كلمة سيادة الرئيس القائد بمناسبة الاحتفال بيوم الارض المجيد

2016-01-14

أيها المواطنون الفلسطينيون

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط

الأخوات والأخوة الأحباء

يحتفل شعبنا الفلسطيني في هذا اليوم المجيد احياء لذكرى شهداء فلسطين الذين سقطوا دفاعا عن الارض الفلسطينية سطروا أسمى معاني البطولة والفداء من اجل المحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية وعلى التراث الحضاري والتاريخي للشعب الفلسطيني.

واليوم يجسد شعبنا الفلسطيني اكثر من اي وقت مضى تمسكه بهويته الوطنية وبأرضه ومقدساته وحقوقه غير القابلة للتصرف في مواجهة غول الاستيطان والتوسع في الاراضي الفلسطينية وخاصة في القدس الشريف التي تتعرض لهجمة استيطانية منظمة تستهدف تهويدها بالكامل وذلك بعزلها تماما عن محيطها الفلسطيني وطمس معالمها الحضارية الدينية والتاريخية وشطب هويتها العربية والاسلامية.

اننا ايتها الاخوات والاخوة في مواجهتنا لسياسة الاستيطان ومصادرة الاراضي الفلسطينية ننطلق من موقفنا الثابت والملتزم بإقامة السلام العادل والمتكافىء الذي يستند الى قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات المبرمة وحق شعبنا في تقرير مصيره على ارضه ومن هنا فإن مواصلة حكومة اسرائيل دعم وتمويل وتكثيف النشاطات الاستيطانية لا يشكل تهديدا خطيرا لعملية السلام فحسب بل يتناقض مع روح السلام الذي نسعى لاقامته ومع كافة العهود والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية حيث انه لا سلام ولا امن ولا استقرار مع استمرار الاستيطان ومصادرة الاراضي والممتلكات الفلسطينية.

وفي هذه الذكرى العظيمة ليوم الارض الفلسطيني فإننا نؤكد مجددا على ثقتنا وايماننا الراسخ بحقنا في ارضنا ومقدساتنا وخاصة في القدس الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومهد السيد المسيح عليه السلام فهي في ضميرنا ووجداننا كما في ضمير ووجدان كل المؤمنين مسلمين ومسيحين فلا سلام ولا امن ولا استقرار في المنطقة دون عودة القدس الشريف القدس العربية لأصحابها الشرعيين عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ان شعبنا الفلسطيني واصل ولا زال يواصل تصديه البطولي ومقاومته المشروعة لمخططات الاستيطان ومصادرة الاراضي الفلسطينية على مدار العقود الثمانية الماضية هذه السياسة الاستيطانية التي لا تزال تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه وطمس هويته الوطنية ومهما كانت التحديات والصعاب التي تواجه مسيرتنا الوطنية في هذه المرحلة فإن شعبنا الفلسطيني لن يقبل بتاتا بهذه السياسة الاستيطانية العدوانية سياسة فرض الاملاءات والامر الواقع سياسة الهيمنة المستمدة من لغة الاستعمار وغطرسة القوة.

ان الاستمرار في سياسة مصادرة الاراضي الفلسطينية والاستيطان فيها يتسبب بشكل رئيسي وواضح في خلق اجواء التوتر والكراهية والعنف بإعتباره اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني مثلما هو اعتداء على قرارات الشرعية الدولية وارادة المجتمع الدولي التي ترفض هذه السياسة وتؤيد اقامة السلام العادل والدائم والشامل القائم على مبدأ الارض مقابل السلام والمسستند لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال الاجنبي وفي تقرير مصيرها على ارضها.

ايتها الاخوات ايها الاخوة

يا ابناء شعبنا الفلسطيني

إننا في هذا اليوم المجيد يوم الارض نجدد العهد والقسم بمواصلة التصدي لسياسة التوسع الاستيطاني وفرض الامر الواقع القائمة على نهب ومصادرة الاراضي الفلسطينية وافراغها من سكانها الفلسطينيين هذه السياسة التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية الحالية رغم ادانة واستنكار الرأي العام الدولي لها ورغم المخاطر الكبيرة الناجمة عن مثل هذه السياسة و المتمثلة في تفجير الاوضاع والعودة الى دوامة العنف والدمار الى جانب تهديدها بنسف العملية السلمية برمتها متنكرة بذلك للاتفاقات المبرمة مع الجانب الفلسطيني ولكافة العهود والقرارات الدولية ذات الصلة.

وفي هذا اليوم العظيم نجدد التزامنا بالعمل من اجل السلام القائم على العدل والمساواة ونناشد كافة القوى المحبة للسلام والحرية والديمقراطية بذل كل جهد ممكن من اجل احباط وافشال المخططات الاستيطانية التوسعية الاسرائيلية ونخص في هذا المجال قوى السلام الاسرائيلية المؤيدة لاتفاق السلام ولحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة ونطالبها بالتحرك بقوة على كافة الصعد من اجل اخراج عملية السلام من المأزق الخطير الذي آلت اليه واعادتها الى مسارها الصحيح حتى تتواصل هذه العملية على كافة المسارات من اجل اقامة السلام العادل والدائم والشامل الذي يكفل الامن والاستقرار للجميع والذي يمهد الطريق للتعايش والتعاون الاقليمي.

ان دفاعنا عن الارض هو دفاع عن السلام ومن اجل السلام الذي اخترناه عن قناعة وإيمان من اجل مستقبل اطفالنا واطفالهم وحتى نضع حدا لاعمال العنف والارهاب والتطرف التي تحركها قرارات الحكومة الاسرائيلية وسياستها بمواصلة نهب ومصادرة الاراضي الفلسطينية والتوصع الاستيطاني فيها هذه السياسة التي تتنافى مع روح السلام الذي ننشده والذي يحظى بدعم وتأييد كافة القوى المحبة للسلام والحرية والديمقراطية هذا السلام الذي يجب ان يكفل للشعب الفلسطيني انهاء الاحتلال الاسرائيلي لارضه ومقدساته واستعادة حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير وإقامة دولته المستقلة وعاصمته القدس الشريف.