حديث لياسر عرفات حول التطورات الراهنة في أزمة الشرق الأوسط.[1977/8/31]

2015-12-07

إن الاتحاد السوفيتي صديق مخلص ومجرب للشعوب العربية ويقف دائما إلى جانب قضيتهم العادلة.

وخير تأكيد لذلك هو نتائج زيارتي الحالية إلى موسكو والمباحثات التي أجريتها مع اندريه غروميكو وزير خارجية الاتحاد السوفياتي.

إن المباحثات مع اندريه غروميكو عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي كانت صريحة وودية وناجحة جدا.

إن الزيارة الحالية للاتحاد السوفياتي ذات أهمية كبرى أيضا لأنها تتم في فترة خطيرة للغاية بالنسبة لقضية السلم في الشرق الأوسط.

إن هذه الفترة تتسم بحدوث تصعيد جديد للعدوان الإسرائيلي في جنوب لبنان وكذلك اتخاذ تل أبيب قرارا بفرض سيادتها الكاملة على جميع أراضي فلسطين المحتلة.

وأعلنت إسرائيل عن تأسيس ثلاث مستوطنات جديدة في الأراضي المحتلة ونشر مفعول القوانين الإسرائيلية على الأراضي الواقعة على الغرب من نهر الأردن وعلى قطاع غزة ولا يمكن وصف هذه الخطوة إلا بكونها محاولة لتحقيق نية تل أبيب في عدم إعادة الضفة الغربية لنهر الأردن إلى العرب وعدم الاعتراف بالحقوق الوطنية للعرب الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وزادت من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط زيارة سايروس فانس لدى توجهه إلى الشرق الأوسط.

إن هدف زيارته هو التعجيل بالتحرك نحو مؤتمر جنيف للسلام في الشرق الأوسط لكن الأعمال اللاحقة لم تؤكد تصريح فانس المذكور.

إن وزير الخارجية الأميركي حاول أن يتجاهل كليا القضية الفلسطينية التي تعتبر كما هو معروف حجر الزاوية لأي حل لقضية الشرق الأوسط.

إن السبب الآخر لعودة فانس إلى واشنطن خاوي الوفاض يكمن في أن هذه الزيارة قد خطط لها منذ البداية لتكون مناورة أميركية موجهة نحو عرقلة وحتى نسف مؤتمر جنيف الخاص بالشرق الأوسط.

إن بعثة فانس إلى الشرق الأوسط قد أظهرت بأن الولايات المتحدة لم تتخل عن خططها في انه إذا لم يتم نسف مؤتمر جنيف فسيفرغ من محتواه قدر الإمكان.

ومن الأدلة على ذلك السعي إلى إبعاد الاتحاد السوفياتي عن المشاركة في تسوية أزمة الشرق الأوسط.

إن الشعوب العربية وشعب فلسطين تحترم بقدر كبير ليونيد بريجنيف لا بصفته مناضلا غيورا في سبيل السلام في العالم فحسب بل كرجل الدولة الأول الذي دعا إلى الاعتراف بالحقوق الوطنية لشعب فلسطين واحترامها ويدافع لونيد بريجنيف عن موقف الاتحاد السوفياتي الثابت هذا في كافة اللقاءات على أعلى مستوى.

إن قضية الشرق الأوسط لا يمكن أن تحل بشكل وطيد والى الأبد إلا بمساهمة الاتحاد السوفياتي الصديق الأمين للعرب ولجميع شعوب البلدان النامية.

وإذا ما أردنا القضاء على خطر الحرب في الشرق الأوسط فيجب علينا السير في الطريق الصائب الوحيد ألا وهو عقد مؤتمر جنيف للسلام في الشرق الأوسط بصورة عاجلة وبمشاركة ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية فيه على قدم المساواة مع الآخرين.

لقد ظهرت مجددا سحب قاتمة في الشرق الأوسط لكنني آمل أن تبدد هذه السحب. وضمانة ذلك التأييد الثابت لقضية العرب العادلة في أوساط الرأي العام المحبة للسلام كلها والاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية.


(وفا، بيروت، 31/8/1977، ص3)