الذكرى الثامنة

نظمت مؤسسة ياسر عرفات، مساء السبت 10/11/2012، حفلا ثقافيًا في قصر رام الله الثقافي، لمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، أعلنت خلاله فوز مستشفى المطلع في مدينة القدس وجامعة النجاح الوطنية بنابلس بجائزة ياسر عرفات للإنجاز 2012 مناصفةً.
ورحب د. ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات في بداية الحفل- الذي استهل بآيات من القرآن الكريم ثم السلام الوطني الفلسطيني- بالمشاركين في إحياء ذكرى رحيل  "القائد المؤسس ياسر عرفات. قائد الشعب الفلسطيني ورمز قضيته الوطنية ومؤسس الحركة السياسية الفلسطينية المعاصرة."
وقال: "كنا قد وعدنا عندما إلتقينا في الذكرى السابعة بانجاز إصلاحات ضريح ياسر عرفات وانجاز متحف ياسر عرفات، متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية قبل الذكرى الثامنة، للأسف نحن لم ننجح في إنجاز ذلك بشكل كامل بالرغم من الجهد المبذول، لقد أنجزت إصلاحات الضريحِ  تقريباً  وأُنجزَ الجزءُ الأكبرُ من المتحفِ، لكن جزءً هاما لم ينجز بعد . 
الأسباب عديدة لكن أهمها هو الأزمة المالية التي تمر بها السلطة، والتي عصفت أيضا بهذا المشروع الوطني المركزي."
أضاف: "نحن نكرر شكرنا للحكومة ولرئيسها د.سلام فياض و بطبيعة الحال لرئيس السلطة الوطنية الرئيس أبو مازن على كل ما قدموه من دعم ونثق أنهم يضعون متحف عرفات ضمن أولوياتهم. أظن أنني  أستطيع القول بالنيابة عن السلطة وعن المؤسسة أننا -وبالرغم من الصعوبات المالية- سننجزُ هذا المشروع  قريباٌ إن شاء الله ."
القدوة: نرفض نبش قبر عرفات
وتحدث القدوة عن ملف ملابسات اغتيال الرئيس ياسر عرفات فقال:" منذ استشهاد الرئيس ياسر عرفات قلنا وبشكل دائم أن وفاته لم تكن لأسباب طبيعية، وأن القائد المؤسس قد تم اغتياله من قبل إسرائيل باستخدام السم" . 
شكل ذلك قناعة راسخة لدى الأغلبية الساحقة من شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية  وكل من لديه إحساس بالعدالة والمنطق. فالشواهد والدلائل كانت كثيرة، تضمنت قرارات رسمية للحكومة الإسرائيلية بإزالة عرفات، ومناقشات بين قيادات إسرائيلية ومع قيادات دولية عالية المستوى من أجل ذلك. ثم جاء الحصار ذاته الذي فرض على ياسر عرفات، ثم ظروف مرضه والتقرير الطبي الفرنسي الذي أكد بوضوح أن حالة عرفات المرضية لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض .كل ذلك وغيره قاد لتشكيل قناعتنا التي لن تتغير  . "
وأضاف: "مؤخرا أضيف شاهد جديد تمثل في العثور على مادة البولونيوم المشعة في مقتنيات عرفات التي احتوت أو لامست جسده، وهو برهان إضافي أكد قناعتنا، وأكد مدى إلحاحَ الانتقال لتحقيق الإدانة الدولية اللازمة ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة والكشف عن أي متعاونين محليين، يجب أن يحدث ذلك وبسرعة، وعلينا الاستمرار في التحقيق والجهد المبذول في هذا المجال ."
وقال القدوة: "مؤخرا خرج علينا البعض بفكرة بغيضة وهي نبش قبر عرفات، أي تدنيس قبره والمساس برفاته، لماذا؟! لا يوجد مبرر لذلك. 
أولاً: نحن نعرف الحقيقة، شعبنا يعرف الحقيقة، والمطلوب ليس مزيداً من الأدلة وإنما المطلوب هو محاسبة القتلة واتخاذ موقف سياسي واضح .
ثانياً: قال نفس المختبر السويسري الذي وجد مادة البولونيوم أن العمر الافتراضي لهذه المادة هو ثماني سنوات، وقد مرّ هذا الزمن بالفعل. فما المطلوب إذاً؟!
ثالثا: الجهة الأخرى التي تريد التحقيق، أي الجهة الفرنسية، يمكن لها الحصول فعلاً على العينات الطبية الكاملة لياسر عرفات، وهي موجودة بحكم القانون في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي .
لماذا إذاً نفتح القبر فيما لدينا العينات التي تم الحصول عليها أثناء الحياة؟ أما إذا اختفت هذه العينات أو جزء منها فهذا هو ما يستوجب التحقيق ولكن هناك.  "
وتابع القدوة قائلا: "قد يرى بعض الإخوة ضرورة مجاراة دعوة نبش القبر. وقد يكون البعض من أصحاب الدعوة حسنو النية. لكن موقفي الرسمي وكفرد من أسرته الصغيرة، وأظنه أيضا موقف أسرته الكبيرة.. أي موقف شعبنا الفلسطيني، لا أرى خيراً أبداً في مثل هذا الأمر. نحن وبما في ذلك كمؤسسة ياسر عرفات نريد الحفاظ على رمزية وكرامة رئيسنا الراحل ونريد أن يبقى راقدا بسلام. وبالمقابل نصر على استمرار الجهد لمعاقبة الجناة والتوصل للمتعاونين معهم ."
واختتم القدوة كلمته : "ندعو الله أن يتغمد برحمته شهيدنا ياسر عرفات وشهداء الشعب الفلسطيني والأمة العربية. ولكم جميعا نقول إنّ موعدنا مع الحرية والاستقلال في دولة فلسطين وعاصمتها القدس، على درب ياسر عرفات قريب، قريب بإذن الله."

فياض: مواحهة التهديدات الإسرائيلية بالوحدة والتمسك بالثوابت الوطنية
وشدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على ضرورة الوقوف بحزم في وجه التهديدات الإسرائيلية، ودعا إلى العمل على ضمان عدم قبول المجتمع الدولي أو تسليمه بمشروعية هذه التهديدات إزاء التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة، كما دعا إلى ضرورة تحقيق الانسجام التام بين مختلف مكونات النظام السياسي، وتمتين جبهتنا الداخلية بأعلى درجات التماسك والوحدة الكفيلة بتعزيز قدرة شعبنا على مواجهة التحديات الراهنة، وقال "ونحن في رحاب روح الشهيد القائد أبو عمار، بأن قدرة شعبنا على مواجهة التحديات الراهنة، والتي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، تتطلب أقصى درجات المسؤولية الوطنية لتحقيق الانسجام التام بين مختلف مكونات النظام السياسي، وتمتين جبهتنا الداخلية بأعلى درجات التماسك والوحدة، كما أنها تتطلب الوقوف بحزم في وجه التهديدات الإسرائيلية، بما في ذلك من خلال السعي لضمان عدم قبول المجتمع الدولي أو تسليمه بمشروعية هذه التهديدات إزاء تحركنا على الساحة الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة حاضنة القانون الدولي والشرعية الدولية ". 
وشدد فياض على أن الزعيم الراحل أبو عمار كان شريكاً مخلصاً لصنع السلام العادل، مشيراً إلى أن شعبنا قدم تنازلاً تاريخياً ومؤلماً في مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988، مؤكداً على أنه لا مجال لمزيد من التنازلات، وقال " لقد كان الزعيم الراحل أبو عمار، كما خلفه الأخ الرئيس أبو مازن، شريكاً مخلصاً لصنع السلام. ولكنه السلام العادل الذي يضمن لشعبنا حقوقه الوطنية كما عرفتها الشرعية الدولية. 
وقال: ياسر عرفات الذي جعل من منظمة التحرير الفلسطينية البيت والخيمة الجامعة لكل الشعب وقواه السياسية، بديلاً عن خيام التشرد واللجوء والتمزق وتذويب الهوية وطمسها... هو ياسر عرفات الذي قاد شعب فلسطين المشرد واللاجئ إلى شعب له حقوق وطنية، وبما أملى على العالم أن يقف معه لتمكينه من أن يعيش حرا في وطن له. وهنا فإنني أؤكد مجدداً أن تحقيق ذلك مرهون بإعادة الوحدة للوطن ومؤسسات شعبنا، الأمر الذي يتطلب ما اعتبره المعيار الحقيقي لمدى الجدية في تحقيق المصالحة، والبوابة الرئيسية لإنهاء الانقسام وتوحيد الوطن، ألا وهو العودة إلى الشعب، والاحتكام لصندوق الاقتراع بإجراء الانتخابات العامة، وبما يمكننا من إغلاق فصل الانقسام، وصون وحدة الشعب وقضيته وحقوقه"، وأضاف "ومن أجل طمأنة الجميع، فلا بأس من الاتفاق ليس فقط على ضمان شفافية الانتخابات ونزاهتها والالتزام بنتائجها، لا بل، والوقوف موحدين للدفاع عنها في مواجهة أية ضغوط، والتوافق على صيغة حكم في مرحلة ما بعد الانتخابات تضمن للجميع فرصة المشاركة الفاعلة فيه.

فيلم "عذرا سيدي الرئيس"
وعرضت المؤسسة فيلماً وثائقياً من انتاجها حمل اسم "عذراً سيدي الرئيس"، رصد خلاله ما وصلت اليه تحقيقات اللجان المشكلة لحل لغز مقتل الرئيس الراحل والى أين وصلت هذه القضية، فيما قدم الفنان جميل السايح عرضاً موسيقياً بعنوان كم كنت وحدك، وأكد من خلاله أن الرئيس الراحل سيبقى "خالداً في ذاكرة الشعب الفلسطيني رغم غيابه الجسدي".
وأعلن د.غسان الخطيب، عضو  لجنة جائزة ياسر عرفات للإنجاز، أن اللجنة تلقت عددا وافرا من الترشيحات الممتازة ومن مؤسسات وشخصيات مهمة وتستحق بكل جدارة الفوز بالجائزة، إلا أن الجائزة كانت من نصيب كل من مستشفى المطلع وجامعة النجاح الوطنية مناصفة هذا العام، مشيراً إلى أن اللجنة تعتمد في اختيار الفائز على مجموعة من الشروط، وهي الأصالة والإبداع والاستدامة والجهد المبذول بالإضافة إلى التقدير الشعبي.
وتحدث د. توفيق ناصر مدير مستشفى المطلع بعد تسلمه لجائزة ياسر عرفات للانجاز للعام 2012 فأكد أن المستشفى يعتز بهذه الجائزة وستعطيه مزيدا من القوة لمواصلة طريقه في خدمة الشعب الفلسطيني وتعزيز الصمود في القدس المحتلة. وأشاد ناصر بما كان الشهيد ياسر عرفات يقدمه من دعم لعمل ورسالة المستشفى ابان حياته.
كما تحدث الدكتور رامي الحمد الله رئيس جامعة النجاح  معربا عن شكره وتقديره للجنة الجائزة ولمجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات على الثقة بالجامعة ومنحها جائزة ياسر عرفات للانجاز للعام 2012 . واعلن تبرع الجامعة بالقيمة المالية للجائزة لصالح مؤسسة ياسر عرفات .
معرض "إعلان نوايا"
وأقامت المؤسسة على هامش الحفل معرضا للوحات بعنوان "إعلان نوايا"، عرضت خلاله لوحات لأبرز العناوين والتصريحات والقرارات الإسرائيلية التي سبقت اغتيال الرئيس ياسر عرفات واشتملت على نصوصا صريحة حول إزالة عرفات والتخلص منه .
وقد تولى الإعلامي زعل أبو رقطي عرافة الحفل .