الذكرى الخامسة

أحيت مؤسسة ياسر عرفات الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس القائد المؤسس ياسر عرفات في حفل ثقافي أقامته مساء اليوم 10/11/ 2009 في قصر الثقافة برام الله 

وبدء الحفل الثقافي  بعزف النشيد الوطني الفلسطيني ثم بآيات من القرآن الكريم، وألقى رئيس مجلس ادارة المؤسسة د. ناصر القدوة كلمة ترحيبية في الحفل قال فيها ان الاحتفالات بإحياء الذكرى الخامسة لرحيل ياسر عرفات تمتاز هذا العام بتنوعها حيث تنظم في عدة محافظات: القدس، بيت لحم، أريحا، نابلس، الناصرة، إضافة إلى الحفل الثقافي في رام الله، وكذلك في بيروت والقاهرة.

وقال: يشرفني أن أرحب بكم جميعا في هذه المناسبة الوطنية الأساسية، مناسبة إحياء الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس القائد ياسر عرفات.

الرئيس الذي نفتقد دوماً وبكل الصور، الرئيس الذي جسد الوطنية الفلسطينية وصاغ مشروعنا الوطني، الرئيس الذي بدأ الثورة وبدأ فتح، والرئيس الذي وضع أسس الدولة وقادنا باتجاه تحقيق الاستقلال الوطني .

نلتقي اليوم فيما أصبح تقليداً سنوياً لنستذكر ياسر عرفات ولنحتفي به ثقافياً، لنستلهم تراثه ولنسهم في إبقاء ذلك التراث حياً يقتدى به.

ونحن في مؤسسة ياسر عرفات نعمل على تخليد ذكرى الرئيس الراحل، والحفاظ على تراثه والاستمرار في نهج عطائه، وذلك وفاءً له، و خدمةً لشعبنا وللقيم الوطنية والديمقراطية التي آمن بها وآمن بها شعبنا الفلسطيني.

أشير هنا إلى أن المؤسسة قامت مؤخراً بتنظيم ملتقى القدس الدولي بالتعاون مع بيت مال القدس الشريف في الرباط. القدس التي سكنت عرفات واستشهد من اجلها. القدس المسألة المركزية للقضية الفلسطينية والتي هي بدورها جوهر الصراع العربي– الإسرائيلي.

أشير أيضا إلى أن العمل الفعلي سوف يبدأ قريباً في متحف ياسر عرفات، متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية، وذلك بعد أن قامت الحكومة باتخاذ قرار بتغطية كافة نفقات إنشاء وتجهيز المتحف. إننا نأمل بأن نقوم جميعا بافتتاح متحف ياسر عرفات ذلك الصرح الوطني الهام قبل الذكرى السادسة لرحيله.

سنمضي في المؤسسة في مهمتنا النبيلة لنسهم في تحقيق أهدافنا الوطنية الفلسطينية التي ناضل من أجلها ياسر عرفات.

في ذكرى ياسر عرفات نترحم على شهدائنا ونتذكر أسرانا، ونحييهم جميعا. ندعو الله أن يتغمد قائدنا برحمته ونجدد عهدنا له على طريق التحرير والاستقلال.

وقال الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء في كلمته بالحفل، إن الشعب الفلسطيني "أحوج ما يكون لاستخلاص العبر من مسيرة الكفاح الطويلة لمؤسس ثورتنا المعاصرة، ولتأكيد الالتفاف حول المشروع الوطني، لتحقيق حلم ياسر عرفات وتطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وبناء الدولة".

واضاف فياض في خطابه: إن ياسر عرفات لم يكن فقط، قائد ثورة أو رئيساً لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية، بل كان كذلك شريكاً حقيقياً لصنع السلام. وعلى العالم ان يعرف انه كما كان ياسر عرفات، وكما هو خلفه أبو مازن، فلا يوجد ولن يوجد شريك فلسطيني لتحسين نوعية الاحتلال، بل يوجد دائماً شريك فلسطيني لانهاء الاحتلال، وأنه ليس منا وليس فينا من يفرط بحبة من ترابك يا قدس. 

وقال: ان استمرار الالتفاف الشعبي حول منظمة التحرير الفلسطينية والمبادئ التي أسس لها أبو عمار، ورغم كل الصعوبات، تظهر ارادة شعبنا التي لا يمكن لها أن تضعف أو تلين إزاء الصعوبات والتحديات على طريق انجاز ما لم يكتمل في حكاية ياسر عرفات التي توحدت في حكاية شعب فلسطين وطموحاته وتطلعاته.

وقال: عهدنا لأب الوطنية الفلسطينية، أن نواصل السير بشعبنا ونوحد جهوده في ورشة البناء الشاملة لمؤسسات دولته الفلسطينية، المؤسسات القوية القادرة على تقديم أفضل الخدمات لشعبنا وحماية مصالحه، دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، دولة عصرية لكل الفلسطينيين. واضاف رئيس الوزراء: إن وثيقة برنامج عمل الحكومة تتمحور حول مهمات السلطة الوطنية، ودورها في بناء مقومات وركائز ومؤسسات الدولة الفلسطينية وبنيتها التحتية. وهي تتمثل بشكل جوهري في استنهاض طاقات شعبنا وانخراطه الشامل في انجاز المشروع الوطني الذي أسسه ياسر عرفات، بصورة عملية وملموسة، وتوحيد جهوده في ورشة بناء تجعل من انجاز بناء الدولة .  

وقال: إن جوهر ما ورد في وثيقة "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة" يبني على ما تحقق في السنوات الأخيرة من إنجازات، وهي نتاج للتحول في حالة الوعي التي عبرت عنها جماهير شعبنا في قدرتها على بلورة أولويات احتياجاتها المباشرة وتعاظم التفافها حول مشروعنا الوطني والسعي الأكيد لتجسيده في دولة المؤسسات وحكم القانون، فنحن نعمل على بناء مؤسسات هذه الدولة وفق أعلى المستويات والمعايير الدولية، المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات لشعبنا. ولم يعد هذا الأمر، أيها الأخوة والأخوات، كلاماً نظرياً مجرداً. فعلى سبيل المثال، فإن ما تم انجازه في أصلاح وتطوير النظام المالي، والذي، وللتاريخ أقول، إن ركائزه الأساسية قد أنجزت في عهد الرئيس الراحل أبو عمار، بات يرقى اليوم الى أعلى المعايير الدولية .

وبعد ذلك عرض فيلم وثائقي عن رفاق درب ياسر عرفات بالصوت والصورة.

ثم قدمت أنشودة "الختيار" التي تقدم لأول مرة، وهي من كلمات محمد عياد وألحان سعيد مراد. وتحكي الانشودة عن العلاقة الخاصة التي كانت تربط ياسر عرفات بالقدس.

بعد ذلك أعلن د. نبيل قسيس رئيس جامعة بيرزيت رئيس لجنة جائزة ياسر عرفات للإنجاز عن التوصل الى منح جائزة ياسر عرفات للعام 2009 الى جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني بعد أن أكملت لجنة الجائزة عملها بالتركيز على ترشيح ثلاثة متقدمين للجائزة وهم:

1 - جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

2 - معهد ادوارد سعيد للموسيقى.

3 - مركز المعمار الشعبي (رواق).

وأوضح قسيس أن لجنة الجائزة قررت منح الجائزة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني وحصلت على مصادقة مجلس إدارة المؤسسة، مشيراً الى إن الفرصة متاحة أمام المرشحين الآخرين لإعادة تقديم ترشيحاتهم للجائزة في الأعوام القادمة.

وتحدث قسيس عن عمل لجنة الجائزة التي تضم نخبة من الكفاءات الاكاديمية والعلمية والمهنية، وقال ان العديد من الترشيحات تستحق ان ترقى لمستوى منحها الجائزة لكن بما ان الجائزة مخصصة كجائزة فردية فقد تم الإجماع على منحها لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني التي حازت على افضل النتائج في التقييمات الموضوعية والمنهجية التي تعتمدها لجنة الجائزة.

وقال قسيس إن الجائزة تمتاز هذا العام بإنجاز مجسم الجائزة المعتمد والذي سيمنح لأول مرة إضافة إلى براءة الجائزة والمبلغ المالي الرمزي.

بعد ذلك طلب قسيس من رئيس مجلس الوزراء د. سلام فياض وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم ود. ناصر القدوة رئيس مجلس ادارة مؤسسة ياسر عرفات الصعود الى المنصة لتسليم الجائزة حيث قام د. سلام فياض بتسليم مجسم الجائزة للدكتور يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني فيما قدم الطيب عبد الرحيم براءة الجائزة، وقدم د. ناصر القدوة شيكاً بمبلغ الجائزة البالغ 25 ألف دولار اميركي.

وقام قسيس بعد ذلك بتقديم مجسم الجائزة للدكتور علي القواسمي رئيس لجنة إعمار البلدة القديمة في الخليل التي حازت على جائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2008، كذلك قام بتسليم مجسم الجائزة لعبد الله ابو رحمة ممثل اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين والتي حازت على الجائزة للعام 2007.

وعرض بعد ذلك فيلم وثائقي قصير عرض لمحطات مهمة في مسيرة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وما قدمته من خدمات انسانية للشعب الفلسطيني ولكل من تقدم بطلب هذه الخدمة في لبنان والأردن وسورية والعراق والضفة الغربية وقطاع غزة.

ثم تحدث د. يونس الخطيب رئيس الجمعية عن مراحل تأسيس وتطور جمعية الهلال الأحمر وما قدمته من تضحيات وعطاء متواصل يواصل أداءه نحو 4000 من العاملين في اجهزتها المختلفة يساندهم نحو 20,000 متطوع.

وعرض في ختام الحفل الثقافي فيلم قصير بعنوان "الى أبو عمار مع التحية رسائل من أطفال فلسطين" تحدث فيه عدد كبير من الاطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة عن مشاعرهم تجاه الرئيس الراحل ياسر عرفات وما يعرفونه عنه وعن دوره في قيادة العمل الوطني الفلسطيني.