معرفتي بعرفات بدأت في عام 1950 في مركز تدريب الضباط الاحتياط، حيث كان هذا المركز يقوم بتدريب الطلبة حتى يصبحوا بعد ذلك ضباط احتياط، وكان المركز يسمح للطلبة الفلسطينيين بالانضمام إلى تدريباته مع الطلبة المصريين. وكان وقتها ياسر عرفات طالباً في كلية الهندسة. منذ أيامه الأولى كان عرفات حماسياً ويشارك في الأحاديث السياسية ويستطيع لفت الانتباه. وكان يحب مصر بشكل ملحوظ وكان أسلوبه يشبه أسلوب الاخوان المسلمين.
مع ظهور حركة «فتح» لمع نجم عرفات وتوثقت علاقتنا حتى أصبحنا أصدقاء.
ابو عمار رمز وطني وعربي كبير أنشأ «فتح» وكون الكوادر وجعلهم ينفقون على التنظيم حتى لا يكونوا تحت رحمة أحد. وبدأ هو ورفاقه نشاطهم في العمل العسكري، ثم أضافوا له العمل السياسي، وهذا يؤكد أنهم استوعبوا مبكراً انه لا بد من نضال سياسي من أجل الاعتراف بهم. الوقائع تؤكد أن عرفات شخص ذكي وعبقريته تمثلت في انجازه اتفاق أوسلو، ودفع اسرائيل للاعتراف بأن منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وعاد إلى أرضه ودفن في رام الله وهو انجاز مهم.
*أحد الضباط الاحرار الذين قادوا ثورة يوليو1952 في مصر