حديث صحافي لياسر عرفات بمناسبة زيارته للملكة العربية السعودية .[1970/12/20]

2015-12-07

الغرض من زيارتي للملكة مقابلة جلالة الملك فيصل والإخوة المسؤولين للبحث معهم في الأمور التي تجري في الأردن ومدى الالتزام بالنسبة لاتفاقيات القاهرة وعمان التي شارك جلالة الملك فيصل بجهد بارز في وضعها وكذلك لبحث أمور تتعلق بعدة أوضاع وقضايا عربية وقد وجدنا من جلالته تفهما كبيرا حول هذه المواضيع كما تفهم وجهة نظر المقاومة الفلسطينية .

إن اللجنة المركزية قررت الاشتراك في مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي في كراتشي وسنطرح على المؤتمر عدة قرارات منها عدم التزام بعض الدول الإسلامية بقرار المؤتمر الأول المنعقد في جدة حول فتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في هذه الدول وكذلك واجب الأمة الإسلامية تجاه قضية فلسطين وواجب الأمة الإسلامية تجاه التغلغل الصهيوني اقتصاديا وسياسيا وعسكريا في بعض الأقطار الإسلامية .

وباختصار سنقول للإخوة المجتمعين في كراتشي كما قال صلاح الدين ذات مرة : لا أريد دعائكم ولكنني أريد دعائكم إلى جانب سيوفكم .

وبمناسبة انعقاد المؤتمر أود القول بان تحرير فلسطين واجب عربي وواجب إسلامي في نفس الوقت وبقدر مسؤولية الأمة العربية عن هذا التحرير هنالك مسؤولية للأمة الإسلامية وفي الوقت الذي تجتمع فيه الصهيونية العالمية تحت شعار العودة إلى ارض إسرائيل انطلاقا من تعاليم وضعها كهنتهم فيما يسمى بالفردوس الإسرائيلي بأرض الميعاد وما يعلن أن ارض إسرائيل من النيل إلى الفرات وغيرها انطلاقا من ذلك نجد لزاما علينا أن ندافع ضد هذا العدو الذي ينظر ليس إلى فلسطين فحسب بل إلى منطقتنا العربية كلها بكل ما تحوي من مقدسات وبكل ما تحوي من أماكن إسلامية وغيرها . إن هذا يقتضي بالضرورة منا وعيا لطبيعة هذا العدو الذي نحاربه سواء من نحاربه بالمواجهة أو بقواه التي تتغلغل في صفوفنا والجهاد فرض عين على كل مسلم.

هنالك في التنظيمات الفلسطينية أكثر من اتجاه فكري وعقائدي وهذا معروف للجميع لذلك قلنا انطلاقا من أن المقاتل الفلسطيني أينما كان موقعه إنما يقاتل لاسترداد وطنه والعودة إلى دياره قلنا انه لا بد من أن تجتمع كل البنادق والمجاهدين الذين يحملونها لإكمال تنفيذ هذا الموضوع رافعين في تلك المرحلة شعار وحدة البنادق وقد تم ذلك فعلا والخطوات جارية تحت قيادة عسكرية واحدة .

قلنا أن في الساحة الفلسطينية أكثر من اتجاه وأكثر من منطلق فكري أو عقائدي ولكن الشيء المهم أن فتح تمثل المحور الرئيسي للمقاومة الفلسطينية قولا وعملا وفكرا.

وإننا ضد الأعمال التي نرى ضررها اكبر بكثير من مكاسبها ومن ذلك عملية خطف الطائرات التي شجبتها اللجنة المركزية عند حادثة الخطف الأخيرة .

وان ما حدث كان مؤلما ومؤسفا إلا إننا نقول إن في هذه الأمة من الإيمان والعزيمة والتصميم والرجولة ما يمكنها من تخطي جميع الصعاب وهذه الأمة ذات الحضارة التاريخية التي أنارت للبشرية طريقها طيلة 13 قرنا هذه الأمة لا بد أن تنتصر بمشيئة الله .

وأود هنا التأكيد بأن جميع المنظمات الفدائية ملتزمة التزاما كاملا بالاتفاقيات وهناك قرار اتخذ في الاجتماعات الأخيرة بضرورة الالتزام بهذه الاتفاقيات وبأي قرار يصدر عن القيادة ونحن الآن في دور تضميد الجراح وهذا يتطلب جهدا مخلصا من الطرفين.

(وردا على سؤال لمندوب "المدينة" حول صحة التصريح المنسوب للسيد عرفات في مجلة "التايمز" حول الدولة الفلسطينية الديمقراطية قال أبو عمار ):

التصريح نشر محرفا والذي قلته هو إننا نوافق على إنشاء الدولة الديمقراطية الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني سواء ما احتل عام 67 أو عام 1948م وبذلك يمكن أن يعيش الجميع في هذه الدولة بإخاء ومحبة.


[مقتطفات]

الرياض، 20/12/1970

(البلاد، جدة، 22/12/1970)