دورة الانتفاضة والاستقلال الوطني والشهيد ابو جهاد
بسم الله الرحمن الرحيم."
أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله علي نصرهم لقدير . الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله "
صدق الله العظيم.
السيد الرئيس ، الأخ المجاهد ، الأخ المناضل والوفي ، ليس فقط لشعب الجزائر ، وليس فقط لشعب فلسطين ، ولكن للأمة العربية ، وللأحرار ، وللشرفاء في العالم أجمع ، الأخ الشاذلي بن جديد،
إخواني ، أشقائي ، أصدقائي - أصدقاء وأشقاء هذه الثورة الفلسطينية ، وهذا الشعب الفلسطيني ، شعب الانتفاضة البطلة . شعب الانتفاضة المباركة.
دائما - ياسيادة الاخ الرئيس - كلما تحزب بنا الأمر ، وكلما إشتدت بنا الخطوب ، تلفتنا شمالا ويمينا فلا نجد دائما وأبدا إلا أخونا المجاهد - الثائر ، الشاذلي بن جديد ، وشعبه البطل . شعب المليون ونصف المليون شهيد.وليس من قبيل الصدف أن نعقد هذه الدورة في رحاب الجزائر . في رحاب شعب الجزائر.في رحاب الشاذلي بن جديد.وليس من قبيل الصدف ، وعندما خرجنا بعدمعارك بيروت ، وملحمة بيروت ، أن نعقد مؤتمرنا الوطني الفلسطيني هنا .... علي أرض الجزائر ، وفي رحاب الجزائر . وليس من قبيل الصدف أنه ، عندما أردنا أن نوحد صفوفنا وحدة واحدة ، أن نجتمع هنا علي أرض الجزائر ، لتقول : إن الشعب الفلسطيني ، إن الإرادة الفلسطينية ،إن المجاهدين الفلسطينين ، إن الثوار الفلسطينين ، وحدة واحدة متراصة ، كما كان الجزائريون.نعم ياإخوتي ، نعم ياأحبائي ، بهذا المفهوم ، وبهذا البعد الاستراتيجي لعلاقتنا مع الأخ الشاذلي بن جديد ، نعقد هذه الدورة ، وهذا الاجتماع .... اجتماع القمة العربية .... لماذا ؟ لكي ندرس هذا الموضوع الهام في هذه الامة العربية ... الحدث الجديد في هذه الأمة العربية : إنتفاضة الشعب الفلسطيني داخل أرضنا المحتلة ضدهذا الكيان الصهيوني .... لنقول ، باسم الجزائر ، باسم امتنا العربية ، إن هذا الشعب الفلسطيني ليس منفردا وليس وحيدا في الجهاد ، وليس وحيدا في النضال ، وليس وحيدا في ثورته ، ولكن كل أمته العربيه - من أرض الجزائر ، أرض الثوار الأحرار - تقف مع الشعب الفلسطيني في هذه الانتفاضة المباركة.نعم - ياإخوتي ، ونعم - يا أحبائي.بهذا المفهوم ، وبهذا البعد الاستراتيجي دائما وأبدا ، وقفت الجزائر ، وقفت - يا أخي الرئيس - الي جانب شعبنا المناضل في كل الأيام الصعبة ، وفي كل اللحظات التاريخية والمصيرية.
والان هنا في هذا المجلس ، جئتك ياأخي الرئيس - ولديك من المشاكل الشئ الكثير - وقلت لك : نريد أن نعقد هذا المجلس ( في الجزائر ) فقلت لنا الكلمة التي لا أنساها : أنا مع فلسطين ظالمة ومظلومة نعم ، يا إخواتي ، نجتمع اليوم علي أرض الجزائر ، وقد فقدنا أخي وحبيبي ورفيقي دربي ، الشهيد الرمز أول الرصاصة ، أول الحجارة " الشهيد البطل أبا جهاد " لقد فقدناه وأرادوا باغتيال اخي الشهيد الرمز البطل أبوجهاد - أن يغتالوا هذه الانتفاضة إن يغتالوا هذه الثورة العشبية الاصيلة ، ولكنهم ما أردوا ، وما علموا ، إن دمه قد توزع علي هذه الارض المباركة .... أولي القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، مسري النبي محمد لله ومهد المسيح عليه السلام ، نعم ، توزع دمه علي هذه الارض المباركة لتزداد إشعالا ...... إشعالا.....إشعالا .... ولتقول بإسم هذا الشعب ، باسم الأطفال ، باسم النساء ، باسم الرجال ، باسم الثوار ، باسم المجاهدين : إن هذه الثورة هي - كما قال فيها شهيد أمتنا العربيه ، جمال عبد الناصر : وجدت لتبقي ، وأقول : وجدت لتبقي ، ولتنتصر ..... لتنتصر. نعم ، ياإخواني : هذا قدر الثوار في الثورة الفلسطينية . إننا كلما أستشهد منا بطل تدافع في الركب أبطال وأبطال . ويتدافع في الركب ، الان ، جنرالات الحجارة ، الذين يتناغمون هذا التناغم الثوري الخلاق مع أطفال ال" آر . بي .جي " مع ثوار ال " آر .بي .جي" في جنوب لبنان .. في مخيمات لبنان جنبا الي جنب مع اخواننا في الحركة الوطينية اللبنانية ، الذين يدافعون ، معا عن عروبة لبنان يدافعون عن الوجود الفلسطيني في لبنان ، ضدهذا العدو الصهيوني.
أقول : إن هذا هو التناغم الثوري بين أطفال الحجارة ، بين جنرالات الحجارة ، بين جنرالات ال" آر. بي .جي " هذه هي الثورة الفلسطينية : بندقية وحجر ، بندقية وغصن زيتةن نرفعه علي أرض الاسراء والمعراج ..... مسري النبي محمدلله ومهد المسيح عليه السلام.نعم ، يا إخواني : هذا هو الخط الذي نسير عليه . نحن تقول : بندقية في يد . حجر في يد " آر.بي .جي " في يد . ولكننا نقول ، في نفس الوقت ، غصن الزيتون ... لكي نقيم السلام .. السلام الحقيقي ، وليس السلام المزيف ، ولا سلام الارهابين ، ولا سلام هؤلاء المعصبين ، ولكنه سلام الفلسطينين الذي سنفرضه علي هذه الارض الفلسطينية ... أرض السلام .... أرض الاسراء ومسري النبي محمد نعم ، يإخواني ، بهذا البعد وبهذه الشفافية الثورية بعيدة النظر ، نحن ننطلق في هذه الثورة.ننطلق لنقول لك ياأخي الرئيس : إن هذه الثورة ستستمر حتي يرفع هذا العلم الفلسطيني . ونقول لهؤلاء الثوار ، نقول لجنرالات الحجارة . نقول لجنرالات ال " آر.بي .جي " نقل لشعبنا في داخل أرضنا المحتلة ، في الشتات والمهاجر وفي كل مكان نقول لهم " إن العهد هو العهد ، وإن القسم هو القسم ... وإن هذه الثورة مستمرة حتي النصر أوجه التحية .... كل التحية للاحرار ، والشرفاء في العالم أجمع ، ونقول : نحن معا وسويا حتي النصر ..... حتي النصر بسم الله الرحمن الرحيم " إن الله اشتري من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون... وعدا عليه حق في التوارة والانجيل والقران ومن أوفي بعهده من الله ، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ، وذلك هو الفوز العظيم " صدق الله العظيم .
الجزائر 12/11/1988