بسم الله الرحمن الرحيم
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ…)
صدق الله العظيم
الأخ أحمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الأخوات والاخوة أعضاء المجلس التشريعي أعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب المعتمدين لدى السلطة الوطنية أحييكم جميعاً باسم شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط في أرض الوطن ومخيمات اللجوء والشتات، وأشكركم من الأعماق على حضوركم هذه الجلسة الهامة لمجلسنا التشريعي الفلسطيني للاستماع إلى برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة أخي ورفيق دربنا محمود عباس والتي تشكلت بعد موافقة المجلس المركزي الفلسطيني على استحداث منصب رئيس وزراء في السلطة الوطنية، وبعد إقرار مجلسكم التشريعي الموقر للتعديلات الدستورية لهذا الغرض في القانون الأساسي.
ويأتي اليوم اجتماعنا هذا والحكومة الإسرائيلية تصعد عدوانها على شعبنا في مناطق عديدة لتتحدى بها هذا الاجتماع الفلسطيني الهام حيث سقط منا الشهداء والجرحى في كل المناطق وخاصة في بيت لحم وبالخضر وفي خانيونس وخزاعة وجنين وطولكرم وقلقيلية ونابلس وسلفيت ورام الله وأريحا والخليل وبيت لحم وبيت جالا والخضر وبيت ساحور والمخيمات هناك، وكذلك قطاع غزة من رفح إلى خانيونس إلى دير البلح إلى غزة إلى مدينة بيت حانون إلى بيت لاهي.
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)
صدق الله العظيم
وبالرغم من ذلك فإننا معاً نجتمع هنا الآن أيها الأخوات والاخوة أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، ومعكم ضيوفكم الكرام، لمتابعة عملنا بكل قوة وعزيمة وإصرار وفي مقدمتها هنا الآن مناقشة برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة بكل الحرص والمسؤولية الوطنية العالية التي تتحلون بها جميعاً خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به نضالنا الوطني من أجل إنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي والصمود في وجه هذا التصعيد العسكري الإجرامي الإسرائيلي ضد جماهيرنا ومقدساتنا وأرضنا المباركة ، ومن أجل تحقيق هدف شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، شاء من شاء وأبى من أبى.
الأخ رئيس المجلس التشريعي الأخوات والاخوة الأعضاء إن شعبنا الفلسطيني يتطلع إليكم اليوم وكله ثقة وأمل بأن مجلسنا التشريعي المنتخب والحكومة الفلسطينية الجديدة سيؤكدان للعالم كله بأن السلام العادل والحقيقي هو خيار شعبنا وطريقه إلى الحرية والاستقلال الوطني، وإن شعبنا الفلسطيني إنما قدم ويقدم التضحيات الجسام من أجل السلام الحقيقي والأمن الحقيقي ولإقامة سلام الشجعان الذي وقعناه مع شريكنا الراحل يتسحاق رابين الذي اغتالته هذه العناصر المتطرفة في إسرائيل ولإقامة هذا السلام في المنطقة ولإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولا بد أن يعرف جيراننا الإسرائيليون أن شعبنا الفلسطيني يتطلع إلى إقامة السلام الحقيقي والعادل مع دولة إسرائيل على أساس قيام دولة فلسطين والانسحاب لتعيش في أمن وسلام وجوار حسن بدون احتلال واستيطان وبدون تهديد دائم لأمن الشعبين ولأمن المنطقة، وبدون استمرار وحشي لهدم المنازل.
ولا بد أن يعرف العالم أن السلام مستحيل في ظل الاحتلال والاستيطانالإسرائيلي لأرضنا، فكيف يمكن أن يكون هناك أمن وسلام وتعايش بين الشعبين في ظل القمع والاضطهاد والاحتلال والاستيطان؟ وفي المواجهة اليومية لعمليات التهويد المستمرة في القدس الشريف والخليل وبيت لحم ومدخلها لذا فإننا ندعو الشعب الإسرائيلي بكافة قواه وندعو حكومة إسرائيل وندعو الأسرة الدولية إلى التحرك الفوري من أجل العمل الجدي والفوري من أجل السلام والأمن لمستقبل أطفالنا وأطفالهم، لأن استمرار هذا الاحتلال الإسرائيلي وهذا الحصار والعقاب الجماعي لكل الشعب الفلسطيني ولقيادته الشرعية المنتخبة إنما يغلق الطريق أمام أية محاولة ومبادرة دولية لقيام السلام والأمن المشترك على أساس السلام الحقيقي والدائم والشامل، دولة إسرائيل ودولة فلسطين والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة.
الأخ رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الأخوات والاخوة الأعضاء إن وحدتنا الوطنية هي مصدر قوة وصمود هذا الشعب العظيم، شعب الجبارين، في وجه هذه الآلة العسكرية الإسرائيلية المدمرة، في مواجهة الإعصار الذي تواجهه أمتنا العربية في هذا الوقت، ولا بد للحكومة الفلسطينية الجديدة من العمل الجاد والدؤوب لتعزيز وحدتنا الوطنية على الصعيدين الشعبي والرسمي وهنا أدعو الحكومة الجديدة إلى استئناف الحوار الوطني في الداخل والخارج مع كافة القوى السياسية دون استثناء والعمل الفوري على إحياء الحوار الوطني في القاهرة وداخل الوطن على أساس هذه المبادرة المصرية والإرادة الطيبة بين قوى شعبنا وإيمانهم بالحوار الوطني الفلسطيني، وهنا اسمحوا لي أن أحيي الرئيس المبارك حسني مبارك وشعب مصر أرض الكنانة وحكومة مصر العزيزة على الجهود الصادقة والمخلصة والتي بذلها الرئيس مبارك والاخوة القادة العرب والأصدقاء في العالم أجمع وفي الدول الإسلامية وعدم الانحياز والهند ودول اللجنة الرباعية (أمريكا وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة) بجانب اليابان والصين وأصدقائنا في أمريكا اللاتينية وأفريقيا والعالم أجمع لدعم شعبنا وقضيتنا بما فيها إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وفي التغلب على الصعوبات التي كانت تعترض تشكيل حكومتنا الفلسطينية الجديدة، وأدعو الرئيس المبارك حسني مبارك وجميع القادة في العالم إلى مواصلة جهوده الخيرة والمشكورة لاستئناف عملية السلام والمفاوضات مع إسرائيل وعلى أساس مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله التي تبنتها القمة العربية في بيروت، وللأسف رفضتها إسرائيل، وبالأحرى حكومة إسرائيل.
وإنني هنا وأمام مجلسنا التشريعي المنتخب أدعو شعبنا بكافة قواه وفصائله المناضلة إلى التمسك الكامل والمطلق بالوحدة الوطنية وبالثوابت الوطنية وبأهداف شعبنا في إنهاء الاحتلال والاستيطان وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين وفق القرار الدولي 194 وكذلك الإفراج عن جميع أبطالنا أسرانا ومعتقلينا الأبطال.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف الوطنية التي جسدها وأقرها مجلسنا الوطني الفلسطيني في الجزائر الشقيقة وفي غزة، في دورة الاستقلال الوطني وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، فلا بد من المحافظة على سلامة السفينة والمسيرة الفلسطينية وسط هذه الأجواء والأعاصير التي تعصف بالشرق الأوسط كله، وهذا يتطلب الالتزام ببرنامج العمل الوطني بأهدافه ووسائله، بجانب حماية كل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإني أدعو الجميع إلى إبداء المزيد من الحرص على قضية شعبنا وصورته وسمعته أمام الرأي العام الدولي والأسرة الدولية التي تعمل اليوم لمساعدة شعبنا للتخلص من الاحتلال والاستيطان وكل ما يرتكب ضد أطفالنا وشعبنا والأسرة الدولية.
ويجب أن يكون معلوماً للعالم أن الاحتلال والاستيطان وإرهاب الدولة والاغتيالات والقمع الوحشي والعقاب الجماعي هي مصدر كل الشرور في الشرق الأوسط ومصدر الخطر الذي يهدد أمن المنطقة .
وهنا فإنني أدعو باسم الشعب الفلسطيني كل الأحرار والشرفاء في العالم للعمل على إنهاء الاحتلال للعراق الشقيق ولتمكين الشعب العراقي الشقيق، أرض الرافدين، الذي واجه هذا العصف وهذه الحرب الرهيبة الذي تواجهه كل دول المنطقة وشعوبها كما أدعو إلى صيانة وحماية سيادة العراق وأمته ووحدة ترابه الوطني.
الأخ رئيس المجلس التشريعي الأخوات والاخوة الأعضاء و الضيوف الكرام وفي الختام أتوجه إلى الأسرة الدولية وإلى مجلس الأمن الدولي وإلى اللجنة الرباعية وإلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى الرئيس بوش شخصياً وقادة الاتحاد الأوروبي والروسي والصين والهند واليابان والدول العربية الشقيقة وكافة الأسرة الدولية وأقول: لقد حان الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية والعربية وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى خط الرابع من حزيران 67، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية 242، 338، 425، 194، 1397 ، وغيرها من القرارات الدولية، ولقد وافقت القيادة الفلسطينية على خريطة الطريق باعتبارها تمثل الحل الدولي، رغم وجود ملاحظات كبيرة عليها من جانبنا ولم نضع شروطاً كإسرائيل، لكننا نحرص على الشرعية الدولية ونقبل بقراراته.
وفي هذا المجال فإن شعبنا الفلسطيني يدعو إلى دور عملي وفعلي للأسرة الدولية ومجلس الأمن لرفع الحصار والإغلاق والحواجز ووقف السرطان الاستيطاني، وإرسال قوات دولية ومراقبين دوليين على وجه السرعة، فشعبنا يريد السلام الحقيقي وليس تجميل الاحتلال بسلام زائف، بإزالة هذا الحاجز أو هذه البؤرة الاستيطانية، وبعض هذه الحواجز هنا أو هناك، أو إزالة كرافان هنا أو هناك، وإن انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط 28 أيلول 2000 فوراً، وتسلم قوات الأمن الفلسطينية لمهامها هو الخطوة الأولى لإنجاح خريطة الطريق ومفاوضات السلام بيننا وبين الإٍسرائيليين، إن شعبنا وأجهزتنا الأمنية على أتم استعداد للقيام بمهامها الأمنية المنصوص عليها في الاتفاقات الأمنية بيننا وبين إسرائيل، في حال انسحاب القوات الإسرائيلية إلى مواقعها السابقة، واستئناف عمل مكاتب الارتباط والتنسيق الأمني وفق ما نصت عليه الاتفاقات بين الجانبين وتفاهمات جورج تينت وتقرير ميتشيل وغيرها من الاتفاقات الدولية التي أعترف بها دولي.
الأخ رئيس المجلس التشريعي الأخوات والاخوة الأعضاء إننا نمر في مرحلة دقيقة وحساسة وخطيرة تواجه المنطقة كلها وأمتنا العربية جميعها، وهذا يتطلب من مجلسكم التشريعي إقرار برنامج الحكومة الجديدة ، والذي سيقدمه أخي أبو مازن، بعد مناقشته في ضوء ثوابتنا وأهدافنا الوطنية ومنح الحكومة ثقة مجلسكم وفق الأعراف والأصول الديمقراطية المتبعة لدينا ولدى برلمانات الدول الديمقراطية في العالم، إن المرحلة صعبة والوضع دقيق وخطير كذلك، وإني أدعوكم لمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة أخي ورفيق دربي أبو مازن ومراقبتها ومحاسبتها كحكومة ووزراء كل في مجال اختصاصه كما تعودنا بما يعزز الديمقراطية الفلسطينية والتلاحم والشفافية وسيادة القانون واستقلال القضاء والحفاظ على وحدتنا الوطنية وتحقيق هدف شعبنا في الاستقلال والحرية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونحن حماة هذه الأرض المباركة التي أرسل الله العلي القدير سيدنا إبراهيم إليه.
بسم الله الرحمن الرحيم (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) صدق الله العظيم هذه الأرض المباركة أرض الرباط، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام، ونحن في رباط في هذه الأرض إلى يوم الدين، وإن شاء الله مجلسكم القادم في الدولة المستقلة في القدس الشريف.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته