مؤسسة ياسر عرفات تحيي ذكرى ميلاد الأديب الثائر ماجد أبو شرار

2024-08-25

أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأحد 2024/8/25، ذكرى ميلاد الأديب الثائر ماجد أبو شرار، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.
وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل ياسر عرفات والراحل الوطني ماجد أبو شرار، وجميع شهداء فلسطين.

ورحب د. أحمد صبح رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات بالحضور، قائلاً: إن هذه الفعالية تأتي ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية-رفاق الدرب"، الذي تُنفذه المؤسسة للسنة الثالثة على التوالي وتُسلط الضوء فيه على رموز وقادة من المؤسسين ورفاق درب الرئيس الراحل ياسر عرفات، مشيراً إلى أن في هذه الفعالية نكون قد أحيينا على مدار ثلاثة سنوات مضت ذكرى ميلاد كل من خالد الحسن، جورج حبش، صلاح خلف، خليل الوزير في السنة الأولى، أحمد الشقيري، د. حيدر عبد الشافي، فيصل الحسيني، سعد صايل في السنة الثانية، محمود درويش، أبو علي مصطفى، ماجد أبو شرار، ونختتم هذا العام 2024 بالراحل سليم الزعنزن.

وتابع صبح من قاعة المنتدى وبالقرب من ضريح الرئيس المؤسس ومن خندقه الأخير تقوم المؤسسة بإحياء ذكرى الأديب الثائر ماجد أبو شرار تكريماً ووفاءاً له، ولما قدمه لفلسطين وقضيتها، 

واستعرض صبح بعض الجوانب والصفات لماجد أبو شرار قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية وعُرف عن كفاءته في التنظيم وقدرته الفائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء، لم يكن رجلاً مكتبياً على الاطلاق بل قائداً ميدانياً كثير التنقل بين المدن والدول.

وأشار صبح أن هؤلاء القادة قدموا حياتهم من أجل فلسطين وقضيتها العادة، وبالرغم من فقدان أغلبهم وهم في أعمار صغيرة إلا أنهم وصلوا إلى أماكن متقدمة في حركة فتح.

واستذكر صبح بأن أول لقاء جمعه مع ماجد كان في المؤتمر الرابع لحركة فتح في العاصمة السورية دمشق؛ مشيراً إلى أن كُل من تعرف على ماجد تعرف على الكثير من اللذين انضموا مبكراً للعمل الوطني، والذيت تاركوا كل ما هو شخصي مقابل كل ما هو وطني، واللذين آمنوا بأن الفدائي أول من يُضحي وآخر من يستمتع بالحياة. 

كما كان له دور فاعل ونشط في تشكيل اللجان الشعبية لنصرة فلسطين في المملكة العربية السعودية وبعض الدول الأخرى لنصرة القضية الفلسطينية. 
وتابع صبح بأن ماجد كان من تيار اليسار الديمقراطي داخل حركة فتح، والذي اعتبرها وسيلة لمزيد من الاصلاح والتطور داخل الحركة.
وفي نهاية كلمته قدم صبح الشكر إلى أبناء ماجد أبو شرار (سلام، وأسماء، ديالا).

كما ألقى كلمة أصدقاء ماجد أبو شرار الكاتب والسياسي نبيل عمرو قال فيها، إن ماجد أبو شرار أحد المجددين في الخطاب السياسي الفلسطيني الداخلي والخارجي؛ والذي عمل من خلال الإعلام الموحد على بث ونشر القضية الفلسطينية بمختلف المحافل الدولية.

وقال: "إن أبو شرار المولود في مدينة دورا والناشئ في مدينة غزة ذلك الجنوبي الذي رسخ معنى الإندماج بمحتلف الأصعدة السياسية والجغرافية، مثّل نموذجاً في الإنصهار بين التيارات المختلفة داخل الحركة العامل على الوحدة في الرؤى والرؤية.

وأشار عمرو إلى أن ماجد صاحب فكر موحد وموقف ورأي سديد ومشورة للجميع، إذ أن أغلب شخصيات حركة فتح وعناصرها كانوا يجتمعون داخل مكتبه في دمشق في سبعينيات القرن الماضي.

وتابع أيضاُ بأن أبو شرار يمتلك حضور شخصي قوي وصاحب كاريزما جعلته تستقطب كل من حوله والتأثير بهم، إذ أنه شكل رأي عام من خلال كتاباته ومنشوراته في المجلات والصحف.

وأضاف نبيل عمرو بأن أبو شرار كان مثقفاً وصاحب علم، وعمل على مبدأ إن لم تكن مثقفاً ومطلعاً على ما حولك لن تنجح بأن تكون سياسي ناجح.
ومن أقوال ماجد بأن القضية الفلسطينية أكبر من أن تُصنف مع هذه الدولة أو تلك، أو مع ذلك الحزب أو تلك الحركة.

وأشار عمرو في ظل الإبادة الجماعية التي نحصل الآن نرى غزة الذي ترعرع فيها ماجد تتحول إلى ركام، وإلى أضرحة جماعية، مشيراً إلى أن هنالك متسلقين على أكتافها، وغزة منتصرة ببقاء أهلها بها. 

وشكر عمرو مؤسسة ياسر عرفات، على هذا البرنامج في إحياء ذكرى كوكبة من القادة الذين لهم بصمتهم في تاريخ القضية الفلسطينية، معبراً عن فخره بالمؤسسة صاحبة الخط السياسي والأخلاقي والوحدوي في المحافظة على إرث أشخاص لا نستطيع التغافل عن تاريخهم.

ومن جانبه ألقى كلمة العائلة في كلمة مُسجلة نجله الأكبر سلام أبو شرار، تحدث في بدايتها عن ماجد الأب والإنسان، إذ قال: "إن فقدان الأب لهو شعور صعب، والأصعب من ذلك كان علينا بأننا فقدناه ونحن في أعمار صغيرة، وأن الأخت الصغرى لنا "داليا" كانت في عمر ثلاث سنوات عند استشهاده".

وتابع بأن الولد بحاجة إلى الأب دائماً كي يكون له السند والموجه له إلى الطريق الصحيح ويعيش معه مراحل الحياة جميعها في تقديم النصائح. 

واستذكر سلام بعض المواقف مع والده؛ في العمل والمنزل، إذ أن والدي ترك لنا انطباع جميل في كيفية التعامل مع الناس في مختلف أماكن تواجدهم سواء في العمل أو الشارع إلخ، بأن يكون التواضع هو أساس التعامل.

وتابع أيضاً تعلمنا من الوالد كيفية تقديم المساعدات للناس وخصيصاً للذين يستحقونها في الحاجة، مع المحافظة والحرص على ممتلكات وميزانيات الحركة.

كما ذكر سلام أيضاً: بأن أول مرة شاهدت والدي يبكي عن استشهاد المصور الفلسطيني هاني جوهرية، التي كانت تربطهم علاقة متينة.

وأكد أبو شرار في نهاية كلمته أننا فخورون جداً بوالدنا لما تركه لنا من إرث كبير وعلمنا التواضع والعمل بإنسانية مع الناس.

وعرضت المؤسسة فيلماً من انتاجها بعنوان "الأديب الثائر" يستعرض سيرة ومسيرة المناضل والمفكر والأديب ماجد أبو شرار واسهامته في الثورة الفلسطينية أدبياً ووطنياً وسياسياً.

وحضر الفعالية أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح وأعضاء من المجلس الثوري وشخصيات اعتبارية عديدة، وكتاب.

كما تتضمنت الفعالية معرض صور بعنوان "صور من الذاكرة الوطنية للراحل الأديب الثائر ماجد أبو شرار".