مؤسسة ياسر عرفات تحيي الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وذكرى أحمد الشقيري

2023-05-28

أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأحد 2023/5/28 ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وذكرى أحمد الشقيري، ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية- رفاق الدرب"، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.

وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، وبعدها رحب د. أحمد صبح مدير عام مؤسسة ياسر عرفات بالحضور، ودعاهم للوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد ياسر عرفات والقائد الوطني أحمد الشقيري، وجميع شهداء فلسطين.

ومن ثم عرضت المؤسسة فيلماً من انتاجها بعنوان "منظمة التحرير الفلسطينية (أحمد الشقيري) يستعرض سيرة ومسيرة الراحل الشقيري واسهامته في بناء منظمة التحرير الفلسطينية، واسهاماته بالعمل الوطني الفلسطيني والعربي.

وقال د. أحمد صبح مدير عام مؤسسة ياسر عرفات، أن هذه الفعالية تأتي ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية"، الذي تُنفذه المؤسسة للعام الثاني على التوالي وتُسلط الضوء فيه على رموز وقادة من المؤسسين ورفاق درب الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وأوضح صبح، أن الهدف من هذا البرنامج، إيصال رسالة للأجيال الشابة، بأن يحمل الجيل الجديد رسالة الثورة والإعتزاز بها وما قدمه الشهداء القادة، وزرع الأمل في النفوس والاستمرار على نهج المقاومة حتى تحرير فلسطين.

ومن جهته قال د. أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تأتي هذه الذكرى تأكيداً على المحافظة على منظمة التحرير كإطار سياسي وممثلاً شرعياً وحيداً لجميع الفلسطينين بمختلف أماكن تواجدهم، مشيراً إلى أنه لو لم تكن منظمة التحرير الفلسطينية لاندثرت القضية الفلسطينية وضاعت الحقوق.

وأضاف مجدلاني إن المنظمة مرت بالعديد من المفترقات ولكنها لم تحييد عن طريق التحرير، وكانت بإطار عربي وحدوي لإنجاز الاستقلال الوطني، كما خاضت المنظمة معارك سياسية في طرح القضية الفلسطينية أمام المحافل الدولية، دون المساس بالجوهر.

وأشار مجدلاني إلى إن الشقيري كان عربياً وحدوياً بامتياز عمل على خلق بيئة لإنشاء كيان يمثل الشعب الفلسطيني في المحافل العربية والدولية للوصول إلى دولة فلسطينية. 

وتابع مجدلاني إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات طور مؤسسات وهيئات منظمة التحرير ولم تعد تقليدية وخلق مضامين جديدة ساعدت في صمودها أمام كل العقبات التي واجهتها لتخرج دائماً بانتصار فلسطينياً وعربياً ودولياً  

وأضاف مجدلاني إلى أن الرئيس محمود عباس انتقل بالقضية الفلسطينية إلى منعطف جديد عام 2012 وجعل من فلسطين دولة عضو غير مراقب في المحافل والمؤسسات الدولية.

وشكر مجدلاني مؤسسة ياسر عرفات على هذا الجهد التحضيري والسياسي في إحياء الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وذكرى ميلاد مؤسسها القائد أحمد الشقيري.

وفي نهاية حديثه طالب عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني جميع الفصائل الفلسطينية بالإنخراط في منظمة التحرير إيماناً بالشراكة الوطنية المبنية على الشرعية، لتفعيل دور مؤسساتها.

وفي ذات السياق قال د. أحمد جميل عزم الكاتب والباحث السياسي في كلمة مسجلة له، إن أحمد الشقيري جزءاً هاماً من قيادة الشعب الفلسطيني منذ بداية القرن العشرين، لتطور مكانته السياسية ما بعد النكبة عام 1948.

وأضاف عزم، بأن الشقيري أحد أعمدة تيار الوحدة الوطنية العربية بعكس والده الذي كان ضمن الدواة العثمانية قاضياً.

وتابع، في ثورة 1936 كان جزءاً من قيادة العمل الوطني وخطيباً مفوهاً ومحامياً فذاً يعمل للقضية الفلسطينية، والذي نادى إلى تنظيم العمل الفلسطيني ليقابل العمل الصهيوني آنذاك، وفي 1945 كانت الزيارة الأولى للشقيري إلى الولايات المتحدة الأميركية، ليؤسس مكتب عربي يُعتبر نواة للدفاع عن الفكر العربي الوحدوي.

وذكر عزم أن نقطة التحول عند الشقيري كانت عام 1946، عندما ذهب مع وفد فلسطيني عربي إلى المملكة العربية السعودية والتقى بالملك عبد العزيز آل سعود والذي قال لهم: "ليس لكم إلا أن تجاهدوا في سبيل وطنكم، ونحن معكم". تلك الكلمات تبلورت فيما بعد لإنشاء منظمة لتحمي الكيان الفلسطيني.

وذكر أيضاَ إن الشقيري بقي جزءاً من السياسة العربية والجامعة العربية، ولعب دوراً مهماً في الثورة المصرية "ثورة الضباط الأحرار" 1952، وكون علاقة جيدة مع الرئيس جمال عبد الناصر، وتعاون مع الجامعة العربية لوصول عبد الخالق حسونة أميناً عاماً لجامعة الدول العربية.
وقال عزم: في عام 1963 أصبح الشقيري ممثلاً لفلسطين في جامعة الدول العربية، وفي ذات الوقت شكل وفداً ضم 18 شخصية ليذهبوا إلى الأمم المتحدة، ويلقي خطاباً وبعد ذلك يعود إلى أرض الوطن.

يذكر أن الشقيري نجح في آيار/ مايو 1964 بتأسيس منظمة التحرير واعتبارها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، لتتكون بكل مؤسساتها المالية والاقتصادية والثقافية والتعليمية ومراكز الأبحاث والدراسات والصندوق القومي. 

وعول عزم بأن استقالة الشقيري عام 1967 من موقعة كرئيساً لمنظمة التحرير إلى الموقف العربي التي أُتخذ في دورة جامعة الدول العربية في الخرطوم.

وأكد عزم بأن استقالة الشقيري أدت إلى حفظ تاريخه وصورته الإيجابية بجميع أشكالها، ليعد مؤسساً وقائداً ومُعلماً فذاً.

وفي نهاية حديثه شدد عزم على أن منظمة التحرير الفلسطينية بنت للكيان والوجود الفلسطيني وما زالت حتى اليوم هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ويجب المحافظة عليها.

وشكر الأستاذ الجامعي د. عزم مؤسسة ياسر عرفات على هذه الفعالية، لما فيها من أهمية في حفظ والتذكير بالشخصيات والأحداث التاريخية للشعب الفلسطيني.

وشارك في إحياء الذكرى عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، والمجلس الثوري وقادة فصائل العمل الوطني وحشد كبير من الجمهور.

كما كان هنالك معرض صور يعرض أهم المحطات التاريخية في حياة الراحل أحمد أسعد الشقيري.