الذكرى الثالثة

نظمت مؤسسة ياسر عرفات حفلا خاصا ـضمن فعاليات إحياء الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفاتـ في قصر الثقافة برام الله، مساء الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2007، وجرى خلاله منح اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين جائزة ياسر عرفات للانجاز للعام 2007.

وافتتح الحفل بعزف للسلام الوطني الفلسطيني. ثم استمع الحاضرون  إلى آيات من القرآن الكريم تلاها مقرىء المسجد الاقصى الشيخ عطا الله ناصر. 

 القدوة:  نسعى للأفادة من تراث ياسر عرفات 

وفي كلمته الترحيبية قال الدكتور ناصر القدوة رئيس اللجنة التأسيسية لمؤسسة ياسرعرفات إن الهدف من إنشاء المؤسسة هو المحافظة على تراث الرئيس بكل جوانبه وتخليد ذكراه لدى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والصديقة، ولغاية القيام بنشاطات خيرية إنسانية، اجتماعية، وأكاديمية.

وقال: ستقوم المؤسسة بدعم التفوق العلمي وتطلعات الشباب الفلسطيني بهدف إرساء دعائم مجتمع ديمقراطي.

وأضاف: تتمثل إذا رسالة المؤسسة في تخليد ذكرى الرئيس القائد والمحافظة على تراثه والإفادة منهذا التراث ونقله للأجيال القادمة والعمل على مواصلة نهجه في العطاء، والارتقاء بالإنسان الفلسطيني على طريق تحقيق مشروعنا الوطني وبناء المجتمع الفلسطيني الديمقراطي.

وقال القدوة: إنها مهمة كبيرة ونبيلة، سيعمل على إنجازها وباستقلالية تامة، مجلس أمناء المؤسسة الذين أشكر لهم وأعضاء اللجنة التأسيسية المؤقتة جهودهم الكبيرة في مرحلة التأسيس الأولى.وقال إن المؤسسة من الشعب الفلسطيني وإليه، من الراحل عرفات وإليه. 

قريع: متمسكون بدرب ياسرعرفات

وأكد أحمد قريع "أبو علاء" عضو اللجنة المركزية لحركة فتح  مفوض التعبئة والتنظيم فيهافي  كلمة ألقاها في الاحتفال إن حلم الرئيس الشهيد ياسر عرفات بالدولة الفلسطينية المستقلة سوف يتحقق شاء من شاء وأبى من أبى.

وقال إن القيادة الفلسطينية متمسكة بدرب التحرير الذي قاده ياسر عرفات. وأضاف: إن خيارنا هو الخيار الذي اختاره لنا الشهيد، وسبيلنا هو السبيل الذي قادنا اليه؟ فخيار السلام العادل والشامل هو خيارنا نحو المستقبل المشرق، معاهدا الشهيد على حفظ ذكراه جيلا بعد جيل.

وقال قريع: في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل قائدنا الرمز، نؤكد على التمسك بالحلم والراية والخيار، وندعو لزعيمنا الشهيد ولروخه المحلقة في فضاء فلسطين بالرحمة، والعهد هو العهد والقسم هو القسم.

وتابع: نفتقدك أيها القائد ونشتاق إليك، ونحِنُ إلى آرائك وقيادتك وإلهامك، كنا معك ومن حولك ومن خلف قيادتك الممسكة بالدفة باقتدار، تبث فينا روح الأمل. ونعدك أن نظل على العهد ونحفظ الامانة ونصون حلمك النبيل ونمضي على دربك للامام، واثقين ثقتك بالنصر الحتمي، ومطمئنين بأن شبلا أو زهرة من فلسطين سيرفع علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس.

وأضاف قريع: تكاثرت العواصف والأنواء المحدقة بالسفينة، فخرج علينا أبناء جلدتنا وتجاوزوا خط الدم ،وأهانوا الراية، واستباحو المقدسات، واعتدوا على بيتك ومقتنياتك وصورتك.

وقال: نستذكرك بصورة أقوى ونتألم لغيابك في لحظة ماساوية ونستذكر وقفتك التاريخية في الملمات وكل المحطات وروحك الوثابة أمام التحديات.

قسيس:عرفات القائد والمقاوم والفدائي

وفي إعلانه عن الفائز بجائزة  ياسرعرفات للانجاز للعام 2007 قال الدكتور نبيل قسيس رئيس لجنة الجائزة في مؤسسة ياسر عرفات ورئيس جامعة بير زيت : كان ياسر عرفات قائدا مقاوما وفدائيا في المقام الأول، وإن حركة المقاومة التي قادها كانت حركة رائدة استطاعت ان تجند دعما وتضامنا دوليا واسعا وغير مسبوق في تجمع انضوت فيه جميع القوى المحبة للسلام في العالم التي تدعم حرية الشعوب وتدافع عن حقها في تقرير المصير. 

وقال قسيس إن لجنة الجائزة قررت وبالاجماع منح جائزة ياسر عرفات للانجاز للعام 2007 للجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين.

وأضاف: إن قرية بلعين تمكنت من اتباع أسلوب واع ومؤثر في مقاومة المحتل واجنذاب وحشد تضامن دولي كان الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة إليه.

وقال:" تمكنت القرية المسالمة من إحداث كل هذا الأثر القوي ،في الوقت الذي كانت القوى المعادية لشعبنا تعمل على إعادة تعريف الصراع  في فلسطين وتطرحه على أنه نزاع على أرض بين طرفين: بينما الحقيقة التي نعيشها وأدركها المتضامنون الأجانب: ان الشعب الفلسطيني الأعزل يواجه عدوانا من قبل مغتصب جائرطماع ".

أبو رحمة: نستمد من روح عرفات القوة للنضال

وقال عبد الله أبو رحمة  في كلمة باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين بعد إعلان الفوز بالجائزة منذ ثلاث سنوات وفي كل مسيرة سلمية لأبناء القرية كنا نقول لو أن الرئيس الخالد  ياسر عرفات ما زال حيا، لكان في بلعين يشارك معنا في كنس الاحتلال".

واضاف:"ان غياب جسده لا يعني غياب روحه التي ما زلنا نستمد منها القوة للنضال ". 

 فقرات ثقافية وفنية 

وتخلل الحفل الذي  تولى عرافته الاعلامي محمود أبو الهيجا  فقرات متنوعة شملت رسما على الرمل  للفنان أحمد حبش بعنوان"من ذاكرة التراب " قام خلالها برسم صور وطنية رائعة باستخدام اصابعه على ايقاع موسيقى الفنان جميا السايح.

ورسم حبش عدة لوحات أذهلت الجمهور في درجة اتقانها وجمالها، عكست الهموم الفلسطينية من الجدار والاحتلال، والأمل  بالتحرر.

واختتم الفنان لوحاته بصورة رائعة للرئيس الراحل وأمامه ثلاث شمعات.. ولاقت تصفيقا حارا من الحضور.

وقدمت الفتاة الموهوبة كريستينا ستافريدس وصلة جميلة من الغناء التراثي الفلسطيني رافقها عازف العود ميشيل روحانا.

وتم خلال الحفل عرض فيلم" من يوميات الحصار " الذي أعده المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي  وتتبع الفيلم  أيام حصار الرئيس ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله.  

وكان ظهور الرئيس الراحل عبر الفيلم أو ترديده لكلماته الشهيرة سببا كافيا لتضج القاعة بالتصفيق الحار من وقت لآخر.

معرض  "محطات"

ونظم على هامش الحفل معرض  "محطات" للصور عرضت فيه مجموعة نادرة من  الصور القديمة لعرفات في طفولته وشبابه وبدايت الثورة المسلحة والنشاط في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والحصار الاسرائيلي لبيروت في 1982 .

ولاقى المعرض تقديرا كبيرا من الحضور الذين رأوا في الصور قيمة كبيرة لتوثيق مراحل من النضال الوطني الفلسطيني.