أصحاب السعادة السفراء والقناصل أعضاء السلك الدبلوماسي.
السيدة إيلينا صوراني، قنصل عام اليونان.
السيد رئيس النادي الأرثوذكسي ببيت جالا.
السيدات والسادة الرياضيون الأعزاء.
الضيوف والحضور الكرام،.
بداية نتوجه إليكم جميعاً بخالص التحية وعميق التقدير، المقرون بجزيل شكرنا لكم على تشريفكم لنا في مقرنا الخاص والمحاصر لحضور هذا الاحتفال لإضاءة الشعلة الرياضية الفلسطينية في هذا اليوم، الذي تضاء فيه هذه الشعلة في مهدها الأول في جمهورية اليونان الصديقة، والجارة العريقة تاريخياً لفلسطين والمنطقة على شواطئ هذا البحر الأبيض المتوسط، هذا البحر الذي طالما كان على الدوام نقطة تواصل بين شعوب البلدان المطلة عليه، وبوابة نحو آفاق أرحب وأوسع للتواصل والتعارف بين شعوب العالم أجمع، وملتقى للحضارات وتفاعلاتها الثقافية والإنسانية، والتي لا ريب أسهمت إسهاماً كبيراً في تطور ونمو علاقات الصداقة بين شعوبنا، وبين حضارتين كبيرتين من جهة الحضارة الهيلينية اللاتينية الأوروبية، والحضارة العربية المسيحية والإسلامية المشرقية، ورغم بعض المصاعب التاريخية، إلا أنه كان دائماً في النهاية مثمراً ومتوجاً باستمرار بعناصر وقواعد التفهم والصداقة.
ويأتي احتفالنا اليوم بإضاءة الشعلة الرياضية الفلسطينية بمثابة رسالة مودة وصداقة حميمة نوجهها باسم شعبنا الفلسطيني وقيادته، وباسمي شخصياً إلى جمهورية اليونان الصديقة، رئيساً وحكومة وشعباً، تعبيراً عن تضامننا المخلص وإيماننا الصادق بهذه التظاهرة الرياضية العريقة، التي تنظم من جديد على أرض اليونان، أرض مولدها الأول، فهنيئاً لأصدقائنا اليونانيين الذين تربطنا بهم وشائج محبة وصداقة تاريخية وحضارية نعتز بها اعتزازاً كبيراً في فلسطين، وخاصة باستضافة اليونان لهذه الألعاب الأولمبية، ومن هنا، من مدينة رام الله، هذه البوابة العزيزة لمدينة القدس الشريف، مدينة السلام الأسيرة، وعاصمة دولة فلسطين الخالدة، الأرض المقدسة ومنها إلى بيت لحم، نوجه تحية إكبار وتقدير لكافة شعوب العالم المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية الكونية، قائلين للجميع تعالوا لنجعل من هذه المناسبة فرصة تاريخية للوئام والسلام والاستقرار، ولتجعلها البشرية جمعاء وعلى اختلاف مشاربنا وألواننا وأعرافنا وأدياننا ومعتقداتنا فترة هدنة أولمبية كونية، نعم فترة هدنة أولمبية كونية، والتي ينبذ فيها الجميع خلافاتهم وعناصر الفرقة فيما بينهم، ولنجعلها بتضافر جهودنا ومواقفنا وتعاوننا، ألعاباً أولمبية تحمل أسمى دلالاتها في التآخي والسلام والمحبة والتعارف والتعاون في العالم أجمع، ولنجعل من تلك الشعلة نبراساً نبدد به الظلمات، ولنجعل منها مصباحاً منيراً لإزالة ظلمات العنف والكراهية والاحتلال والحصار، ومن أجل عالم حافل بالعدالة والإنصاف، ولاسيما في منطقتنا، منطقة الشرق الأوسط، وفي فلسطين بالذات، مهبط الرسالات السماوية، ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وبمناسبة إضاءة الشعلة الفلسطينية للرياضة فإنني أعلن أمامكم عن احترامنا والتزامنا بالهدنة الأولمبية التي وقعتها في مكتبي المحاصر، وذلك طيلة فترة الألعاب الاولمبية التي ستعقد في أثينا عاصمة اليونان الصديقة، على أمل أن يساعد إحياء التقليد اليوناني العريق في خلق عالم ينعم بالسلام والعدل والأمان للأجيال القادمة.
ومن على هذا المنبر المحاصر، نمد يدنا لجيراننا الإسرائيليين، نعم نمد يدنا لجيراننا الإسرائيليين، نقول لهم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، تعالوا لنصنع السلام العادل والدائم والشامل، سلام الشجعان، الذي وقعناه مع شريكنا الراحل يتسحاق رابين، السلام القائم على الحق والعدل، من أجل أطفالكم وأطفالنا، ولينعم الجميع بالأمن وبهذا السلام العادل والدائم والشامل في فلسطين، الأرض المقدسة، ولجميع شعوب المنطقة، بما فيها إسرائيل، ولشعبنا الفلسطيني ليعيش بكرامة وسيادة في دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
مرة أخرى، نحييكم ونرحب بكم جميعاً، ونشكركم بامتنان وعرفان خاص وخالص على حضوركم، ونتمنى لشعلة الألعاب الأولمبية أن تظل متقدة منيرة، ولليونان الصديق نجاحاً رائعاً في تنظيمها، لتكون نموذجاً يحتذى على الدوام، وليظل هذا البلد الصديق العزيز، رئيساً وحكومةً وشعباً، ينعم بالرخاء والتقدم والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.