاليين تشهد بأننا لم نضيع أية فرصة حقيقية لاحت أمامنا لصنع السلام وتحقيق آمال شعبنا لإقامة السلام العادل والدائم والشامل ليس فقط في فلسطين بل في المنطقة كلها.
ولكن، وفي الطرف الآخر فقد كان الشعار الأساسي للحكومة الإسرائيلية وخاصة الحالية أن لا مواعيد مقدسة، وأن الأولوية للأمن الإسرائيلي، وكان اغتيال العناصر اليهودية المتطرفة للشريك يتسحاق رابين بداية انقلاب جذري في المسرح السياسي الإسرائيلي، وأصبحت الحكومة الإسرائيلية تتنكر لجوهر عملية السلام وللشراكة بيننا وبينهم من أجل صنع هذا السلام، سلام الشجعان وهدف هذا السلام لقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل لصنع مستقبل جديد لنا ولهم ولجميع شعوب المنطقة وللعالم اجمع.
وكان التجسيد الأبرز لمحاولات تدمير عملية السلام هو حملة الاستيطان المستمر لأراضينا والتي بلغت ذروتها بمشروع إقامة جدار الفصل العنصري اللي بسموه جدار برلين الذي يصادر 58% من أراضينا بما فيها القدس الشريف التي أغلقها إغلاقاً كاملاً وقطع هذا التواصل التاريخي الديني بين كنيسة المهد وكنيسة القيامة وضمها لإسرائيل، ولتفتيت الوحدة الجغرافية والديمغرافية الفلسطينية، وتهجير أبناء شعبنا، ومحاصرة البقية في معازل وسجون محاطة بالمستوطنات والجدران لتدمير أية فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية ولكن عبثاً يفعلون وإنا لها.
وعندما انتفض شعبنا ضد الحملة الاستيطانية وضد مصادرة الأراضي وضد الاعتداء على المسجد الأقصى وما يتعرض له هذا المسجد المبارك من التهديدات الحالية الخطيرة مش أنا إللي بقول وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اللي بيقول تابعت إسرائيل خطتها بالحرب الشاملة على شعبنا الفلسطيني وسلطته وأرضه ومقدساته المسيحية والإسلامية. وإعادة احتلال الضفة الغربية كلها وأجزاء الرئيسية من قطاع غزة ذروة هذه الحرب الهادفة لتدمير سلطتنا الوطنية وصولاً لمحاولة تصفية الأهداف والحقوق الوطنية لشعبنا. ورفضت كل الحلول والجهود الدولية والعربية في كامب ديفيد وشرم الشيخ وباريس وطابا و تفاهمات جورج تنت و تقرير ميتشل وجهود اللجنة الرباعية وخارطة الطريق اللي إحنا قبلناها والدول العربية قبلتها في القمة العربية ووضعت عليها إسرائيل تحفظات أكثر من نصوص الخطة.
واستمرت في القصف والتوغلات والاجتياحات والاغتيالات والاعتقالات، وتشديد الحصار والحواجز، وتدمير البنية التحتية التي شيدناها، واستهدفت مزارعنا وحقولنا ومصانعنا في حملة سوداء لتدمير إنجازات الشعب الفلسطيني وإفقاره وتجويعه، واستمرت في تدمير مدننا ومخيماتنا وقرانا في جنين ونابلس وتدمير البلدة القديمة فيها يعني حتى تاريخهم لا يحترمونه ولا يعرفونه، سيدنا يوسف وأمه أين كانوا قبل ما يروحوا على مصر وبيت حانون ورفح وقلقيلية وطولكرم والخليل وما حدث في الحرم الإبراهيمي وتدمير المساكن الأثرية في وادي النصارى علشان تصبح كريات أربع جزءاً لا يتجزأ من الحرم الإبراهيمي ومخيماتنا في الضفة وغزة وغيرها من مدننا وقرانا. وتهدف إسرائيل من وراء ذلك لضرب ارتباطنا الأزلي بأرضنا المقدسة.
وحملة سوداء استهدفت أماكننا المقدسة المسيحية والإسلامية، وركزت على الإضرار بمدننا القديمة بكل ما تحمله من أصالة التاريخ وشواهد الحضارة، وإبداع الإنسان كما شهدنا في نابلس والخليل وبيت لحم وإغلاق الطريق الديني بين كنيسة المهد وكنيسة القيامة بالقدس بهذا الجدار العنصري وبجانب ذلك لاستخدام الأسلحة المحرمة بما فيها الديلوورايتوم واكتشفت البعثة الأوروبية والأمريكية ذلك وازدادت نسبة السرطان والعقم في أبناء شعبنا واستخدامهم للدمدم اللي ضربوا به نبيل عمرو المحرم دولياً. كل يوم بل كل لحظة، ويدفع شعبنا ثمنه آلاف الشهداء والجرحى في الشوارع وداخل البيوت الآمنة وعلى الحواجز، واقع تابعه العالم على شاشات أجهزة التلفزيون ومن خلال الوفود لقوى السلام في العالم والوفود الرسمية التي وصلتنا.
لقد ركزت الحملة العدوانية الإسرائيلية على تدمير مراكز ومقرات قواتنا وأجهزتنا الأمنية ووزاراتنا ومؤسساتنا، وعلى تشديد الحصار الخانق لتعطيل عمل جميع مؤسساتنا التنفيذية والتشريعية والقضائية.
وكان هدف الاحتلال ولا يزال ضرب وتدمير السلطة الوطنية وخلق حالة من الفراغ ليزعموا بأنه (لا يوجد شريك فلسطيني) يا سلام أما في واي ريفر مين وقع معنا مش نتنياهو وشارون ومين وقع في باريس وواشنطن وأوسلو مش شايفين هذا الشريك اللي موجود أمامهم يا سلام أشباح إحنا وليحاولوا تمرير مخططات الصهيونية لنسف حقوق شعبنا الثابتة في أرضه المقدسة.
وترافق ذلك مع حملة مسعورة لتشويه نضالنا الوطني، والإساءة إلى منطلقاته وأهدافه الإنسانية، ولمحاولة ربطه بالإرهاب.
وقد كنا أول من أدان كما تذكرون تلك الاعتداءات الوحشية التي نفذت في نيويورك وواشنطن العام 2001، وحذرنا بوضوح من محاولة التذرع بالقضية الفلسطينية، أو التمسّح بالدين الإسلامي السمح من أي طرف كان لتنفيذ أعمال نرفضها وندينها أشد الإدانة انطلاقاً من تراثنا ومبادئنا وقيمنا ومن كوننا ضحايا لإرهاب الدولة الإسرائيلي والمتطرفين الصهاينة فيهم. وأكدنا على الدوام على الارتباط العضوي لنضال شعبنا وبتوجهه نحو الحرية والسلام.
ومن المؤكد أن قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي حول قضية جدار الفصل العنصري وما تلاه من تصويت كاسح في الجمعية العامة للأمم المتحدة انتم كلكم تعرفوها تأييداً لقرار المحكمة أكدا وبصورة لا تقبل التأويل أن العالم لم ينخدع بالحملة الإسرائيلية. لقد أعادت أعلى هيئة قضائية دولية، وأعلى محفل أممي توضيح الصورة الحقيقية التي حاولت الحكومات الإسرائيلية طمسها وهي أن هناك احتلالاً إسرائيلياً توسعياً ينبغي أن يزول ليسترد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وحريته ويبني دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أسوة بباقي الشعوب في العالم نحن الآن الشعب الوحيد تحت الاحتلال في العالم.
وفي هذا المجال، وأمامكم أيتها الأخوات والإخوة أعضاء المجلس التشريعي وأمام العالم أجمع أؤكد مرة أخرى أن الشعب الفلسطيني الذي يقاوم للخلاص من آخر احتلال في العالم مصمم على السير في طريق السلام من أجل نيل حريته وإنهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إنني أؤكد، مرة أخرى، وباسم القيادة والشعب الفلسطيني تمسكنا بخيار السلام، ودعوتنا لتنفيذ الاتفاقات الموقّعة وآخرها "خارطة الطريق" وتمسكنا برؤية الرئيس الأميركي جورج بوش، وبمبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت وتم التأكيد عليها في قمة تونس للتوصل إلى حلّ تفاوضي للصراع ينفذ قرارات الشرعية الدولية.
إنني أؤكد هنا، مرة أخرى، الموقف الفلسطيني الصارم بإدانة ورفض جميع العمليات التي تستهدف المدنيين فلسطينيين أو إسرائيليين هذه هي قواعدنا ومبادئنا وديننا المدنيين يحترمون، رفضاً ينطلق من قناعاتنا وقيمنا ومبادئنا وتراثنا، ومن المصالح العليا لشعبنا. وقد حذرنا مراراً من أن هذه العمليات تقدم ذريعة لإسرائيل لتصعيد عدوانها ضد شعبنا وتقدم لها سلاحاً لاستخدامه سياسياً وإعلامياً في محاولة تشويه نضالنا الوطني وتشويه هدفنا لإقامة دولتنا المستقلة.
ولقد قدم شعبنا في تصديه لبناء جدار الفصل العنصري نموذجاً للمقاومة الجماهيرية الباسلة التي استقطبت تأييد العالم وتعاطفه، وهو النموذج الذي يجب تعزيزه لصهر كل طاقات شعبنا في بوتقة النضال الوطني.
إنني من هنا أوجه نداءً إلى الحكومة الإسرائيلية وأقول: كفى، لنعطِ السلام فرصةً، ولنَعُد، وعلى الفور، إلى طاولة المفاوضات لتنفيذ الاتفاقات وللتوصل إلى حل نهائي وأقول لجيراننا الإسرائيليين: إن الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه متمسك بالسلام، دعونا نوقف نزيف الدماء والدمار على الفور، دعونا نعمل معاً من أجل سلام يوفر الأمن والاستقرار والازدهار لأجيالنا القادمة وللمنطقة كلها.
ومن هنا، أوجه النداء إلى أطراف اللجنة الرباعية الدولية لكي تتحرك من أجل وقف العدوان الإسرائيلي والاحتلال الإسرائيلي لشعبنا والبدء بتنفيذ خارطة الطريق لتوفير المناخ المواتي للاستئناف الفوري لمفاوضات السلام في المنطقة.
وأشير هنا إلى ما يتردد وما يُطرح عن خطط الحكومة الإسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة، إننا وإذ نرى أن إسرائيل تمارس على الأرض حملة تدمير شاملة تتناقض مع ما تدعيه من نوايا، فإننا نؤكد على جاهزية السلطة الفلسطينية لبسط السيادة الوطنية الفلسطينية وتولي كامل المسؤوليات على أية أراضٍ يجلو عنها الاحتلال الإسرائيلي.
ونحن نرى أن أي انسحاب من قطاع غزة يجب أن يكون متزامناً بانسحابات متزامنة في الضفة الغربية بما يحفظ الوحدة الجغرافية والديمغرافية والسياسية لجناحي الوطن، وأن يكون هذا الانسحاب كاملاً وشاملاً من القطاع وأن يكون جزءاً من تنفيذ خارطة الطريق لتحقيق الانسحاب عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 67 لإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وفي هذا المجال، أود أن أذكر بالتقدير موقف وجهود الرئيس المبارك حسنى مبارك وأشقائنا في جمهورية مصر العربية الذين لم يتوقفوا لحظة واحدة عن بذل الجهود المخلصة لدعم شعبنا في هذا الموضوع والعمل من أجل إحياء عملية السلام وقد تجاوبنا مع كل أفكارهم وجهودهم، وكذلك أذكر بمواقف إخواني الدول العربية وخاصة أشقاءنا في المملكة العربية السعودية الذين داوموا على نصرة قضيتنا وعلى توفير الدعم المالي لشعبنا الذي يعيش في أصعب الظروف وكذلك الإخوة في كل الدول العربية في تونس والأردن وسوريا وبقية الإخوة العرب من اليمن والسودان جنوباً حتى عُمان والعراق شرقاً وأمريكا اللاتينية واليابان والصين والقمة الإسلامية والإفريقية وعدم الانحياز والموقف الأوروبي والروسي والأمم المتحدة وإصرار الرئيس بوش على إقامة دولة فلسطين بجانب دولة إسرائيل.
أيتها الأخوات والإخوة
إذا انتقلنا للحديث عن الشق الثاني من برنامج العمل الوطني الذي تصدى شعبنا ومؤسساتنا لإنجازه منذ تأسيس السلطة قبل عشر سنوات فإننا نقول إن هدفنا كان وما زال أن نضع البنيان الملائم لبناء دولة تقدم نموذجاً متقدماً يليق بقدرات شعبنا وإمكاناته وطموحاته وآماله وتضحياته. هدفنا كان وما زال أن نحقق الأحلام التي كنا نبنيها ونحن في الوطن والمنافي خلال سنوات الثورة والمقاومة الوطنية للاحتلال، حلم أن تبعث فلسطين من جديد، دولة تزهو بتقدمها وبإبداع شعبها وبديمقراطيتها لتكون منارة تؤكد مواصلة الإسهام الحضاري لشعبنا ولأمتنا العربية في مسيرة المنطقة والعالم.
لقد كانت هذه المهمة تتداخل وتتأثر بالمهمة الأولى، وكانت سياسات الاحتلال والحصار والتدمير تنعكس آثاراً سلبية وتدميرية على مجمل جهودنا، ورغم العوائق والقيود والاشتراطات فقد بدأنا منذ قيام السلطة بعملية بناء شاملة ومن الصفر لوطن عاث فيه الاحتلال خراباً ودماراً ومصادرة واستيطاناً واحتلالاً وكل أنواع العنصرية.
وبدأنا البناء على مدى عدة سنوات نزيل الركام، ونعيد الإعمار، وما الإنجازات التي تحققت على صعيد بناء المدارس وتطوير التعليم، وفي المجال الصحي من بناء مستشفيات جديدة وتطوير القديمة وتحديث أجهزتها وفتح عشرات العيادات في مختلف المناطق، وفي مجال البنية التحتية من شق وتعبيد الطرق، وبناء شبكات المياه والصرف الصحي، ومشاريع الإسكان والمناطق الصناعية إلا نماذج لقدرة شعبنا ومؤسساتنا على العمل والعطاء.
كما أننا اعتمدنا سياسة فتح الأبواب أمام دور القطاع الخاص، كنا نبدأ حيث انتهى الآخرون، فكان أن تعزز دور القطاع الخاص وهو المحرك الأكبر لاقتصادنا وهو المساهم الأساس في القطاعات الاقتصادية الكبرى ويأتي أهلنا من تشيلي واستراليا وكل مكان في العالم للمساهمة في البناء كالاتصالات والكهرباء، ووضعت نواة المشاريع الكبرى كميناء غزة، ومطار غزة، الذي بدأنا بتشغيله كما تذكرون قبل سنوات. ووفرنا كل متطلبات نشوء ونمو الصناعات الوطنية، وشهدنا طفرات كبرى في قطاع البناء وقطاع السياحة وخاصة ما حدث احتفالاتنا في بيت لحم عام 2000 لميلاد سيدنا المسيح عليه السلام 28 رئيس دولة ولأول مرة عقدنا اجتماع لـ 13 كنيسة في العالم أليس هذا إنجاز تاريخي، كما وسجل اقتصادنا أرقام نمو جديدة، وكثير من هذه الانجازات تقع منذ سنوات في مرمى فوهات المدافع وصواريخ الطائرات الإسرائيلية التي ألحقت وتلحق بهذه الإنجازات دماراً شاملاً لمعظمها.
أيتها الأخوات والإخوة
لقد استهدفت سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية تدمير السلطة الوطنية من خلال الحصار وتدمير المقرات، ومن خلال إعادة احتلال الضفة ومعظم قطاع غزة والاجتياحات المستمرة للقطاع تولد فراغ أمني في عديد من المناطق نتيجة منع قواتنا وأجهزتنا من القيام بمهامها ونتيجة ما لحق بهذه القوات والأجهزة من تدمير لمقراتها وأسلحتها ومرافقها ومركباتهم ما عندنا إلا سجن واحد.
إن هذا الفراغ الذي أراد المحتلون صنعه لتمرير مخططاتهم ساهم في توليد حالة من الاضطراب الأمني الذي يمس بأمن المواطن الفلسطيني وفي غياب سيادة القانون.إن المسؤولية الكبيرة والأساسية للاحتلال عن هذا الوضع ينبغي ألا تدعنا نغفل القيام بما هو متاح وممكن أمامنا لإنهاء هذا الوضع ولمنع أية تجاوزات تمس بالمواطن وبالمؤسسات.
ويجب أن تتوقف جميع الممارسات المنفلتة لأنها تتعارض مع القانون ولأنها تقدم ذرائع للحكومة الإسرائيلية لتوسع نطاق عدوانها ولإلحاق مزيد من الضرر والدمار بممتلكات مواطنينا الفلسطينيين.
ويجب على الجميع الالتزام بالقرار الوطني وبالمصلحة الوطنية العليا، كما تحدّدها هيئات ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية.
أيتها الأخوات وأيها الضيوف الكرام
أيها الإخوة
عندما نشير إلى ما أُنجز في مسيرة السلطة، وعندما نؤكد على الدور المعوق والتدميري للاحتلال الإسرائيلي لها، وعندما نشير للأخطاء التي تصاحب عادة البدايات والمراحل الأولى للتأسيس، فإننا أيضاً نصارح شعبنا ونكون صادقين مع أنفسنا عندما نشير إلى مواطن الخلل والتقصير في أدائنا خاصة تحت ظلا الاحتلال والاستيطان والتدمير الإسرائيلي المبرمج بما فيها حجز ضرائبنا الجمركية لأكثر من أربعين شهراً وحتى الآن يعني بلايين الدولارات محجوزة الضرائب 70 مليون سنوياً الاتفاقية نصت أنهم يأخذوا 3% فقط والوضع مستمر من 40 شهر احسبوا انتم والتي يتوجب بالرغم من ذلك أن نسارع لتقويمها وتصليبها وتصويبها وتصحيحها، نعم، لقد وقعت ممارسات خاطئة "وما في حد ما عنده أخطاء حتى الأنبياء أخطؤوا مش قال له أرني وجهك" ومرفوضة من قبل بعض المؤسسات، وأساء البعض استخدام مواقعهم وأساءوا لأمانة وظائفهم، ولم تتابع عملية البناء المؤسّساتي كما ينبغي، ولم يبذل الجهد الكافي لتعزيز سيادة القانون وتفعيل الجهاز القضائي، ولتكريس مبدأ المحاسبة والذي بدأنا الآن نعالج معهم كل ذلك.
وتذكرون أنني تحدثت إليكم في حزيران عام 2002 عندما أطلقنا برنامج الإصلاح كمهمة وطنية فلسطينية نابعة من احتياجات جماهيرنا، وتبنيتم في مجلسكم الموقر وثيقة تفصيلية دقيقة لخطوات الإصلاح المنشودة عملت الحكومات المتعاقبة على تنفيذ العديد من بنودها. وعندما نتطلع إلى ما تحقق من هذه الخطوات خلال العامين الماضيين فيكفينا شهادات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهيئة المانحين وكلها أشادت بما أُنجز على صعيد الإصلاح المالي، واعتبرت الإدارة المالية وإدارة الموازنة والمال العام في بلادنا من بين الأفضل في المنطقة هذا مش كلامي هذا كلام المؤسسات الدولية. إن هذه الخطوات التي عمل أخي الدكتور سلام فياض من خلالها على تصويب العديد من الأمور وعلى إرساء قواعد سليمة تجعلنا نفاخر بشفافية وكفاءة إدارة المال العام في بلادنا. وهنا لا بد من الإشارة إلى ما حققنا من عمل رائع في مجال التربية والتعليم والذي يتابعه د.نعيم مع إخوانه في هذا الجهاز في المدارس والجامعات والتي نفتخر بها في المنطقة كلها. وكذلك في مجالات أخرى عديدة بالرغم من ظروفنا الصعبة والتحديات التي نواجهها وخاصة من هذا الاحتلال العنصري الغاشم.
وعلى صعيد آخر، فقد كان استحداث منصب رئيس الوزراء عندما كلفت أخي وحبيبي ورفيق دربي أبو مازن اللي يشوفوا يسلم لي عليه بتشكيل الحكومة العام الماضي إشارة للتطور الطبيعي لنظامنا الديمقراطي الناشئ والمستهدف والمحاصر، وتأكيداً للفصل بين السلطات، ولتعزيز ديناميكية العمل المؤسساتي.
غير أن ما أُنجز غير كافٍ، وما زال أمامنا الكثير من العمل، ولذلك، فأنا أدعوكم هنا رسمياً لكي نطلق معاً اليوم ورشة للإصلاح الشامل، ورشة تشمل جميع مناحي عمل سلطتنا، وتسعى عبر برنامج عمل متكامل لإنجاز كل ما يمكن إنجازه في ظل وضع الاحتلال والحصار والعدوان المستمرين.إن ورشة برنامج الإصلاح الشامل ترتكز على محاور ثلاثة:
أولاً: على الصعيد السياسي
: لقد رفعنا خلال مسيرة الثورة الفلسطينية في المنافي شعار "ديمقراطية غابة البنادق"، وعملنا على بناء مؤسسات تمثيلية يصاغ فيها القرار الوطني الفلسطيني بمشاركة جميع الفصائل والتيارات تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وعند تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية لم نقبل بأن نكتفي بالشرعية الثورية التي منحتنا إياها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بل صممنا على الشرعية الشعبية من خلال صناديق الاقتراع، لتكريس مبدأ الانتخابات والديمقراطية وتداول السلطة والتي نحن نعتز بها.
وفوق أرض وطننا ونحن نشيّد كياننا الوطني ينبغي العمل على تجديد نظامنا السياسي باستمرار كل ما نلاقي حاجة نجدد مش عيب ومش غلط على قاعدة الديمقراطية التي تكفل التعددية السياسية في جميع منظماتنا الفلسطينية وحرية التعبير وممارسة النشاط السياسي ضمن القانون ما شاء الله في عندنا ما فيش حد بيسكت يقولون كل حاجة.
إن هذا يلزمنا بالتحرك لسنّ بعض القوانين اللازمة في هذا المجال، ولمراقبة الأداء لضمان التطور الديمقراطي في بلادنا.
والركيزة في هذا كله تكريس مبدأ الانتخابات. ولقد تحركت السلطة لتوفير متطلبات عقد الانتخابات كما تعرفون الرئاسية والتشريعية والمحلية من عام 2003 في 20 يناير كان المفروض هذه الانتخابات وكان المقرر تجرى عام 1999 في ظل الدولة الفلسطينية وفقاً لاتفاقي مع شريكي الراحل رابين، ونضع في الاعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي باجتياحاته وتوغلاته واعتداءاته يريد وضع العوائق أمام إجرائها ولازال والله يعينا.
إن هذا ينبغي ألا يثبط عزيمتنا، بل علينا مواصلة انجاز كل ما هو مطلوب لعقد الانتخابات على جميع المستويات الرئاسية والتشريعية والإدارية والتنظيمية، وتكثيف اتصالاتنا مع الأطراف الدولية الفاعلة لإجبار إسرائيل على إفساح المجال أمام شعبنا لقول كلمته كما حدث في الانتخابات السابقة وأن نبدأ بالانتخابات المحلية يا شوبكي المتوفرة احتياجاتها، وينبغي أيضاً أن تنشط مختلف النقابات والجمعيات والاتحادات الأهلية لعقد انتخاباتها ولا تضطهدوا المرأة الفلسطينية وحسب العدد حقها 54 % من المجلس وفي مجلسنا الوطني المرأة الفلسطينية حاضرة ويجب أن تكون حاضرة في كافة مؤسساتنا.
إننا نناضل من أجل عقد الانتخابات وعلى كل صعيد من أجل تعميق الممارسة الديمقراطية، ولإتاحة المجال أمام شعبنا لإعلاء صوته واختيار ممثليه وإعطاء الثقة للبرامج التي يؤيدها، ومن أجل فتح الأبواب أمام الأجيال الشابة لتأخذ فرصتها في خدمة شعبنا.
وفي هذا المجال، أوجه النداء إلى جميع القوى والفصائل والتيارات للانخراط في هذه العملية. فالأبواب مفتوحة أمامها للعمل السياسي والجماهيري والتنظيمي دون قيود إلا التي تحددها القوانين، وفي إطار احترام وحدانية السلطة والتزاماتها، ومن منطلق الحرص على بلورة توافق وطني يصون المصالح الوطنية العليا لشعبنا كما حددتها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات السلطة الوطنية وكما يعلم الجميع أننا بدأنا هذه البداية الطيبة مع جميع القوى والفصائل الوطنية وفي الشتات، وعلينا جميعاً الحرص على عدم تزويد الإسرائيليين بأية ذرائع لمواصلة العدوان، والحرص على تقديم الصورة الإيجابية الإنسانية لنضال ومقاومة شعبنا من أجل نيل حقوقه. وفي هذا المجال علينا أن نواصل بفعالية هذه المسيرة بين الفصائل الفلسطينية من أجل تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات. شاكرين لكل الجهود العربية معنا في هذا المجال بقول هذا الكلام لأننا عندنا حاجات كثيرة يجب مواجهتها.
ثانياً: على صعيد الأمن وسيادة القانون:
ندرك جميعاً أنه من المستحيل تحقيق أمن كامل في ظل استمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي خاصة أنه يتابع وضع عراقيله المختلفة الأشكال والأحجام لمنعنا من ذلك، غير أن هذا يجب ألا يمنعنا من بذل كل طاقاتنا وجهودنا من أجل توفير أقصى قدر ممكن من الأمن لمواطنينا. لقد اعتمد مجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء مؤخراً خطة أمنية بدأت بعمل هذه الأجهزة الأمنية وخاصة أجهزة الشرطة، ونسعى لتوفير كل متطلبات نجاحها، وأجرينا اتصالات بإشراف اللجنة الرباعية من أجل ذلك. وقد اعتمد وزير الداخلية سلسلة من المناقلات والتعيينات في قيادات الشرطة، وأدعوكم للعمل من أجل سنّ كل القوانين اللازمة لضمان الأداء الفعال المنضبط لعمل أجهزة الأمن لتقوم بدورها في بسط هيبة السلطة وتنفيذ القانون وحماية الأمن للمواطنين من كافة الأطراف. إن قرار توحيد الأجهزة الأمنية وإعادة تنظيمها وتدريبها هدف لإعدادها للقيام بدورها في إنهاء حالات الفوضى الأمنية، وتوفير الأمان للمواطن في حياته اليومية. وعلينا أن نتحرك معاً لتصويب وإصلاح أية ممارسة خاطئة، فلا تهاون مع أي مساس بأمن المواطن وبحقوقه الأساسية، أو استغلال للموقع، ولا تساهل مع أي خروج على القانون، وأي تهديد لأمن المواطن، أو الاعتداء على ممتلكاته، أو على أراضي الدولة، وكافة المظاهر المسلحة وغيرها من الممارسات الخارجة على القانون. وفي هذا المجال فإن توصيات المجلس التشريعي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وفي هذا المجال علينا أن نركز دائماً على أن تعزيز سيادة القانون هو الركيزة الأساسية للعمل في هذا المجال. وقد تم انجاز خطوات خلال العامين الماضيين لإصلاح وضع الجهاز القضائي والمحاكم لتعزيز استقلاليتها وإمكانياتها وأمامنا خطوات أخرى يجب أن نعمل لسرعة تثبيتها ولانجازها ليشعر المواطن بمظلة أمان يوفرها القانون الذي يسري على الجميع ابتداءً من رئيس السلطة وانتهاءً بأي مواطن. فلا أحد فوق القانون، الذي يجب أن تسهر أجهزتنا الأمنية، وأجهزتنا الأمنية فقط على تنفيذه وحمايته. وأؤكد لكم يا أخي أبو علاء الدعم الكامل لعمل حكومتكم في هذا المجال، ومن شعبنا ومؤسساتنا الرسمية كلها.
ثالثاً: على صعيد الإصلاح الإداري والمالي:
إن ما أُنجز على هذا الصعيد خلال السنين الماضية يوفر قاعدة متينة لإنجاز المزيد بهدف تحقيق أعلى درجات الشفافية والرقابة والمساءلة، وإعادة تقييم وضع كادر وزاراتنا ومؤسساتنا من أجل التطوير وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة.
وفي هذا المجال، أحث مجلسكم الموقر على إنجاز القوانين اللازمة للرقابة المالية والإدارية والكسب غير المشروع، وقانون التقاعد، وأية قوانين أخرى تشعرون أنها توفر أطراً قانونية لازمة في هذا المجال ويحب يحاسبني بيني وبينه مستعد وفي لجنة مستعد وفي اجتماع مثل هذا مستعد. وأؤكد على التعاون الكامل مع مجلسكم في هذا المجال.
كما وإنني أؤكد على ضرورة متابعة أية قضايا تتعلق بممارسات ومخالفات إدارية أو مالية، وإحالتها على الفور إلى النائب العام حسبما صدر له لمتابعتها، ولن نتسامح أو نتساهل في هذا المجال.
أيتها الأخوات والإخوة
عندما نتحدث عن هذه الرزمة من الإصلاحات فنحن لا نمنّ على شعبنا، هذا واجب علينا فتوفير الأمن وتعزيز سيادة القانون وسلامة الأداء في إدارة المال العام حقوق واجبة الأداء، ونحن لا نتفضل على أحد فهذه استحقاقات واجبة النفاد، وهي التزامات واجبة التنفيذ كوننا انتخبنا على أساس تحقيقها، ونالت الحكومات المتعاقبة الثقة منكم ومن شعبنا بناءً على البرامج المعدة لتنفيذها.
وإن علينا أيضاً أن نضع مهمة رفع المعاناة عن شعبنا على رأس جدول أعمالنا، وعلينا أن نجند كل طاقاتنا واتصالاتنا مع دول العالم لتوفير كل دعم ممكن للتخفيف من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي نعيشها، وأوجه النداء إلى أحبائي أشقائي العرب لمواصلة تنفيذ قرارات القمم العربية الخاصة بدعم الشعب الفلسطيني وشكراً للدول الشقيقة والصديقة التي تدعمنا وباستمرار وخاصة الدول الشقيقة والإتحاد الأوروبي واليابان والصين ومن بقية الإخوة الأشقاء والأصدقاء في العالم الذين يستمرون بدعمنا سواء كان بتدريب كوادرنا الأمنية والمدنية أو بإرسال نصائحهم أو باستقبال وفود مؤسساتنا التي تريد التعلم منهم والاستفادة من خبراتهم.
أيتها الأخوات والإخوة
ونحن ندعو لإطلاق ورشة للإصلاح الشامل فإن علينا تعزيز التعاون بين جميع مؤسساتنا، وإنني أؤكد هنا مرة أخرى ثقتي بأخي ورفيق دربي أبو علاء رغم أنفكم ودعمي الكامل لعمل حكومته في جميع المجالات، كما أوجه تحية التقدير لجهدكم في المجلس التشريعي ولدوركم الرقابي والتشريعي الذي يعد حجر الأساس في حياتنا وتجربتنا السياسية والديمقراطية.
وفي الختام، وإذ نستذكر أرواح شهدائنا الأبطال الذين سقطوا لينهض شعبهم ولتبعث فلسطين حرة، وإذ نوجه مرة أخرى تحية الإكبار لأبطالنا الأسرى والمعتقلين الذين يصنعون هذه الأيام ملحمة جديدة من ملاحم الحركة الأسيرة، أقول لأبناء شعبنا، هذا الشعب العنيد، هذا الشعب شعب الجبارين والمرابط إلى يوم الدين، والمتمسك بحقوقه وحلمه، والذي يمتلك بصيرة نفاذة لمواجهة المؤامرات منذ سايكس بيكو الأولى وحتى الثانية، لنواصل دربنا بثقة كما تعودنا.
فالفجر آتٍ آت، والحرية آتية آتية لا محالة. ومعاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى يرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس، يرونها بعيدة ونراها قريبة.
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)
وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرة