ولد هاني محمد سعيد الحسن سنة 1938م في قرية إجزم قضاء حيفا لأسرة عريقة متدينة متوسطة الحال، مكونة من خمسة أولاد، هم: خالد، علي، هاني، مسعود، بلال؛ وبنتين. وكان والده (الحاج محمد سعيد الحسن) عضواً بارزاً في مجموعات الفدائيين التي شكلها الشيخ عز الدين القسام، ثم أصبح خطيباً لمسجد الاستقلال في مدينة حيفا.
إثر المجازر التي ارتكبها الصهاينة بغية قيام دولة إسرائيل عام 1948م؛ لجأت عائلته إلى لبنان، ثم إلى سوريا التي أنهى دراسته الثانوية فيها. وفي أواخر الخمسينيات انتقل للدراسة في ألمانيا ودرس فيها الهندسة، وذلك في مدينة (دارمشتات)، حيث كان فيها رئيسًا للاتحاد العام لطلبة فلسطين، ومن أنشط الطلبة في الدفاع عن القضية الفلسطينية؛ وفيما بعد حصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام من روسيا.
بدأ بإنشاء قواعد منظمة "طلائع العائدين" مع الشهيد هايل عبد الحميد (أبو الهول)، وذلك قبل الالتحاق بحركة فتح عام 1963م، بعد أن تم الاتصال مع الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" في الجزائر، حيث كان حلقة الوصل بينهما عبد الله الإفرنجي.
كان هاني الحسن أمين سر الحركة (حركة فتح) في ألمانيا الغربية؛ حيث تفرغ للعمل في الحركة بعد حرب حزيران عام 1967م مباشرة.
التحق بدورة عسكرية في الصين عام 1967م من ثلاثين فرداً، أصبح منهم قيادات سياسية وعسكرية؛ حيث كانوا من الصف الأول الذي أرسل لتلقي العلوم العسكرية في الصين.
عمل هاني الحسن مفوضاً سياسياً في الأردن حتى عام 1969م؛ وكان أمين سر إقليم حركة فتح في الأردن بذلك الوقت.
عين هاني الحسن عام 1973م نائباً لمفوض جهاز الأمن والمعلومات في حركة فتح، والذي كان يترأسه الشهيد القائد هايل عبد الحميد.
تقلد هاني الحسن مناصب رفيعة في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح حيث أصبح عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر الرابع للحركة، الذي عقد في مدينة دمشق بتاريخ 22/5/1980م وعين مفوضاً لدائرة العلاقات الخارجية في الحركة.
نسج هاني الحسن علاقات واسعة النطاق مع الكثير من الرؤساء والملوك والزعماء العرب والأجانب، وكان مفاوضاً بارعاً ومتمرساً في إقناع محاوريه وحتى خصومه؛ ولذلك كان يوصف برجل المهمات الصعبة.
بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979م والإطاحة بشاه إيران، عين هاني الحسن كأول سفير لفلسطين في طهران، ثم عين سفيرًا لفلسطين في عمَّان في أوائل الثمانينات.
عمل مستشاراً سياسياً واستراتيجياً للرئيس ياسر عرفات؛ وتولى العديد من أخطر الملفات، فقد تولى إدارة ملف العلاقات مع الفرقاء اللبنانيين خلال مرحلة وجود منظمة التحرير الفلسطينية بلبنان؛ وقد كان ذلك أشبه بقبوله دخول "حقل ألغام" قد تمزقه شظاياها في أية لحظة؛ إلا أنه أثبت جدارته في هذا الملف؛ ما دعا عرفات إلى إسناد مهمات أخرى إليه أكثر أهمية؛ حيث كان واحداً ممن قاموا بإعادة ترتيب "البيت الداخلي الفتحاوي"، بعد خروج الحركة من لبنان، وأعاد التوازن التدريجي لها بعد هذه الضربة القاسية، حتى بداية الانتفاضة الأولى، وعمل مفوضًا لدائرة العلاقات الخارجية في الحركة منذ تأسيسها وحتى عام 2003م.
أثناء حرب عام 1982م والتي استمرت لمدة ثلاثة أشهر، وكانت أطول حرب- لعب هاني الحسن دوراً بارزاً كمفاوض أساسي مع (فيليب حبيب) المبعوث الأمريكي.
في المؤتمر الخامس لحركة فتح الذي عقد في العاصمة التونسية في شهر 8/1989م أعيد انتخاب هاني الحسن عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح، واستلم مهمة العلاقات الخارجية، وعين عبد الله الإفرنجي نائباً له.
عاد هاني الحسن إلى قطاع غزة سنة 1995م؛ رغم أنه عارض اتفاق أوسلو 1993م، وعمل مستشاراً سياسياً للشهيد ياسر عرفات، وتقلد منصب وزير الداخلية في الحكومة الخامسة لعام 2002-2003، وأوكلت إليه من خلالها مهمة توحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في ثلاثة أجهزة.
كلفه الرئيس الشهيد ياسر عرفات قيادة مفوضية التعبئة والتنظيم في الوطن منذ العام 2002-2007 ، وبعد رحيل الشهيد أبو عمار استمر في عمله مستشاراً سياسياً للرئيس محمود عباس.
أثناء انعقاد المؤتمر السادس للحركة في بيت لحم عام 2004م اعتذر هاني الحسن عن عدم استطاعته تقلد أي منصب سياسي وذلك للوضع الصحي الذي يمر به.
توفي هاني الحسن في العاصمة الأردنية إثر إصابته بجلطة دماغية في 6 تموز 2012 ودفن في مدينة رام الله.
هذا وفي إطار حرص الرئيس محمود عباس( رئيس دولة فلسطين) على تكريم القادة المؤسسين والرعيل الأول للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية؛ وفاء لتاريخهم النضالي؛ فقد منح هاني الحسن بتاريخ 17 نيسان 2014 وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا.