يُصادف تاريخ اليوم الذكرى الخامسة والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المُعاصرة، والذي أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات انطلاقتها في 1965/1/1.
ينطلق العمل المسلح لحركة فتح في الأول من كانون الثاني/يناير 1965، ليدشن بذلك إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بعد أن استطاع ياسر عرفات، زعيم ما اصطلح عليه "تيار المغامرين" في قيادة فتح آنذاك، أن يتغلب على تردد "تيار العقلاء".
وتَصّدر ياسر عرفات، القيادة العامة لقوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح، بيانها الأول الذي يتضمن الإعلان عن عملية تفجير نفق عيلبون. ويصبح إحياء ذكرى الانطلاقة تقليداً وطنياً سنويا.
التأسيس:
تتألف قائمة المؤسسين لحركة فتح من ياسر عرفات، خليل الوزير، سليم الزعنون، ويوسف عميرة، عبد الله الدنان وعادل عبد الكريم، وآخرون الذين تواصلوا مع مجموعة أخرى في الفلسطينيين العاملين في قطر تتمثل في يوسف النجار وكمال عدوان ومحمود عباس. وفي السعودية تشكلت خلية فيها عبد الفتاح حمود (أبو صلاح) وصـبحي أبوكـرش (أبو المنذر) وسعيد المزين (أبو هشام) وبتواصل مع خليل الوزير وتشكلت الخلية الأولى في أوروبا الغربية في ألمانيا من هاني الحسن وهايل عبد الحميد كما تشكلت خلايا في إسبانيا والنمسا، وانتسب لاحقا في العام 1959 صلاح خلف وعلي الحسن ورفيق النتشة، وفي مطلع الستينات خالد الحسن (أبو السعيد) ومحمود مسودة (أبو عبيدة) وفتحي عرفات شقيق ياسر عرفات وآخرين غيرهم في نهاية الخمسينيات من أجل تحرير فلسطين وظل ياسر عرفات يشغل منصب القيادة فيها حتى وفاته في 2004.
وشكلت وفاة زعيم الحركة ياسر عرفات نقطة تحوّل كبرى في مسيرة "فتح" والمسيرة الوطنية الفلسطينية بشكل عام؛ لما شكّله عرفات من حالة رمزية للشعب الفلسطيني. وبغياب "أبو عمار" -الذي توفي بمادة سامة استطاعت المخابرات الإسرائيلية إيصالها لداخل جسمه- تولى رئاسة الحركة محمود عباس "أبو مازن".
الانطلاقة:
قررت قيادة "فتح" الموسعة بدء الكفاح المسلح في 31/12/1964 باسم قوات "العاصفة" بالعملية الشهيرة، التي تم فيها تفجير شبكة مياه إسرائيلية تحت اسم عملية "نفق عيلبون"، ثم تواصلت عمليات حركة "فتح" وأخذت تتصاعد منذ العام 1965 مسببةً ارباكاً شديداً للجيش الإسرائيلي.
وصدر البيان السياسي الأول في 28/1/1965 مبيناً أن المخططات السياسية والعسكرية لحركة "فتح" لا تتعارض مع المخططات الرسمية الفلسطينية والعربية، وأكدت الحركة لاحقاً على ضرورة التعبئة العسكرية. وأعلنت الحركة عن انطلاقتها في الأول من كانون ثاني/ يناير من العام 1965، كيوم لتفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وقد شكل انطلاق حركة فتح بالكفاح المسلح، في يناير 1965، ولادة حقيقية لحركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة بعد النكبة، لتعيد معه "فتح" الاعتبار لهوية الشعب الفلسطيني وشخصيته الوطنية، وتلفت كل الأنظار إلى القضية الفلسطينية وعدالتها ومكانتها بين حركات التحرر في أرجاء العالم.