الذكرى الأولى

الرئيس محمود عباس: مستمرون على نهج عرفات

أحيا الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات يوم 11/11/2005، الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرئيس ياسر عرفات، بمهرجانات وندوات وأنشطة ثقافية وفنية، وسط مطالبات متزايدة بتحقيق دولي في وفاته.

ففي مقر المقاطعة في رام الله، التي حوصر فيها عرفات حتى استشهاده لما يزيد عن العامين، أقيم مهرجان جماهيري حاشد شارك فيه الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء أحمد قريع، وحضره عدد كبير من المسؤولين والقادة، وممثلي الهيئات والمؤسسات والقوى والفصائل والشخصيات الدبلوماسية.

وجدد الرئيس عباس، في كلمة له في المهرجان، التأكيد على مواصلة نهج الرئيس عرفات، حتى إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، داعياً إسرائيل إلى مفاوضات جادة بدلاً من السياسات أحادية الجانب.

واعتبر عباس الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ثمرة من ثمرات نضال الرئيس عرفات، والشعب الفلسطيني، لكنه حذر من الثمن الذي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، لتحقيقه من وراء هذه الخطوة.

القدوة: استلهام تراث عرفات لصالح التيار الوطني 

من جهته، طالب وزير الخارجية الدكتور ناصر القدوة، في كلمة له باسم عائلة الرئيس، بتحقيق دولي في وفاة الرئيس عرفات، التي وصفها بأنها "وفاة غير طبيعية".!

وقال: إن تحقيقاً، جاداً ودولياً، في وفاة الرئيس أمر ضروري، وإن كان من الصعب تنفيذه لأسباب مفهومة".

وطالب الدكتور القدوة بالاستفادة من التراث الذي خلفه الراحل لصالح التيار الوطني العام، وبأن تكون السياسات الحالية والمستقبلية امتدادا لسياساته، موضحاً أن الأوضاع السياسية الصعبة والمخاطر، التي تتهدد المشروع الوطني، تستلزم الاستلهام من تراث الرئيس الراحل وقدراته، والحفاظ على الثوابت الوطنية التي أرساها. 

حبش: تعامل مع الأمور بحنكة وحكمة 

وألقى صخر حبش "أبو نزار" رئيس اللجنة الوطنية لإحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرئيس عرفات، كلمة مؤثرة عدّد فيها مناقب الشهيد، والمراحل النضالية، التي أثبت خلالها بأنه قائد فذ يستطيع الصبر، ويتعامل مع مجريات الأمور بحنكة وحكمة.

وقال حبش: أيها الشهيد القائد "أبو عمار": أعلنت عن استشهاد يقهر الاحتلال، وغياب يعزز الحضور، فلسطين تجدد العهد أيها القائد.

وأضاف: نستذكر يا قائدنا "أبو عمار" أيام الحصار في بيروت، حينما أعلنت أن رياح الجنة قد هبت، وبعد الحصار ومغادرة بيروت، عندما سألناك إلى أين؟ فقلت: إلى فلسطين.ويوم أن حاصروك في كامب ديفيد لتضع القدس جانبا، فأبيت، وأحكمت قبضتك الحديدية، ورفضت التنازل عن أي جزء منها؛ ويوم أن احكموا الحصار عليك بالمقاطعة، كانت صرختك المدوية على الكون كله: شهيداً شهيداً شهيداً.

صبري: كان وفيا للقدس و للمقدسات 

ومن جهته، أكد الدكتور عكرمة صبري، المفتي العام للقدس والديار المقدسة، أن الرئيس ياسر عرفات، وبعد مرور عام على رحيله، مازال حاضراً في الوجدان؛ وأن شعبنا لن ينساه.

وأضاف: روحك يا شهيدنا ترفرف على اجتماعنا هذا؛ وترفرف على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وها نحن نقوم بتكريمك وفاء منا لك، والوفاء من شيم الرجال المخلصين، وتكريمك واجب علينا يا أبو عمار، فأنت كنت وفيا للقدس والمسجد الأقصى، وسائر المقدسات، ولقضية اللاجئين والمشردين.

وبيّن المفتي العام، أن وفاءنا للرئيس الراحل، يتمثل بالتمسك بالثوابت التي أطلقها والتزم بها، وقررها المجلس الوطني الفلسطيني، وسائر المجالس الفلسطينية الأخرى. 

حنا: التمسك بثوابت عرفات

وبدوره، وصف الأب الدكتور عطا الله حنا، خلال كلمته باسم رجال الدين المسيحيين، الرئيس "أبو عمار" بالمناضل الشامخ، والمحب لمدينة القدس، والمدافع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية.

وقال: لا بد من التمسك بثوابت ياسر عرفات، مهما كثر المتآمرون، والساعون لتصفية القضية الفلسطينية، وإنهائها، هذا القائد كان يذكر القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية دائما لأنه يدرك بأن هنالك بعدا روحيا للقضية الفلسطينية.

وأشار الأب حنا، إلى أن الرئيس الراحل كان راعيا للوحدة الوطنية، وكان يؤكد على وحدة شعبنا إسلاميين ومسيحيين، وانه كان حريصا دائما على إبراز البعد الإنساني للقضية الفلسطينية.
وخاطب الجماهير: نحن أصحاب حق؛ وأصحاب الحق أقوى من أصحاب القوة العسكرية، والقنابل التي تقتل الناس. نحن أقوى منهم، وحتى لو كانوا يملكون ترسانة عسكرية قوية، لأننا أصحاب حق ديني وتاريخي وحضاري وروحي بهذه الأرض. ورسالة أبو عمار نستنتجها من ابتسامته بأن نبقى طموحين، وصامدين، وأن لا نيأس ولا نتنازل عن حقوقنا المشروعة.

ذياب: سنكمل مشوار عرفات 

ومن جهتها، قالت السيدة ربيحة ذياب، في كلمتها باسم المرأة الفلسطينية: اطمئن يا ياسر - الكاسر، فنحن سنكمل المشوار، حتى يتحقق النصر والهدف والحلم الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأضافت: نؤكد لك بأنك بقلب كل طفل وزهرة وأم حنون ورجل بهذا الوطن، فنم قرير العين يا أبو عمار، ها هو شعبك من مناضلين وأسرى وزوجات المعتقلين وأهالي الشهداء يذكرونك كل يوم، وليس في هذا اليوم فقط.

رأفت: عرفات الحريص على  الحوار والوحدة الوطنية

ودعا صالح رأفت، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في كلمته باسم القوى الوطنية والإسلامية بهذه المناسبة، إلى الالتزام بتفاهمات القاهرة، وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير، وإجراء الانتخابات في موعدها، والى مواصلة الكفاح حتى تحقيق كامل أهدافنا الوطنية.

وطالب بإطلاق اسم الرئيس الراحل على أبرز الميادين والمدارس والمؤسسات، في الوطن ومناطق اللجوء تخليدا لذكراه، مشدداً على أن القائد الراحل كان حريصاً على وحدة شعبنا، ووحدة فصائله ومنظماته الشعبية، وانه اتسم بالشجاعة والإقدام في المعارك الوطنية والميدان والدفاع عن قضيتنا، وبالدهاء بالتعامل مع الأعداء. 

وأكد أن الوفاء للرئيس الراحل أبو عمار يتطلب منا، جميعاً، التمسك الحازم بالمواقف الوطنية، التي أرسى دعائمها في المؤسسات والأطر القيادية الفلسطينية والمتمثلة بتكريس الحوار كوسيلة وحيدة، لحسم أية خلافات أو تباينات، والإصرار على إنهاء الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي، بشكل كامل ونهائي عن جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت في الخامس من حزيران العام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران العام 1967، وتأمين حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم و ممتلكاتهم.

 

جرت فعاليات ونشاطات عديدة في أنحاء الوطن  إحياء للذكرى السنوية الأولى لرحيل الرئيس ياسر عرفات: 

ففي غزة، أحيت حركة "فتح" الذكرى وسط صيحات غضب، وتعهدات بالسير على خطاه ومبادرته التي رسمها بدمه.

وتجمع في باحة الـمجلس التشريعي والجندي الـمجهول آلاف الـمواطنين من أنصار "فتح"، لإحياء الذكرى الأولى لاستشهاد "أبو عمار"، وسط حالة من الانفعال والوفاء الشديد لقائد الحركة الوطنية الـمعاصرة.

وتحت صورة ضخمة للرئيس الراحل، وضعت لافتات، عاهدته على السير على خطاه حتى تحرير القدس، مؤكدة أن روح الرئيس ستبقى تمد الـمقاومة بالعزيمة حتى النصر.

وحضر الاحتفال ممثلون عن كافة القوى والفصائل الوطنية، إلى جانب عدد كبير من مسؤولي حركة "فتح"، والوزراء، وأعضاء الـمجلس التشريعي، وقيادات العمل اليومي، ومقاتلين من فصائل وتشكيلات عسكرية تتبع حركة "فتح".

وبعد السلام الوطني، وقراءة آيات من الذكر الحكيم على روح الشهيد أبو عمار، وكل الشهداء، قال أحمد حلس، عضو مكتب التعبئة والتنظيم في حركة "فتح": إن الـمهرجان التكريمي يقام اليوم في حضرة القائد "أبو عمار"، الحاضر دوماً، والذي حاولوا تغييبه فكان أكثر حضوراً منهم.

وأكد أن أعضاء "فتح" والشعب الفلسطيني يعاهدون، اليوم، القائد ياسر عرفات على إكمال مسيرته، مشيراً إلى أن نضال وأهداف "أبو عمار"، التي ناضل من أجلها ما زالت حاضرة في قلوب وعقول أبناء الشعب الفلسطيني.

بدوره، ألقى هاني الحسن، عضو اللجنة الـمركزية لحركة "فتح"، كلـمة الحركة، بدأها بمخاطبة الرئيس عرفات، قائلاً له: يا "أبو عمار" نم هنيئاً لأن أبناءك وإخوانك على الدرب سائرون.

وقال "إن الوفاء لياسر عرفات ليس بالكلـمات فقط، بل بالتمسك بالـمبادئ التي استشهد من أجلها".

ودعت الأذرع العسكرية، التي أصدرت بياناً تحت اسم "التجمع الوطني الفلسطيني الفتحاوي"، إلى صياغة إستراتيجية نضالية موحدة، تعمل ضمن آلية وأولويات عمل نضالي تخدم الـمرحلة النضالية والأهداف الوطنية، وفق متطلبات الـمرحلة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية.

وفي رفح ، أحيت جماهير محافظة رفح هذه الذكرى بسلسلة من الفعاليات والـمسيرات، شارك فيها آلاف الـمواطنين، وممثلون عن الفعاليات والـمؤسسات الأهلية والرسمية.

فقد انطلق العشرات من أطفال "البرلـمان الفلسطيني الصغير" في مسيرة محمولة بالسيارات، بعد أن ارتدوا بزة مشابهة لبزة الرئيس الراحل، ووضعوا الكوفيات فوق رؤوسهم، حاملين صوره وأعلام فلسطين، ومرددين شعارات تشيد بصموده خلال سنوات الحصار، وتطالب بفتح تحقيق دولي موسّع للكشف عن ملابسات استشهاده، على غرار التحقيق الذي فـُتح بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري.

من جانبها، أحيت كل من منظمة الشبيبة الفتحاوية بمحافظة رفح، و"منتدى شارك الشبابي"، و"اللجنة الشبابية لـمناهضة الفوضى"، الذكرى الأولى لرحيل القائد أبو عمار، بإشعال الشموع حول ضريح وهمي، يمثل ضريح الرئيس ياسر عرفات.

وشارك في الفعالية عشرات الشباب، وشخصيات من الـمحافظة، وممثلون عن الجمعيات والـمؤسسات الأهلية والرسمية فيها، إضافة إلى عدد من النساء.

وفي خان يونس، أحيا مجلس طلبة جامعة القدس الـمفتوحة وإدارة الجامعة، ومنظمة الشبيبة الفتحاوية، في محافظة خان يونس،الذكرى السنوية الأولى لوفاة الرئيس عرفات.

واشتملت الفعاليات على أداء صلاة الغائب على روح الشهيد، وإقامة سرادق عزاء لتقبل التعازي بوفاة الرئيس الراحل، واحتشد الـمئات من الطلبة، وهم يرفعون صور الرئيس الشهيد، ويشيدون بالتضحيات الكبيرة، التي قدّمها من أجل القضية الفلسطينية والقضايا العربية.

وفي جنين، دعا المتحدثون، في مهرجان حاشد نظمته حركة الشبيبة الطلابية في الجامعة العربية الأميركية بمحافظة جنين، إلى السير على خطى الرئيس أبو عمار وصولا إلى تحقيق الأهداف التي قضى من اجلها.

وألقى الطالب منير مطاحن كلمة باسم حركة الشبيبة الطلابية بالجامعة، استعرض خلالها ابرز المحطات في حياة الرئيس الراحل، ودوره في تفجير وقيادة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وصولا إلى تأسيس أول كيان فلسطيني. 

كما ألقيت خلال المهرجان كلمات باسم مجلس اتحاد الطلبة، والكتل الطلابية بالجامعة، وحركة "فتح"، ومنظمة الشبيبة الفتحاوية، شددت جميعها على ضرورة الوفاء لذكرى الرئيس الشهيد، ومواصلة السير على ذات الطريق حتى تحقيق الأهداف التي قضى دفاعا عنها.

وفي نابلس، نظم الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين،حفلا تأبينيا لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس عرفات، وذلك في قاعة فندق "سليم أفندي" بمدينة نابلس.
وجرى خلال الحفل عرض مجموعة من اللقطات المصورة للزعيم الراحل منذ طفولته وحتى استشهاده، فيما تليت عدة برقيات، جددت العهد على مواصلة السير على ذات الطريق التي خطها الرئيس الراحل، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

وفي طولكرم ، نظمت "مدرسة الفاضلية الثانوية للذكور" احتفالاً طلابياً، حضره اللواء عز الدين الشريف، محافظ طولكرم.. الذي دعا الطلبة إلى الالتزام بمنهج الرئيس الراحل ياسر عرفات بالصبر والـمثابرة والثبات على الـمبادئ، مشيدا بالدور النضالي والتاريخي الذي مثله الرئيس على مدى تاريخ الثورة والنضال الفلسطيني.

كما نظمت حركة الشبيبة الطلابية مهرجان "العهد والوفاء للرئيس الراحل ياسر عرفات"، وذلك في ساحة الجامعة، واشتمل الحفل على قصائد شعرية وجنازة رمزية للرئيس عرفات، وعرض مسرحي وأغانٍ وطنية قدمتها فرقة الفنون الشعبية التابعة لـمؤسسة "شعاع.