أكد د. ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات أن الرافعة الأساسية للنضال الفلسطيني، هي الرافعة العربية، وعلينا المحافظة على العلاقات الفلسطينية مع الدول العربية وتعزيزها وبنائها على أسس واضحة دون التدخل بالوضع الداخلي الفلسطيني.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية بعنوان "القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، ما العمل؟" نظمتها دائرة الإعلام في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح/ اقليم نابلس، لمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، والذكرى الحادية والثلاثون لإعلان وثيقة الاستقلال، في قاعة الكنيسة العربية الأرثوذكسية في المدينة.
وأضاف أن الرافعة العربية انتابها ضعف شديد لأسباب عديدة منها الدمار الذي تعرضت له بعض الدول، والأوضاع الداخلية بها، ونتيجة لهذا الضعف للحالة العربية انعكس ذلك على الأطراف الدولية التي لم تعد تأخذ القضية الفلسطينية بنفس الجدية التي كانت عليها سابقا.
وأشار إلى أن بعض التيارات في العالم نجحت في ربط الإرهاب والهجرة غير الشرعية بالعرب والاسلام، وذلك أثر على العلاقة العربية الأوروبية بشكل عام.
ولفت القدوة إلى أن السياسات الايرانية في المنطقة، أدت الى استعانة العرب بأمريكا لحمايتهم وكانت من الأسباب التي أثرت على القضية الفلسطينية أيضا.
وقال: إن الأمن القومي هو مهمة عربية وتأجيره لأي جهة أجنبية سيلحق ضررا بالمنطقة العربية جميعها. علينا أن نخوض حوارا جديا مع الأخوة العرب من أجل تصحيح كل المفاهيم ووضع حد لعدد من السياسات على أرضية عربية وليست طائفية، وتشكيل جبهة واسعة لمواجهة المخاطر.
وأضاف القدوة أنه آن الأوان لمراجعة آليات العمل المشترك بحيث تشعر كل دولة عربية بأن هناك فائدة منها، ومراجعة الاستراتيجيات العامة لمواجهة المخاطر.
وأشار إلى أن الخطر الذي تمثله السياسات الاسرائيلية لا يتعلق فقط بالشعب الفلسطيني بل يطال الكثير من الدول العربية.
ونوه الى أن نفوذ الجماعات الانجيلية (المسيحيين الصهاينة) في الولايات المتحدة لعب دورا متزايدا في تقرير السياسات الدولية.
وعلق القدوة على سياسة الإدارة الأمريكية التي يقودها الرئيس ترامب، بأنها سياسة شرق أوسطية ثابتة وواضحة يتعامل بها ترامب نفذت العديد من الخطوات التي تنقلب على القانون الدولي الانساني وعلى الادارات الأمريكية السابقة، لتمكين اليمين الاسرائيلي المتطرف بإقامة اسرائيل الكبرى.
موضحاً أن إدارة ترامب عملت على إلغاء حل الدولتين وسحب التأييد التي أتخذت ضد المستعمرات، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتراف بأنها عاصمة لاسرائيل، وأنهى وجود القنصلية الأمريكية في القدس بعد 138 سنة من تواجدها، كما أوقف التمويل عن وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الأنوروا وقطع كافة المساعدات عن السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، كل تلك الممارسات تأتي تنفيذاً لسياسة واضحة محددة لخدمة التيارات الاسرائيلية المتشددة.
وأشار إلى أن تصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مايك بومبيو جريمة اضافية كبرى، وأنها تشير إلى قانونية المستوطنات الاستعمارية وأنها أرض غير محتلة، وبذلك إنكار واضح للحق الفلسطيني.
وقال القدوة أن اصلاح الوضع الداخلي بانهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، هي أولى خطوات المواجهة لتلك الممارسات الإسرائيلية الأمريكية، مشيراً إلى أن حماس لم يعد لها خيارات استراتيجية وعليها التخلي عن الحكم في قطاع غزة مقابل شراكة سياسية على أرضية وطنية.
والخطوة الثانية تأتي بتحديد الهدف الوطني بشكل أكثر دقة ووضوح، والتمسك بالاستقلال الوطني على حدود الرابع من حزيران67، وأن أي تلاعب في الثوابت الوطنية هو تشريع للمستعمرات الاسرائيلي، ولا اجتهادات بذلك.
كما أن الخطوة الثالثة تأتي بتعريف الخطر المركزي، وهو الاستعمار الاستيطاني للآراضي الفلسطينية، مشدداً على أن ذلك يقوم بتحريم العمل في المستوطنات والتعامل مع منتجات المستوطنات، واعدام أصحاب الشركات الفلسطينية الموجودة بالمستوطنات الاسرائيلية.
ونوه القدوة إلى موضوع الانتخابات التشريعية والرئاسية بأن الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي تقود للانتخابات وليس العكس، ويأتي ذلك بتثبيت العمل الديمقراطي بكافة المؤسسات.