حديث لياسر عرفات حول المساعي المبذولة لتحقيق تسوية سلمية لازمة الشرق الأوسط [1970/11/25]

2015-12-07

س- باهتمام بالغ تتابع الجماهير الفلسطينية والعربية مختلف المحاولات والمشاريع التي تستهدف فرض تسوية سياسية على شعبنا فما هو رأيكم في هذه المحاولات والمشاريع؟

ج- الحقيقة في نقطة هامة جدا نحن نضعها أمام كل إخواننا النقطة هذه بالنسبة للتسويات السلمية هي أننا لا نتعرف عليها وقد طرحناها في 1/1/65 وطرحناها في 26/8/67 لما أعدنا انطلاقة قواتنا مرة أخرى في الأرض المحتلة .

نحن لا نعرف للتسويات السلمية إلا معنى واحدا إنها استسلام لان معناها انه في الوضع الحالي هناك منتصر يريد أن يسجل مكاسب لانتصاره ويريد أن يجبر شعبنا على أن يوقع صك الهزيمة.

فكيف يريدون الآن وفي الوضع الحالي الأمر الذي رفضناه بعد الهزيمة مباشرة؟ إن وضعنا الحالي بلا شك أحسن آلاف المرات من وضعنا بعد الهزيمة ومع هذا فإنهم يريدون منا في هذا الوقت أن نوافق على أشياء لم نوافق عليها بعد الهزيمة مباشرة فكيف هذا؟.

والآن الثورة الفلسطينية أصبحت ثورة قوية واقفة على أقدامها وتسير بخطى ثابتة كثير من ملامح هزيمة حزيران يونيو قد تلاشى وبدأ يقف شعبنا العربي وقفة جديدة بالنسبة لأي شيء يريدونه ويختص بعملية الاستسلام والتسوية السياسية التي لا نؤمن بها .

ونحن عندما حملنا بنادقنا وخرجنا إلى الجبال وأعلناها ثورة في أرضنا المحتلة نحن من تلك اللحظة آمنا بشيء واحد إن الطريق الوحيد لتحرير هذه الأرض إنما هو طريق الكفاح المسلح الذي مادته تصميم شعبنا وإرادته ومادته بنادقنا ومادته إيماننا الذي لا يتزعزع إن هذه الأرض لنا ولا بد أن تعود وهذه ليست أول مرة سينتصر فيها شعبنا على أعدائه فقد جاء التتار واكتسحوا الخلافة العباسية ثم جاءوا إلى عين جالوت في أرضنا في المنطقة ذاتها التي نحارب فيها اليوم الصهاينة وهزموا في عين جالوت وجاءت الصليبية واكتسحت المنطقة ثم هزمت في حطين والصهيونية ستهزم في هذا الوادي وفي هذه الأرض هذه قناعة .

هناك نقطة مهمة جدا يجب أن يعلمها الجميع إننا كحركة تحرير كثورة تحرير لا نقاتل من اجل تسويات سلمية أو من اجل كسب موقع سياسي وإنما نحن نحارب من اجل تحرير هذه الأرض جميعها .

س- هل يعني هذه أخ أبو عمار أن الكفاح يتجاوز الأراضي المحتلة بعد نكسة حزيران يونيو؟

ج- ثورتنا كانت قبل 5 حزيران يونيو و5 حزيران يونيو حدث طارئ زاد في مسؤولياتنا والتبعات الملقاة على أعناقنا وعلى أكتافنا إننا حركة وثورة تحرير الأرض بكاملها وكل شبر فيها .

س- هل هذا هو منطلق نظرة فتح في رفضها لمشروع يارينغ ولكل الوسطاء؟

ج- لا شك فنحن أصلا لا نتعرف على يارينغ أو غير يارينغ نحن نتعرف على شيء واحد بلادنا نريد استرجاعها والطريق الوحيد هو هذه البندقية فإما أن ننتصر وإما أن نستشهد وكلاهما نحن نرحب به.

المقترحات تتلخص أساسا في الاعتراف بحق الدولة الصهيونية في الوجود وتامين حدودها بصورة رسمية مقابل انسحابها من بعض الأراضي التي احتلتها بعد 5 حزيران يونيو 1967 والنتيجة المنطقية لذلك هي الاستسلام الكامل للنفوذ الاستعماري وتأمين قاعدته العدوانية بعكس ادعاءات فلاسفة الاستسلام ودعاته وأنصاره الذين يحاولون عبثا لي عنق الحقيقة وتقديمها للجماهير بصورة مشوهة وبعيدة عن الملاحظات العينية المباشرة ولقد أصبح جليا الآن أن الانزلاق نحو تأييد الإعلان بقبول مشروح روجرز يعني التصدي للمقاومة الفلسطينية وتصفيتها وبالتالي تصفية الثورة في الوطن العربي كله والذين يمارسون الضغوط والإبعاد ضد حق الفدائيين في العمل في العواصم العربية غدا قد يطلقون عليهم الرصاص.

يا جماهير شعبنا العربي بالسودان

إن شعبنا المناضل الذي صنع تشرين الأول أكتوبر وأيار مايو والذي خرج في المظاهرات الضخمة تدعيما لحركة المقاومة ورفضا لمنطق الهزيمة ومطالبا بالتسليح يرفض رفضا كاملا هذه المؤامرة التي يراد لها أن تكون مقبرة لطموح الكادحين والفقراء العرب خلف رداء السلام الزائف.

إن بقاء المقاومة وتأمينها تأمين لثورة أيار مايو المجيدة في وجه رياح التآمر الرجعي إننا نناشد مجلس قيادة ثورتنا برفض هذه المقترحات والمبادرات مثلما رفض ممثليه في اللجنة الرباعية الرائد مأمون عوض أبو زيد تصفية المقاومة الفلسطينية وأعلن انحيازه الكامل لها ذلك الموقف المجيد الذي شرف وجه السودان الثورة وابرز وجهه العربي الأصيل المعادي للاستعمار والصهيونية والرجعية .

عاش العمل الفدائي طليعة للثورة العربية الاشتراكية وعاش تلاحم جماهيرنا الثورية مع إستراتيجية الكفاح الشعبي المسلح

ولتقبر إلى الأبد كل المحاولات والمشاريع الاستسلامية المشبوهة.

 

25/7/1970

(فتح،26/7/1970)