الذكرى الثانية

وصف الرئيس محمود عباس الذكرى الثانية لرحيل ياسر عرفات بـ "يوم الوحدة الوطنية والنهوض الوطني، معلناً في هذه الـمناسبة عن تأسيس (مؤسسة الشهيد ياسر عرفات).  
وقال الرئيس في كلـمته خلال مهرجان الذكرى الثانية لرحيل الرئيس ياسر عرفات الذي أقيم يوم11/11/2006 في ساحة المقاطعة برام الله، "أبشر شعبنا، بأننا حققنا تقدماً كبيراً على طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية، تستطيع فك الحصار، وتفتح الآفاق نحو حل سياسي ينهي الاحتلال الى الابد، واتوقع -باذن الله- أن ترى هذه الحكومة النور قبل نهاية هذا الشهر".
ودعا الرئيس عباس "كافة الجهات الطبية" ذات العلاقة، إلى التعاون الكامل مع اللجنة العليا الـمكلفة بالبحث عن أسباب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومواصلة التحقيق "حتى يعرف شعبنا والعالـم كله حقيقة ما تعرض له الرئيس أبو عمار في حصاره الطويل، وما سر هذا الـمرض الغامض الذي أودى بحياته".
وأكد الرئيس في كلـمته التي ألقاها أمام حشد ضخم من الـمواطنين، الذين حضروا الاحتفال، على أن "شعلة الحرية التي أضاءها ياسر عرفات، في الأول من يناير 65، بانطلاقة حركتكم الرائدة حركة فتح، ستبقى مرفوعة، وستبقى مشتعلة، لأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء".
وشدد الرئيس عباس على أن الشعب الفلسطيني "لن يتنازل عن شبر واحد من أرضه وفي الـمقدمة القدس الشريف".
وأضاف "على اسرائيل إن كانت تريد السلام أن تطبق قرارات الشرعية الدولية وتنسحب من الآراضي الفلسطينية والعربية إلى خط الرابع من حزيران عام1967، وأن تعترف بحقوقنا الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف".
عباس: لن نحيد قيد أنملة عن مبادئ ياسر عرفات وأهدافه
وقال الرئيس "إنني من هذا الـمكان الطاهر الذي ترفرف فوقه روح الرئيس ياسر عرفات أقول باسم شعبنا الفلسطيني، أن الاحتلال الاسرائيلي لأرضنا يجب أن ينتهي، والاستيطان باطل وغير شرعي ويجب أن يزول عن أرضنا، وأن القدس الشريف هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطيني الـمستقلة".
وقال "أن ضمها وتطويقها بالجدار العنصري والـمستوطنات والقلاع الإسمنتية كلها وقائع مصطنعة فرضها الاحتلال بالقوة الغاشمة، وهي حتما إلى زوال".
وأكد الرئيس على تمسكه بالأهداف والـمبادئ التي قضى الرئيس الراحل ياسر عرفات لأجلها، وقال: "لقد ظل ياسر عرفات ثابتا راسخاعلى مبادئه ومبادئ شعبه في الحرية والاستقلال، ونقول اليوم إننا لن نحيد قيد أنملة عن مبادئ ياسر عرفات وأهدافه".
وكان الرئيس عباس أعلن بدء مهرجان إحياء ذكرى الرئيس عرفات، بوضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس وسط عزف خاص من قبل الفرقة الـموسيقية العسكرية.
وتدفق عشرات الآلاف إلى ساحة الـمقاطعة منذ ساعات صباح يوم الذكرى، حيث قدم الـمواطنون من مختلف الـمدن الفلسطينية في الضفة الغربية للـمشاركة في إحياء الذكرى الثانية لرحيل الرئيس ياسر عرفات.
وحضر الحفل عشرات القادة السياسيين، ورجال دين مسيحيون ومسلـمون، وممثلون عن احزاب وقوى وطنية واسلامية، ومثلت الحكومة بعدد من الوزراء ونائب رئيس الوزراء ناصر الدين الشاعر.
القدوة: الشعب متمسك بفكر ياسر عرفات وأهدافه
وفي كلـمة عن أهل الرئيس الراحل، اعتبر الدكتور ناصر القدوة، وزير الشؤون الخارجية الأسبق، إن حجم التوافد الكبير إلى ضريح الرئيس عرفات "إنما هو مؤشر على مدى التأييد الكبير لفكر الرئيس ياسر عرفات وأهدافه".
وقال: "إنني أدعو الله أن يلهمنا جميعا القدرة على الحفاظ على وحدتنا لـمواجهة العدوان على شعبنا ولـمواجهة الاستعمار الاستيطاني لأرضنا، ولكي نواصل الاستمرار الواثق على طريق عرفات طريق التحرر والاستقلال".
وشدد القدوة على أن خير وفاء للرئيس الراحل هو معرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وفاته، مشيرا ألى أنه وفي أكثر من مرة تم الاعلان بعدم استبعاد أسباب غير طبيعية وراء وفاة الرئيس الراحل.
وقال: "قلنا مرارا أيضا بأن اسرائيل كقوة احتلال تتحمل الـمسؤولية الكاملة، في كل الأحوال عما جرى للرئيس الراحل".
وأضاف القدوة، "مهما يكن الأمر فإن ملف وفاة الرئيس عرفات يجب أن لا يغلق، لأن الوفاء لعرفات يقتضي متابعة الأمر والتحقيق فيه حتى معرفة الحقيقة كاملة".
يخلف: عرفات استشهد في سبيل شعبه ووطنه
وأعرب الـمنسق العام للجنة العليا للـمهرجان يحيى يخلف، عن شكره وتقديره للجماهير التي زحفت إلى الـمقاطعة منذ الصباح الباكر للإعراب عن وفائه للرئيس الراحل.
وقال يخلف إن مئات الحافلات تم ايقافها على الحواجز العسكرية الاسرائيلية، وعلى الطرقات، وقال "مئات الحافلات منعتها نقاط التفتيش من الوصول، إلا أن حجم الحضور يعبر عن قوة الحياة في قلب ووجدان شعبنا الصامد والـمتمسك بحقوقه وثوابته الوطنية التي سقط من أجلها الرئيس الراحل شهيداً".
وأشار يخلف إلى أن حجم الحضور ونوعياتهم، من رجال دين مسيحيين ومسلـمين، وممثلين عن أحزاب وفصائل واكاديميين ورجال اقتصاد، "أنما يشير إلى توحد الشعب الفلسطيني جميعه خلف الأهداف والثوابت التي حملها الرئيس الراحل في حياته".
بركة: كان وسيبقى رمزا لفلسطين 
من جهته، تحديث النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي محمد بركة باسم فلسطينيي آراضي الـ 48، مشيراً إلى أن الرئيس الراحل "كان رمزا في حياته وبقي رمزا في حياة الفلسطينيين".
وتطرق بركة إلى جرائم الاحتلال التي نفذها في قطاع غزة، واصفا قوات الاحتلال بـ "الحيوان البرمائي" الذي ترك أثره على أطفال وبيوت وشيوخ بيت حانون.
وقال بركة: "نقول للشعب الاسرائيلي، لا يكفي اتقان الأسلحة والسموم والـمساحيق النفاثة، وإنما يجب إتقان صنع الحياة".
وأضاف "لا يمكن أن تستروا أبناءكم باشلاء أبنائنا، استفيقوا لتعلـموا أن أمن أبنائكم من أمن أبنائنا وأمن أبنائنا مشتق من أمن أبنائكم".
وردد بركة ما كان الرئيس الراحل يقوله دوما "سيأتي اليوم الذي ترفع فيه زهرة من زهراتنا وشبل من أشبالنا علـم فلسطين فوق كنائس القدس ومآذن القدس شاء من شاء وأبى من أبى".
رأفت: الوفاء للشهيد بتغليب المصالح العليا 
وأعلن صالح رأفت، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي- فدا- إلتزام القوى الوطنية والإسلامية بالعهد لأبي عمار في الوفاء للأهداف التي قضى من أجلها.
واستعرض رأفت الـمحطات التاريخية لحياة الرئيس عرفات النضالية، بدءاً من اطلاق الرصاصة الأولى للثورة الفلسطينية وحتى عودته إلى الآراضي الفلسطينية، حيث سقط شهيدا.
وقال رأفت "إن الوفاء للرئيس الراحل ياسر عرفات يتطلب من جميع القوى تغليب الـمصالح العليا على الـمصالح الفئوية والشخصية والإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".