يصادف تاريخ اليوم الأول من كانون الأول/ ديسمبر، الذكرى الخامسة عشرة لوفاة د. فتحي عرفات، مؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني، 2004/12/1، الإنسان المُبدع في خدمة شعبه، ارتقى للعلى دون أن يعرف-كان يعاني اللحظات الأخيرة من المرض- بأن أخيه وتوأم روحه ياسر عرفات قد سبقه قبل أيام للعلى. لروح الإنسان فتحي عرفات (أبو طارق) واسع الرحمة وأسكنه الله فسيح جناته.
عن فتحي عرفات:
ولد/ “فتحي عرفات” وأسمه الحقيقي عبدالفتاح عبدالرؤوف داوود عرفات القدوة الحسيني في مدينة القدس بتاريخ 1933/1/1م، وهو الشقيق الأصغر لياسر عرفات حيث توفيت والدته زهوة أبو السعود وهو طفلاً رضيعاً لا يتجاوز عمره الثلاثة أشهر، بعد وفاة والدته طلب شقيقها سليم أبو السعود من والده/ عبدالرؤوف أن يعيش ولداه ياسر وفتحي تحت رعاية خالهما سليم أبو السعود وزوجته.
غادر كل من فتحي وياسرعرفات إلى القاهرة عام 1937 بصحبة خالهما راجي أبو السعود وذلك بعد أن تم اعتقال خالهما الأول/ سليم من قبل الاحتلال البريطاني وذلك للالتحاق بوالده وبقية أشقاءه.
أكمل فتحي دراسته في مصر وبعد أن حصل على الثانوية العامة التحق بكلية الطب حيث تخرج منها عام 1962، غادر بعدها إلى دولة الكويت للعمل هناك.
كانت بداية نضاله الإنساني تأسيسه لنواة الخدمات الطبية في حركة فتح، ثم أدرك هو وأخوه له أهمية أن لا يحصروا نشاطهم ضمن دائرة ضيقة تقتصر على علاج الجرحى، بل يتعداها ليشمل ليس أسرهم وعائلاتهم، فحسب وإنما أبناء شعبهم الفلسطيني في مخيمات الأردن وسورية ولبنان والتجمعات الفلسطينية في الدول العربية الأخرى، وبناءً على ذلك تبلورت هذه الفكرة ونضجت في عقل د. فتحي وباقي الأخوة من مؤسسي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وواضعي اللبنة الأولى في صرحها.
وتجسدت الفكرة ببدايات متواضعة تمثلت بإنشاء أول عيادة للجمعية في مخيم ماركا (شنلر) الواقع في ضواحي العاصمة عمان، معتمدين في ذلك على دعم شعبهم لهم وجهود شبان المخيم.
بتاريخ السادس والعشرين من شهر كانون أول عام 1968م وهو موعد الإعلان الرسمي عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلَّا وكانت أكثر من عيادة ومؤسسة صحية واجتماعية مجسدة على أرض الواقع تقدم خدماتها لمستحقيها من أبناء المخيمات ومنذ ذلك التاريخ أخذت العيادات والمراكز والمستوصفات تنتشر في تجمعات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وخاصة في لبنان وسورية ومصر وأخذت خدماتها تتطور كماً ونوعاً، بحيث غدت الجمعية تقوم بعمل وزارتي صحة وشؤون اجتماعية، ويعتمد عليها أبناء المخيمات أعتماداً كلياً، من جهة احتياجاتهم الصحية والاجتماعية.
لقد ارتبطت انجازات جمعية الهلال الأحمر الحضارية والإنسانية لشعبنا وجمعيته باسم الراحل د. فتحي عرفات، فلا تذكر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الَّا ويرتبط اسمه باسمها.. لقد تماهت شخصيته بكيان الجمعية بحيث أصبحت جل اهتماماته، وكانت على حساب حياته الخاصة وحياة أسرته، لقد كان تطوير وتوسيع عمل الجمعية شغله الشاغل.
– في عام 1972م أصبح د. فتحي عرفات الأمين الفخري للمجلس التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب.
– في عام 1982م أنتخب د. فتحي عرفات نائب الرئيس لمجلس وزراء الصحة العامة بمنظمة دول عدم الانحياز.
في عام 2006م تم الاعتراف بالجمعية من قِبل جمعية الصليب والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كان الدكتور/ فتحي عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح وعضواً في المجلس الوطني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
توفي د. فتحي عرفات بتاريخ 1/12/2004م بعد صراع مرير وطويل مع المرض حيث أصيب به قبل ثلاث سنوات وأجريت له عملية استئصال لجزء من أمعائه.
من أقوال د. فتحي عرفات:
نبني دولتنا على أسس حضارية حتى يتمتع شعبنا وأطفالنا بما تستمتع به شعوب العالم أجمع.