مؤسسة ياسر عرفات تحيي الذكرى السنوية السادسة عشرة لاستشهاد القائد المؤسس (2020/11/10)

2020-10-11

أحيت مؤسسة ياسر عرفات الذكرى السنوية السادسة عشرة لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، في قصر رام الله الثقافي، مساء اليوم الثلاثاء 10/11/2020، وتم الإعلان عن منح جائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2020 لكل من فاروق القدومي ونايف حواتمة.


وأكد د. ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة المؤسسة في كلمته في الحفل، الذي نظم عبر تقنية "زووم" وبث عبر شاشة تلفزيون فلسطين وشاشات أخرى وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، أولوية العمل على مواجهةِ تخريبِ الوعيِ وضرورة المحافظةُ على الهويةِ الوطنيةِ والتمسكُ بالهدفِ الوطنيِ المركزيِ وإنجازُ الاستقلالِ الوطنيِ في دولةِ فلسطينَ المحتلة والقائمةِ على حدودِ ألفٍ وتِسعمائةٍ وسبعٍ وستينْ وعاصِمَتُها القدس. 


وشدد على أنه لا مجال لتفادي المهام اللازِمَة لتحقيق الوحدة، مؤكداً بارتباط ذلك بغزة، والشراكة، والبرنامَج، ويأتي ذلك بإنهاء سيطرة حماس غير القانونية على القطاع، والسماح بعودته للنظامِ السياسيِ والإداري الفلسطينيِ، والشراكةُ السياسيةُ الكاملة في السلطة وفي منظمة التحرير الفِلسطينية، بما في ذلك الديمقراطية والانتخابات.


من جهته أكد د.محمد اشتية رئيس الوزراء في كلمته في الحفل على مواصلة النضال والمقاومة، وتطوير أدوات المُقاوَمَة، وتعبئة طاقات شعبنا في الوطن والشتات، والتعاون مع القوى الحيّة الملتزمة بالحرية والعدل والقوى الصديقة في العالم انجاز الأهداف الوطنية، وفي إطار ذلك السعي لاستعادة الوحدة الوطنية وتجديد أطر العمل السياسي والنضالي.  

وقال د.ناصر القدوة: في كلمته، نلتقي في هذه المناسبة الوطنية بشكل يحمل سلبيات اللقاء غير المباشر وغير الحميم، ولكنه يحمل إيجابيات توسيع اللقاء ومشاركة إخوتنا وأحبائنا خارج الوطن المحتل.


وأوضح ان ذلك بسبب وباء كورونا الذي عاث في الأرض فساداً، وسبب لفلسطين الكثير من المتاعب والمشاكل، وسبب خسائر بشرية وانهيارات اقتصادية وتغيير نمط الحياة. 


وأضاف: في ذكرى الرحيل نلتقي وإسرائيل تتموضع سلباً وخطراً، وبهجومها المتصاعد على الشعب الفلسطينيِ وعلى المنطقة، بانتقالها لمستوى جديد من الإجرام، وبإصرارها على محاولة الاستيلاء على كل الأرض، وإصرارها على التوسعِ جغرافياً، واقتصادياً وأمنياً، ولعب دور القوة المهيمنة.
وتابع: إن دولة الاحتلال تعمل على تخريب الوعيِ الفلسطينيِ والوعيِ في بعض الأماكن الضعيفة في الدول العربية. وتخريب الوعيِ الفلسطينيِ يأتي عبر تخريب الوطنية الفلسطينية من التمسك بالانتماء الوطنيِ.


وأكد القدوة على مواجهة ذلك، والانتصار عليه عن طريق تشخيص المشكلة ووضعَ حلول جذرية، مشيراً إلى الإستفادة من إرث ياسر عرفات وتجربتِه في التوصلِ إلى بعض تلك الحلول.


وأوضح القدوة أن مهماتنا باتت ضرورية في العمل على مواجهة تخريبِ الوعيِ، والمحافظة على الهوية الوطنية والتمسك بها في إنجاز الاستقلال الوطنيِ، وعلينا أيضاً استعادة الوحدة الوطنية، جغرافياً وسياسياً.


وشدد القدوة على أنه لا مجال لتفادي تحقيق الوحدة، في برنامج وشراكة مع غزة بإنهاء سيطرة حماس غير القانونية على القطاعِ، والسماح بعودته للنظام السياسيِ والإداريِ الفلسطينيِ، والشراكة السياسيةُ الكاملةُ في السلطة وفي منظمةِ التحرير الفِلسطينيةِ، بما في ذلك الديمقراطية والانتخابات. 
ومن جهة أخرى قال القدوة: يجب إعادة بناء علاقاتنا العربية، بعد تخلي بعضُ الحكومات عن الفكرة الأساسية في مبادرة السلامِ العربية وقبولِها بتتبيع نفسِها للمركزِ الإسرائيليِ المدعوم أميركياً. كما يجب أيضاً أن نحاول فهم مشاكل وصعوبات الكثير من الدولِ العربية، والتفاعل معها.


وأكد القدوة على أن جوهر الوعيِ يكمن في أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربيةِ، ومن يتخلى عنها يتخلى عن عروبته. وما نحتاج إليه هي إستراتيجية لتقليص الخسائر والمحافظة على العملِ العربيِ المشتركِ حول قضية فلسطين.
وأشار القدوة في كلمته إلى الانتخابات الأميركية الأخيرة، ورحيل إدارة ترامب غير مأسوف عليها، وقال: الإدارة البديلة لن تشكل حلاً سحرياً لمشاكلنا. مؤكداً أن الأمر سيبقى  مناطاً بنا وبقدرتِنا على الفعل والتأثير. 

من جهته أكد د. محمد اشتية رئيس الوزراء، بأن ذِكرى استشهاد ياسر عرفات في هذا العام لها مغزى خاص لأننا أوصلنا رسالتنا للعالم أجمع، أننا لا زلنا نحن ذات الشعب؛ شعب الجبّارين، الذي حاصروه سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً، ومالياً، ليستسلم فيَقبل بتصفية قضيته، ويقبل بما سمي بالصفقة النهائية، التي تُنهي حَق تَقرير المصير، ولكننا أعلنَا للعالم موقفنا، أننا لسنا شعباً يستسلم.
وتابع بأن ذكرى استشهاد ياسر عرفات هي ذكرى انطلاق الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وبالرغم من التحديات، والعقبات، والإضعاف، والإبعاد عن حدود الوطن، وعن الثوابت الوطنية، وفي مُقدَمَتها الدّولة وعاصمتها القدس، كلما أثبتت الحركة الوطنية الفلسطينية، أنها تستند لشعب قادر على النهوض من جديد، وعلى الانتشار في كل مكان، مع بقاء أعينهم تنظر نحو القدس وفلسطين.


وأضاف اشتية تتزامن ذكرى الشهيد أبو عمّار هذا العام، مع أيّام فاصلة، ومهمة، أمامنا فيها عدّة مهام عاجلة، وعلينا تجسيد وحدتنا الوطنية عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية التي تصب أيضاً في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإن ثوابتنا الوطنية ومشروعنا الوطني بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، ليس موضوعاً للمساومة، ولا تستطيع ضغوط دولية، أو مخططات للالتفاف عليها، بترتيبات واتفاقيات وصفقات إقليمية أو دولية، أن تجعلنا نتراجع عنها، ولا يمكن أن نقبل بمقولة أن فلسطين ليست أولوية عالمية، كذريعة للهرب من مواجهة استحقاقات حل قضيتنا وسنتصل بالعالم كله، لنوصل رسالتنا، وإنّ اختلال العدل وعدم إحقاقه في الحالة الفلسطينية يجب أن يُطلق جرس إنذار للعالم أن هذا الاختلال يجب أن يتوقف. 


وقال رئيس الوزراء بأن العودة لرسم استراتيجياتنا التعليمية، والاقتصادية، وبناء الإنسان الفلسطيني، هي في صلب صمودنا المقاوم، لذلك سنواصل خططنا في الانفكاك عن الاحتلال، باعتباره نمط من أنماط المقاومة المشروعة والواجبة في آنٍ واحد. 


وعرضت في الحفل رسائل تحيات عربية لفلسطين ولشعبها ولذكرى ياسر عرفات وجهها أعضاء في مجلس إدارة المؤسسة من دولهم الشقيقة، وهم نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور ممدوح العبادي من الأردن، والدكتور نبيل العربي من مصر والدكتور الصادق فيالة من تونس والدكتور إلياس خوري من لبنان. 
وعرضت المؤسسة بعد ذلك فيلماً وثائقياً قصيراً من انتاجها وإخراج سوسن قاعود حول البعد العربي للقضية الفلسطينية بعنوان" عربية العمق".

من جهته، أعلن د. نبيل قسيس رئيس لجنة الجائزة عضو مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات فوز كل من فاروق القدومي ونايف حواتمة بجائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2020.
وقال إن لجنة الجائزة تلقت عشرات الترشيحات، التي درستها بعناية وفق نظام الجائزة.
وقام القدوة وقسيس بتسليم الجائزة إلى عبد الله حجازي رئيس هيئة المتقاعدين المدنيين نيابة عن المناضل الكبير الأخ فاروق قدومي، وقيس عبد الكريم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نيابة عن المناضل الكبير نايف حواتمة. 
يذكر أن جائزة ياسر عرفات للانجاز، جائزة سنوية تمنحها مؤسسة ياسر عرفات سنوياً منذ تأسيسها في العام 2007، وتتضمن الجائزة مجمساً خاصة وشهادة براءة الجائزة ومبلغاً مالياً وهو خمسة وعشرين ألف دولار أميركي.
وكان الحفل قدأ بدأ الساعة السادسة مساء بالنشيد الوطني الفلسطيني، وآيات من القرآن الكريم رتلها الشيخ فراس قزاز، بدون حضور جمهور في القاعة نظراً لجائحة كورونا، وتولت الإعلامية آلاء كراجة عرافة الحفل.
وتم تقديم أغنية جديدة وطنية ملتزمة من إنتاج مؤسسة ياسر عرفات، شعر الراحل الكبير أحمد دحبور، وتلحين: اياد ستيتي، غناء: منذر الراعي. بعنوان: في وداع الرجل الكبير.