الذكرى الـ25 لعودة الرئيس الشهيد ياسر عرفات لأرض الوطن

2019-07-01

 

يُصادف اليوم الأول من تموز الذكرى الـ25 لعودة الرئيس الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" لأرض الوطن، حين استقبلته جماهير الشعب الفلسطيني بحماسة بالغة مرددة هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار".

ففي الأول من تموز من عام 1994 كانت فلسطين على موعد خاص مع القائد "أبو عمار"، كانت تلك هي الـمرة الأولى التي يعود فيها إلى أرض الوطن، ليس كفدائي متخفٍ، بل في إطار اتفاق أوسلو الذي وقعت عليه منظمة التحرير، معززاً باعتراف دولي وأمام عيون الملايين في العالم الذين تابعوا عبر الشاشات مشاهد عودته.

ففي الساعة الثالثة من بعد الظهر، قبّل عرفات أرض الوطن على الجانب الآخر من الحدود وأدّى الصلاة شكراً وحمداً لله على العودة إلى وطنه بعد 27 سنة من الغياب القسري، أوصله إلى الحدود الفلسطينية في غزة الرئيس المصري السابق حسني مُبارك.

تدافعت الحشود من كل الجهات على "أبو عمار".. وكانت الطريق مزينة بالأعلام الفلسطينية وبصور عملاقة للرئيس عرفات.

اكتظ ميدان الجندي الـمجهول في غزة بعشرات الآلاف من المتعطشين إلى رؤيته.. ليشاهدوا عن بعد ذلك الفدائي العائد.


وفي اليوم التالي، عبَر قطاع غزة بسيارته، متوقفاً من حين لآخر لـمصافحة الناس. اشتدت حماسة الجماهير، فأمر أبو عمار رجال الشرطة بأن يدَعوهم يقتربون منه ويلـمسونه.

وفي الثالث من تموز انتقل عرفات من غزة إلى أريحا على متن طائرة مروحية، وخرج المواطنون لاستقباله بحماسة أعادت إلى الأذهان مشاهد غزة.. بل وفاقتها..انهار حاجز الأسلاك الشائكة الـمزدوج الذي يحمي الـمنصة تحت ضغط الجماهير، وهتف عرفات مطولا مع الـمتظاهرين بـ"الروح بالدم نفديك يا فلسطين".

وفي الـمقر الجديد للسلطة الوطنية الجديدة في مدينة أريحا بالضفة، أدت الحكومة الفلسطينية الأولى اليمين الدستورية، ردد عرفات، ومن ورائه 12 وزيراً "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لوطني، ولقيمه الـمقدسة ولترابه الوطني، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أعمل لـمصلحة الشعب الفلسطيني، وأن أقوم بواجبي بإخلاص. والله شاهد على ذلك".

ومن مقره في "المنتدى" بغزة، بدأ عرفات معركة بناء السلطة الوطنية وإقامة مؤسساتها.