الذكرى الرابعة

نظمت مؤسسة ياسر عرفات حفلا خاصاـ ضمن فعاليات  إحياء الدكرى الرابعة لرحيل الرئيس الخالد ياسر عرفاتـ في قصر الثقافة برام الله، مساء يوم العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2008، وتم خلال الحفل إعلان الفائز بجائزة ياسر عرفات للإنجاز التي تقدمها المؤسسة سنوياً، والتي كانت من نصيب لجنة إعمار الخليل التي قامت بجهود كبيرة منذ سنوات لاعادة إعمار البلدة القديمة في الخليل.

وبدأ الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني وآيات من القرآن الكريم تلاها مقرىء المسجد الأقصى المبارك الشيخ عطاالله ناصر.

ثم عرضت فقرة فنية تحت عنوان"لحظات" وهي تشكيلات بصرية أعدها أحمد حبش وصاحبتها موسيقى لجميل السايح، وهي تعرض صورا معالجة بطريقة فنية خاصة لمحطات في حياة ياسر عرفات منذ الطفولة وحتى استشهاده.

القدوة: تراث عرفات الحافز لاستعادة وحدة الوطن

وفي كلمته الترحيبية باسم مؤسسة ياسر عرفات قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور ناصر القدوة :"أن التقليد السنوي لمؤسسة ياسرعرفات في منحها جائزة الإنجاز، يأتي بهدف استذكار الرئيس الراحل واستحضار تراثه جماهيرياً وسياسياً وثقافياً".

وقال "ننظم هذا الاحتفال وفاءً لقائدنا، وأيضا لنستعين به لمواجهة واقعنا الصعب والمعقد، والعواصف التي تحيط بالمشروع الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة".

وقال "ونحن نحيي ذكرى الرئيس الراحل في هذا الشق من الوطن، لا نكاد نصدق أن يُمنع ذلك بالقوة والسلاح في الشق الآخر من الوطن، من قبل نفر ما زالوا يقولون إنهم يعملون للوطن وللشعب".

وأضاف "رغم ذلك سيستذكر كل مواطن غزي أصيل ياسر عرفات ويحيي ذكراه رغم الكارهين لذلك،ومع ذلك فإن ياسرعرفات وقيمه وتراثه ستبقى حافزا لاستعادة وحدة الوطن وللتواصل والحوار حتى مع ذلك النفر.

وأضاف:  خطت المؤسسة مسافة هامة على طريق تحقيق مهمتها النبيلة والكبيرة. تشكلت وانتظمت الهيئات القيادية: مجلس الأمناء ومجلس الإدارة واللجان الأساسية، ووضع الأساس القانوني الصلب للعمل، وجمعت نواة الوقفية، وقفية عرفات، وبدأت بالفعل مجموعة من البرامج الهامة في مقدمتها بناء متحف ياسر عرفات بجوار الضريح والذي سنضع حجره الأساس خلال الأيام القادمة، وكذلك الأرشفة المحوسبة للمادة المقروءة والمرئية من تراث عرفات، والإعداد الجاد لموقع الكتروني غني وحافل وفي متناول المواطن والأخ العربي والصديق من كافة أنحاء العالم. بالإضافة إلى انتظام جائزة ياسر عرفات للإنجاز، والتي ستمنح للمرة الثانية خلال حفلنا هذا. المشوار ما زال طويلاً والمهمة كبيرة ولكننا نأمل أن نوفق ونعدكم بالالتزام والعمل الجاد.

فياض: عرفات قائد ثورة وشريك حقيقي لصنع السلام

وألقى الدكتور سلام فياض رئيس مجلس الوزراء كلمة دعا فيها "الشعب الفلسطيني في كل مكان للالتفاف حول خيار وحدة الوطن، وإغلاق بوابات الانفصال والتشرذم، والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها وقرارات الإجماع الوطني، بهدف التمكن من وضع حد للانقسام، وتصويب مسار عملية السلام".

وقال فياض "إن الوفاء لذكرى الرئيس الراحل وتراثه الكفاحي الطويل، يتمثل أولاً في إعادة الوحدة للوطن، وإغلاق هذا الفصل المأساوي والكارثي في تاريخ شعبنا وقضيته العادلة".

وأضاف : إن ياسر عرفات لم يكن فقط قائد ثورة أو رئيساً للمنظمة والسلطة الوطنية، بل كان كذلك شريكاً حقيقياً لصنع السلام، وعلى العالم أن يعرف أنه كما كان ياسر عرفات، فلا يوجد ولن يوجد شريك فلسطيني لتحسين نوعية الاحتلال، بل يوجد دائماً شريك فلسطيني لانهاء الاحتلال".

وقال فياض "إن الوفاء لحلم ياسر عرفات بالاستقلال والدولة هو الذي دفع الرئيس محمود عباس ومعه كل الوطنيين في فلسطين للتسامي على الجراح، ومأساوية الدماء البريئة التي أزهقت بسبب الانقلاب وتبعاته، والاستجابة لكل المبادرات المخلصة من الأشقاء العرب، والقبول بدون تحفظات بورقة العمل المصرية، لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الوطن، الأمر الذي لا طريق سواه لضمان استقلال وطننا ونيل الحرية".

وبعد إنهاء رئيس الوزراء كلمته عرضت فرقة صابرين لوحة موسيقية  للموسيقار سعيد مراد بعنوان "وللقصة بقية" قدمت من خلالها صورا لجوانب ومراحل مختلفة من التاريخ الفلسطيني الحديث، منذ النكبة في العام 1948 مرورا بمحطات بارزة  من اللجوء والتشتت إلى بدايات العمل الثوري والكفاح المسلح وانبعاث الكيانية الوطنية الفلسطينية  وصولا إلى إعلان الاستقلال ثم العودة إلى الوطن وإقامة السلطة الفلسطينية وحصار عرفات في المقاطعة واستشهاده.

قسيس: جائزة ياسر عرفات للإنجازللعام 2008 للجنة إعمارالخليل

وسلم  الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة، ممثل الرئيس في الاحتفال، والدكتور سلام فياض رئيس الوزراء، والدكتور ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة  المؤسسة، جائزة ياسر عرفات للإنجازللعام 2008 للجنة إعمار الخليل.

وقال الدكتور نبيل قسيس رئيس لجنة جائزة ياسر عرفات للإنجاز، إن مؤسسة ياسر عرفات تعمل على تشجيع التميز والتفوق، وخصصت جائزة من أجل هذه الغاية، مشيرا إلى أنها السنة الثانية على التوالي التي تمنح بها الجائزة، ضمن فعاليات إحياء ذكرى الشهيد عرفات.

وأشار إلى أنه تم ترشيح العديد من المؤسسات والأفراد، للحصول على الجائزة، الأمر الذي تدعمه المؤسسة وتشجعه من أجل التنافس، لافتا إلى أن اللجنة اعتمدت عدة معايير يجب توفرها بالفائر في الجائز، أهمها: الأمانة والإبداع، والجهد المبذول، ونطاق التأثير وغيرها.

وأفاد أنه من بين عشرات الترشيحات التي قدمت للمؤسسة  تم اختيار ثلاثة مؤسسات للتنافس على الجائزة، ثم قررت اللجنة منح الجائزة للعام 2008 للجنة إعمار الخليل  لعملها المميز في الحفاظ على الطابع الثقافي والحضاري للمدينة لمواجهة الهجمة الاستعمارية على قلب المدينة.

وبعدها عرض فيلم قصيرعن البلدة القديمة بالخليل، يشرح معاناة المواطنين فيها سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، وما يتعرضون له من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتطرق الفيلم إلى مكانة المدينة الدينية والتاريخية، وإلى نشاطات لجنة إعمار الخليل وإنجازاتها.

لجنة إعمار الخليل: عرفات إضاء الشمعة واطلق مسيرة الإعمار

وألقى  الصيدلاني علي  القواسمي كلمة باسم لجنة إعمار الخليل، عبر فيها عن فخره لاستلام جائزة الشهيد ياسر عرفات للإنجاز. وقال: في حلكة ظلام دامس خيم على البلدة القديمة القديمة بالخليل، سببه المستوطنون وجيش الاحتلال، من أجل تهجير سكانها منها، أبى الأب الزعيم ياسر عرفات إلا أن يضيء شمعة، خير من أن يلعن الظلام، وأصدر مرسوما عام 1996 لتشكيل اللجنة وفتح لها آفاق التعاون الدول المانحة، وعملت اللجنة منذ ذلك التاريخ بتوجيهاته، على ترميم البيوت والبنية التحتية، ودعمت صمود القاطنين فيها، وأعادت إسكان معظم المباني الخالية.

وأضاف: ولا زالت اللجنة تحاول تفعيل الحياة التجارية في بلدتنا القديمة، وحريصة على استدامة هذه الحياة وإنعاشها، وإبراز الجلد الفلسطيني في ظل الغطرسة الإسرائيلية والمستوطنين حتى جلاء الاحتلال.

وتابع: رممت اللجنة منذ تشكيلها 800 شقة سكنية في البلدة القديمة، فازداد عدد السكان من 400 شخص عام 96 إلى أكثر من 4500 مواطن حاليا، وعملت على إعادة تأهيل آلاف الأمتار من البنية التحتية، وأنشأت حدائق عامة وحدائق للأطفال، وأوجدت مكتبا قانونيا لتوثيق انتهاكات الاحتلال لتعمل بذلك شبكة أمان لمواطني المنطقة.

وأكد القواسمي أن التحدي لا يزال كبيرا في الخليل، ولا بد من استمرار التصدي لسياسات الاحتلال، مشيرا إلى أن هذا التصدي لا يزال مستمرا، للحفاظ على الخليل كمدينة فلسطينية إسلامية.

وأهدى جائزة الشهيد ياسر عرفات للإنجاز التي فازت بها اللجنة، إلى روح الشهيد القائد ياسر عرفات، ولخلفه السيد الرئيس محمود عباس ولأهالي الخليل وللشعب الفلسطيني.

وتقدم القواسمي بالشكر للرئيس محمود عباس، ولرئيس الوزراء  سلام فياض ولحكومته، على دعمهم المتواصل للجنة إعمار الخليل، مثمنا صمود أهالي مدينة الخليل ووقوفهم بوجه الاحتلال.

كما شكر الصناديق العربية، والدول المانحة، والمؤسسات الحقوقية، وبلدية الخليل، ومحافظة الخليل على تعاونهم الدائم مع اللجنة. وكذلك القائمين على هذه الجائزة لرفع اسم الشهيد القائد ياسر عرفات عاليا وإلى الأبد.

وفي ختام الحفل قدم الفنان فادي حسان أغنية "علّي الكوفية" بمشاركة فرقة سراب للرقص الشعبي.

وكان الحاضرون للحفل قد تجولوا قبل بدء الحفل في معرض صور الحصار للمصور أسامة السلوادي  والتي عرضت على جدران قصر الثقافة.