استضافت قاعة المنتدى في متحف ياسر عرفات اليوم الأربعاء 2025/02/25، فعالية إطلاق معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، العدد السابع من المجلة النصف سنوية تحت عنوان (أمننا القومي)، بحضور شخصيات اعتبارية عديدة، وكتاب.
وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وجميع شهداء الوطن العربي وفلسطين.
ورحب د. أحمد صبح رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات بالحضور مؤكداً على من قاعة المنتدى وبالقرب من ضريح الرئيس المؤسس ومن خندقه الأخير تقوم المؤسسة باستضافة إطلاق العدد السابع من مجلة معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي وما تحمله من معاني مهمة في هذا العدد (الكيان والكينونة الفلسطينية).
وأضاف إن المؤسسات والدول تبنى إداريا على قواعد وهي العمل بفريق وتبادل المعلومة مع الشخص المناسب وتأمين التشبيك الأفقي في المؤسسة لننتج انتاجاً فكرياً قادراً على أن ينفذ ويطبق.
وتابع، أن لشعبنا حقوق وطنية غير قابلة للتصرف، مشيراً إلى أن أي محاولة للمس بمنظمة التحرير تقود إلى جهنم، فإذا ضاع التمثيل ضاعت القضية والحقوق والهوية.
وقال مدير عام المعهد حابس الشروف، إن هذا الاصدار الجديد يأتي تتويجا لقرار النخبة الاكاديمية في هيئة تحرير المجلة، بضرورة إحداث نقلة نوعية في هذا العدد، بما يشمل تطويرها لتصبح مجلة علمية أكاديمية محكمة نصف سنوية سعيا منها لرفعة مكانة المجلة على جدول التصنيف الاقليمي والدولي.
وأضاف، أن هذا العدد تحت عنوان (الكيان والكينونة الفلسطينية) وفي سياق أكاديمي مميز، عرض فيها الباحثون تسع اوراق علمية محكمة، تحت مظلة مصفوفة الامن القومي الفلسطيني التي تعمل لجنة مختصة من الباحثين في المعهد على صياغتها، وسلطت مزيدا من الضوء بتحليل مُعمق وتوصيات قابلة للتنفيذ لصاحب القرار.
وأشار إلى أن هيئة تحرير المجلة ستعلن قريبا عن بدء استقبال الاوراق العلمية للعدد الثامن المتوقع اصداره خلال شهر حزيران (7) من هذا العام، تحت عنوان (أرض كنعان أرض خالصة للشعب الفلسطيني)، وأن النشر متاح لجميع الاوراق العلمية التي تراعي معايير التحكيم الدولية وسياسة هيئة تحرير المجلة.
بدوره، قال وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، إن عدوان الاحتلال يستهدف كل المؤسسات التعليمية داخل فلسطين، مشيرا إلى أن هذا العدد إنجاز علمي في ظل هدم الجامعات والمدارس داخل قطاع غزة، ومحاولة العدو تجهيل أبنائنا من خلال هدم المدارس وحرمان مئات آلاف الطلبة من التعليم.
وأضاف، أن التنمية والتقدم مهمة في بناء مجتمعنا من خلال الباحثين في كل المجالات، منوها إلى أن الوزارة تعقد مؤتمرا للباحثين لتوجيههم في قطاعات مختلفة للعمل بها في المجالات المختلفة بالشراكة مع الجهات المختصة.
من جانبه، قال وزير الثقافة عماد حمدان، إن هذا العدد يتضمن ثمانية أبحاث، تتناول قضايا محورية، تندرج تحت عنوان "الكيان والكينونة الفلسطينية"، ويأتي في مرحلة مفصلية من تاريخ نضالنا الوطني، يشهد فيها العالم تحولات كبرى، وتعيش فلسطين تحديات وجودية، تتطلب منا جميعا التكاتف الفكري، والسياسي، والثقافي، من أجل تعزيز صمود شعبنا وحماية هويتنا الوطنية.
وأضاف، يعبر العنوان بعمق، عن معركة الفلسطيني المستمرة، في الحفاظ على وجوده وهويته في مواجهة محاولات الاقتلاعِ والطمس، فمنذ عقود، يسعى الاحتلال الإسرائيلي، إلى تفكيك الكيان الفلسطيني بجغرافيته وشعبه وتاريخه، ويعمل على تشويه الكينونة الفلسطينية، تلك الهوية التي تُعبّرُ عن امتدادِنا التاريخي والحضاري في هذه الأرض.
وتابع، أن المواجهة مع الاحتلال ليست مواجهة عسكرية أو سياسية فحسب، وإنما هي مواجهة معرفية وثقافية، تهدف إلى تثبيت الرواية الفلسطينيةِ الحقيقية، في وجهِ آلةِ الإعلام والدعايةِ الصهيونية، التي تسعى إلى إعادةِ صياغةِ التاريخ وتبريرِ الاحتلال، وهنا تتجلى أهميةُ هذا العددِ من المجلة، الذي يعكسُ من خلالِ أبحاثِهِ العميقة، رؤية علمية أكاديمية، تتناول محاور استراتيجية، ترتبط بالأمن القومي الفلسطيني وتحديات المرحلة الراهنة.
وبين، أن هناك محورا آخر يتحدث عن الاختراقاتِ السيبرانية وانعكاساتِها على الأمنِ السياسي الفلسطيني، وأيضا يتحدث عن التحولات السياسية في إسرائيل، والدبلوماسية الرقمية ودورها في تعزيز الرواية الفلسطينية، وقضية المجتمع المدني المقدسي، الذي يُعدُّ الخطَّ الأماميَّ في معركةِ الدفاعِ عن عروبةِ القدس وهويتِها.
وقال، إنه لا يمكنُ إغفالُ دورِ منظمةِ التحريرِ الفلسطينية باعتبارِها الممثلَ الشرعيَّ والوحيدَ للشعبِ الفلسطيني في الحفاظِ على الهويةِ الوطنية، وبخاصةٍ في القدس. ومن المهمِّ اليوم، أكثرُ من أي وقتٍ مضى، أن تعملَ كافةُ القوى الوطنية على توحيدِ الصفوف وتطويرِ رؤيةٍ وطنيةٍ جامعة تحمي الكيانَ الفلسطينيَّ من التفكك وتحافظُ على الكينونةِ الفلسطينية كقضيةِ عدالةٍ وحريةٍ واستقلال.
إلى ذلك، قال رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، إن وجود مراكز الابحاث أمر مهم، ونحن في مرتبة متدنية في الابحاث على عكس دولة الاحتلال التي تركز على هذا الأبحاث.
وأضاف، أن مراكز الأبحاث عقل الدولة وتساعد على سد الفجوة بين السياسة والمعرفة، مبينا أن القوة تدور رحاها في الجامعات، وتمثل القوة التفكيرية رصيدا استراتيجيا، لذا أصبحت مراكز الابحاث مقياسا لتقدم الدول كونها تنتج الافكار والمعرفة.
وذكر مثالا أن المجتمع المدني المقدسي هو الذي يتصدى لمحاولات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة من قادة تاريخيين ومفكرين في القدس، ومؤسسات ومراكز ثقافية وعلمية وفنية.