خطاب الرئيس ياسر عرفات في مهرجان البيعة والوفاء في غزة

2016-01-14

بسم الله الرحمن الرحيم

"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"

صدق الله العظيم

أخواتي إخواني الصامدين في غزة التحدي والبطولة.

يا جماهير الصمود والتحدي في غزة وجباليا وخانيونس ورفح غراد وبيت حانون وبيت لاهيا وأبراج العودة وأبراج الندى، المرابطين البواسل في أرضنا الفلسطينية والشتات.

يا كل أسرة فلسطينية صامدة في وجه العدوان الإسرائيلي.

يا أسر وأبناء وأهل الشهداء والجرحى والأسرى في معركة الاستقلال والحرية.

أيها الصامدون الشجعان الأبطال في مواقع الصمود والبطولة.

أتوجه بالتحية، تحية الصمود إليكم جميعاً في كل المدن والمخيمات الفلسطينية والبلدات والقرى الفلسطينية في كل أنحاء فلسطين من رفح غراد إلى جنين غراد ومن الخليل إلى بيت حانون، لأؤكد لكم أن هذا الصمود الفلسطيني الأسطوري شعباً وقيادة في أرض الرباط وفي مواجهة الاحتلال والاستيطان والعدوان الإسرائيلي، لابد وأن يتكلل بالنصر والحرية والاستقلال الوطني تحت راية علمنا الوطني، علم فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بفعل صمودكم وتضحياتكم التي أكدت لهذا المحتل الإسرائيلي استحالة احتلاله واستحالة بقاء هذا الاحتلال واستيطانه ومستوطناته وجدرانه العنصرية في أرضنا الفلسطينية المباركة، وأن على المحتل الإسرائيلي إن أراد الأمن والسلام والتعايش بين الشعبين وبين الدولتين، فعليه أن يعترف بحقوقنا الوطنية الثابتة، وأن يعترف بحق شعبنا في الاستقلال والحرية والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فلا مكان للاحتلال الإسرائيلي في أرضنا الفلسطينية، ولا مكان للاستيطان الإسرائيلي وجداره العنصري حول القدس الشريف ومقدساته المسيحية والإسلامية، وحول أرضنا الفلسطينية، ورغم بطش الاحتلال وغطرسته وجرائم الاغتيالات التي يقترفها ويهدد بها يومياً بحق أبنائنا وقيادتنا، فلا تراجع عن الاستقلال ولا تراجع عن الحرية ولا تراجع عن الدولة المستقلة، وعلم فلسطين سيرفعه شبل من أشبنالنا وزهرة من زهراتنا فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومآذن القدس، ليرفرف عالياً فوق عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين، مسرى سيدنا محمد، صلوات الله عليه وسلم، ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام.

وأقول لكم أيها الأحبة الصامدون المرابطون في كل مدينة ومخيم وقرية وفي الوطن وفي الشتات، إن حياتي ليست أغلى عندي من حياة الشبل او الزهرة من أبنائنا وبناتنا، فكلنا مشاريع شهادة دفاعاً عن هذه الأرض المباركة وعن مقدساتنا المسيحية والإسلامية وفي سبيل القدس الشريف وفي سبيل فلسطين الحرة، وفي سبيل الكرامة الوطنية ودفاعاً عن أمتنا العربية، ومن أجل أن يحيا أبناؤنا وأجيالنا في وطن حر عزيز مستقل بعيد عن وحشية الاحتلال الإسرائيلي وعقابه الجماعي وحواجزه وجدرانه العنصرية وحصاره واغتيالاته الإجرامية ضد مناضلينا وأبنائنا وجماهيرنا البطلة في الوطن وفي الشتات.

إننا صامدون بصمودكم الأسطوري يا أهلنا في أرض الرباط ولن نتراجع مطلاقاً عن هدف الاستقلال والحرية والدولة المستقلة تحت التهديد والوعيد وجرائم الاغتيال قال تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم.

قدرنا أيتها الاخوات، أيها الاخوة، أن نحمل الرسالة وأن نصمد وأن نضحي في سبيلها، فليس أمام شعبنا من أجل حريته واستقلاله وطرد الاحتلال والاستيطان غير طريق الصمود وطريق التضحيات يا شعب الجبارين.

والنصر آت آت قريباً بعونه تعالى في دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بسم الله الرحمن الرحيم (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا)، (إن الله لا يخلف وعده) ومعاً وسوياً حتى القدس حتى القدس حتى القدس بعونه تعالى.
a
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.