الذكرى التاسعة لرحيل سيد الكلمة الشاعر محمود درويش

2017-08-09

تصادف اليوم 9 اب الذكرى السنوية التاسعة لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وفي ذكراه دعونا نتعرف اكثر على هذه القامة الفلسطينية الكبيرة

ولد محمود درويش في 13/3/1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) في الجليل  ، وهو  الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات .
 

لجأ  في العام 1948 الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك سنة واحدة  ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام ..البروة ).   
 

اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان يخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف قرب قرية  الجديدة .
 

بدأ يكتب الشعر وهو في السابعة ، وكان الاول في موجة من الشعراء الذين كتبوا من داخل اسرائيل  عن الشعب الفلسطيني وقضيته  ، عندما كانت رئيسة الحكومة الاسرائيلية في تلك الفترة غولدا مائير تقول علنا "لا يوجد فلسطينيون".
 

انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" ، التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر،واستقر في شبابه في مدينة حيفا. 
 

تحولت قصيدته الشهيرة "بطاقة هوية" التي يخاطب فيها شرطيا اسرائيليا صرخة تحد جماعية للاحتلال الاسرائيلي. يقول فيها "سجل انا عربي ورقم بطاقتي 50 الف" ما ادى الى اعتقاله في العام 1967.
 

تعرض لمضايقات سلطات  الاحتلال الاسرائيلي  ،واعتقل اكثر من مرة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى العام 1972 حين غادر الى موسكو ثم  الى القاهرة ،وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ،
 

 شغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية.
 

أصدر  في العام 1980 مجلة  الكرمل ، التي انتقلت فيما بعد الى قبرص قبل ان تستقر اخيرا في رام الله،وظل رئيسا لتحريرها حتى وفاته.

 انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لعدة دورات متتالية و استقال  درويش من  عضوية اللجنة التنفيذية  بعد توقيع  اتفاق اوسلوفي العام 1993.
 

 أقام درويش  في السنوات التي تلت الخروج من بيروت  في العام 1982متنقلا بين قبرص وتونس وباريس وعمان . 
 

كتب محمود درويش اعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تلاه الرئيس ياسر عرفات في الدورة الثامنة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 15/11/1988.
 

عاد الى الاراضي الفلسطينية في العام 1996 وأقام في رام الله.
 

شغل منصب رئيس اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين . وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:جائزة" لوتس" عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، درع الثورة الفلسطينية عام 1981.،لوحة اوروبا للشعر عام 1981،جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 198. جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام  1983، جائزة الامير كلاوس ,جائزة الاكليل الذهبي ،جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري ادونيس في العام 2004. وكانت اخر جائزة  حصل عليها  هي"الاركانة" المغربية في العام 2008 . 
 

 ترجمت اعماله الشعرية لاكثر من 20 لغة ،واعتبر شاعر المقاومة الفلسطينية ،كما اعتبره مثقفون عالميون "شاعر الانسانية" . وكان درويش من الشعراء القلائل الذين يكتبون نثرا لا يقل في خصائصه و صفاته وجماله عن شعره.  
 

توفي  محمود درويش في 9/8/2008بعد خضوعه  لعملية "القلب المفتوح "، التي دخل بعدها في غيبوبه أدت إلى وفاته في المركز الطبي في هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية .وكان سبق ان اجريت لدرويش عمليتان جراحيتان في القلب عامي 1984 و1998.
 

نقل جثمانه الى رام الله ودفن في ضريح خاص يوم 13/8/2008قرب قصر الثقافة  في ارض مرتفعة تطل على القدس.