أطلقت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الثلاثاء الموافق 2023/9/26، كتاب متحف ياسر عرفات 2023 "دليل المتحف"، خلال مؤتمر صحفي عقدته في قاعة المنتدى في المتحف، بحضور عدد من الشخصيات السياسية، والوطنية، وكتاب وأدباء، وحشد من الجمهور المهتم.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني، وبعدها بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد ياسر عرفات وكل الشهداء.
قال د. أحمد صبح مدير عام مؤسسة ياسر عرفات، إن متحف ياسر عرفات " متحف الذاكرة الفلسطينية المعاصرة" اليوم في إطلاق هذا الدليل يُكمل أحد المتطلبات الرئيسية بالعرض المتحفي المتكامل، مشيراً إلى أن هذا الكتاب الذي نطلقه اليوم باللغة العربية نأمل أن نُطلق نسخته الإنجليزية قبل نهاية العام الحالي، وهنالك جهود لإطلاق نسخة منه باللغة بالفرنسية خلال العام القادم.
وشكر صبح كل الذين قاموا على العمل وبذل الجهد منذ اليوم الأول لوضع حجر أساس متحف ياسر عرفات، وصولاً إلى هذا الدليل.
وأشار صبح إلى أن السنوات الخمس الأولى من عمر المتحف شهدت 200 ألف زائر، مبتدأين باللغتين العربية والإنجليزية، لنضيف لغات أخرى للعرض المتحفي لنصل إلى 9 لغات منها، الفرنسية والاسبانية والروسية والعبرية والبرتغالية.
وأكد على أن أهم ما ميز هذه السنوات هم حضور الأبناء والأحفاد، والزائرين الأجانب والرحلات الدراسية، مشيراً إلى أن رسالة المتحف موجهة بالأساس لهذا الجيل الذي سيحمل الراية في المستقبل.
من جهته قال د. حمدان طه عضو لجنة متحف ياسر عرفات (محرر الدليل)، إن منهجية العمل التي اعتمدناها في مكونات الدليل الذي يأتي استكمالاً لجهود المتحف في العرض الدائم والافتراضي والعروض المؤقتة، عملاً بأهداف مجلس المتاحف العالمي (الآيكوم)، في تعميم المعرفة المتحفية، وتأكيدا على دور المتحف للذاكرة الوطنية الفلسطينية في وقت يحتدم فيه الصراع ما بين رواية صهيونية استعمارية ورواية أهل البلاد الفلسطينين.
وتابع طه إن منهجية العمل مستلهمة من تقاليد العمل الدولي المعروفة التي تنطلق من تعريف مجالس الآثار العالمي للمتحف كمؤسسة عامة مفتوحة للجمهور، ويقوم بحفظ وبحث وتواصل وعرض التراث الإنساني وتطويره لأغراض التعليم والدراسة.
وأشار طه إن هذا المتحف يصنف أيضاً كواحد من متاحف المقاومة القليلة في العالم، وأقرب مثل له هو متحف المناضل نيسلون مانديلا في جنوب إفريقيا.
وتابع إن المتحف لا يقدم سيرة الراحل ياسر عرفات فقط، بل يقدم سيرة ومسيرة شعب بأكلمه، ليتحول المتحف إلى منارة ثقافية بارزة تروي قصة نضال الشعب الفلسطيني حتى تاريخ استشهاد الرئيس عرفات 2004.
يقدم الدليل معلومات متكاملة عن سيرة وفصول نضال الشعب الفلسطيني وعرفات الذي مثل الفصل الأول، وتشمل أيضاً نصوصاً تاريخية وشهادات صور نادرة وأفلام ومقابلات ونماذج من يومياته وشهادات حصل عليها من رفاق دربه المناضلون.
وأشار طه إلى أن الدليل لا يدّعي الإحاطة بكل تفاصيل العرض المتحفي، إلا أنه ثمرة عمل جماعي لعدد كبير من المؤرخين والفاعلين بمشاركة مؤسسات وشركات وأفراد.
وقال طه محرر الدليل: "يأتي الدليل في سبعة فصول ومقدمة من 220 صفحة ومعزز بالصور والخرائط والوثائق ويضم ما يزيد عن 600 صورة ووثيقة.
وأشار نظمي الجعبة الباحث والمؤرخ، إن الرواية التي يدور الصراع حولها تبدأ من قبل ثلاثة آلاف سنة، لتصل إلى الرواية الفلسطينية التي كسبنى أجزاءها على الصعيد العالمي، وهذا الرواية تستمر، روايتنا كفلسطينيين ما زالت في البداية، ولم نستطع أن نسوقها كما يجب.
وتابع الجعبة إن رواية متحف ياسر عرفات نموذج لمعالجة فترة تاريخية محددة، نواجه بها مرحلة الصراع مع الحركة الصهيونية.
وأضاف إنه لا يمكن رواية حكاية ياسر عرفات وحدها إلا إذا تم وضع ياسر عرفات في السياق التاريخي للقضية الفلسطينية ، لأنه يشكل حبل مهم في هذه الرواية.
وأكد إن الإصرار على رواية القضية الفلسطينية بشكل مركزي من خلال عرفات وغيره ممن لا يمكن إنكار دورهم هو أحد مهام هذا المتحف الوطني.
وأشار الجعبة إلى أنه هذا الكتاب ليس فقط إنجاز بل حجر أساس في الرواية الفلسطينية الموضوعية التي لا يجب أن لا تندثر.
وفي ذات السياق قال أيمن عودة عضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، من المهم أن الإشارة إلى النقاط المضيئة في المسيرة الوطنية والنضالية الفلسطينية ليكن متحف ياسر عرفات ودرويش والمكتبة الوطنية من تلك النقاط.
وتابع عودة إننا كشعب بحاجة إلى ما بعد الثقة بأنفسنا، وهذا المتحف الذي يُعد مُركباً وشاملاً وهو الأول من نوعه للمحافظة على سيرة زعيم عربي، وهذا يدعو للفخر.
وأضاف عودة إن الحركة الصهيونية بنت عدة متاحف كبيرة داخل دولة الاحتلال، ولكن يمكنك ملاحظة الفروق الجوهرية بين المتحف الحقيقي والاصطناعي الذي يأتيي لبناء حالة اصطناعية كحالتهم، وأكبر دليل على تلك الفروقات مشاركة الناس في متحف ياسر عرفات تفوق تلك المشاركات اليهودية لمتاحفهم.
وتابع إن هذا المتحف لم ينشأ للصمت ولا للنخب الثقافية وإنما تم إنشائه لعامة الشعب، مشيراً إلى أن الثقافة هي الجبهة الداخلية القوية لأي شعب ومن لم يُهزم ثقافياً لم يهزم بعد.
وأشار عودة إلى أن ياسر عرفات الفصل الأطول في التاريخ القضية الفلسطينية، وأبو الوطنية الفلسطينية لذلك هذا المتحف يحمل اسمه أقل تقدير له. فالمتحف كله ثقافة وطنية فلسطينية خالصة وهذا مهم في سياق الحديث عن بناء الهوية الفلسطينية، وفي ظل مواجهة الحركة الصهيونية.